هل يستعيد داعش نشاطه بأفريقيا؟

ذات مصر

شهدت القارة السمراء تصاعداً لمعدل العمليات الإرهابية تحوم الشبهات حول قيام تنظيم الدولة الإسلامية" داعش" بتنفيذها، في ظل اتجاه التنظيم للقارة الأفريقية بعد تضيق الخناق عليه في أوروبا، وآخرها نجاح القوات الأمريكية مؤخراً في تصفية خالد الجبوري الذي وصفه قائد القيادة الوسطى الأمريكية بأنه كان الرأس المدبرة لعمليات التنظيم في أوروبا.

تحريك الذراع الأفريقية لتعويض شلل الذراع الأوروبي 

 

أمس السبت، أعلن التنظيم الإرهابي عن تبنى هجوم وقع على قرية موساندابا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أول أمس الجمعة، وأدى إلى مقتل نحو 20 شخصا.

كما أعلنت السلطات البوركينية اليوم عن مقتل 44 مدنياً في هجوماً متطرفاً على قريتين في شمال شرقي بوركينا فاسو قرب حدود النيجر.

وقع هجوم اليوم على بعد  خمسة كيلومترات من بلدة سيتينغا الحدودية مع النيجر، التي شهدت هجوما مماثلا في يونيو 2022 أودى حينها بحياة 86 شخصاً، جرى وصفه بأنه «الأشد دموية في تاريخ بوركينا فاسو»، وقد تبناه تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى حينها، وهو ما يشير إلى احتمالية تورط من قبل عناصر التنظيم في هجوم اليوم.

إضعاف الذراع الأوروبي للتنظيم بمقتل الجبوري

 

يتزامن نشاط التنظيم بأفريقيا، بمحاصرته أوروبيا، حيث أعلن الجيش الأمريكي قبل بضعة أيام عن تصفيته قيادي بارز في تنظيم «الدولة الإسلامية»، يعتبر المسؤول الرئيسي عن عمليات التنظيم في أوروبا، من خلال ضربة عسكرية استهدفت مقر إقامتة بسوريا.

وقال قائد القيادة الوسطى «مايكل كوريلا» في بيان إن القوات الأمريكية نجحت في تصفية خالد اياد أحمد الجبوري، القيادي البارز في تنظيم الدولة «داعش»، والمسؤول عن التخطيط لهجمات تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا وتطوير قيادة شبكة التنظيم.

 واعتبر أن مقتل الجبوري سيعطل مؤقتاً قدرة التنظيم على التخطيط لهجمات خارجية.

أبرز عمليات التنظيم في أوروبا

وتمثلت أبرز عمليات التنظيم في القارة العجوز في العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر 2015 في عملية شملت إطلاق نار جماعي، وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن، كما  تلتها عملية بروكسل في مارس 2016 وشملت تفجيرات في مطار بروكسل ومحطة مترو بركسيل بعد يوم واحد من إلقاء القبض على المشتبه به في تفجيرات باريس، وكذا في  لندن في 2017 في عملية طعن فيها متطرف اثنين فوق جسر لندن وأعلن داعش تبنيه للعملية.

نظرة علي داعش

ويعد تنظيم داعش الذي بدأ من العراق ونجح في التمدد في مناطق متفرقة حول العالم الابن غير الشرعي لتنظيم القاعدة، حيث ولد وترعرع في العراق بعد الغزو الأمريكي وتفكك جيشها، ثم مد قدمه في سوريا بعد حالة الفوضى التي ضربتها في أعقاب الثورة السورية في 2011، ثم عمل على القفز نحو شمال إفريقيا مستهدفاً ليبيا ومصر، ونسج شبكات واسعة في أوروبا وأفغانستان و القارة الأفريقية.

ويعاني التنظيم من القدرة علي مد أذرعه في الدول الأكثر ديمقراطية، والأفضل استخداماً للتكنولوجيا في تتبع طرق التواصل الإلكترونية بين أعضائة، وكذا طرق نقل الأموال اللازمة للإستمرار في عمليات التجنيد للتنظيم، وكذا تنفيذ العمليات بين أعضائه، بعكس نجاحه الأسرع في الأنتشار في الدول التي تعاني هشاشة سياسية والتي تعاني مجتمعاتها من معدلات أعلى من الفقر والمرض مما يسهل عمليات التجنيد لدى التنظيم.