دارسة: الغطاء الجليدي ينحسر أسرع 20 مرة من السابق.. كيف يُهدد حياتنا؟

تغيرات المناخ
تغيرات المناخ

يتأثر العالم أجمع بالتغيرات المناخية المستمرة والتي تؤثر بشكل أو بآخر على طبيعة الأجواء ويترتب عليها حرق في الغابات وانبعاثات كربونية ومشكلات تضر الإنسان والحيوان على حد السواء.

الغطاء الجليدي ينحسر

دراسة علمية تم نشرها في دورية "نيتشر" بأن الغطاء الجليدي يمكن أن ينحسر لمسافة تصل إلى 600 متر في اليوم خلال فترات ارتفاع درجة حرارة المناخ، أي 20 مرة أسرع من أعلى معدل تراجع جرى قياسه سابقا حيث استخدم فريق دولي من الباحثين، صوراً عالية الدقة لقاع البحر للكشف عن مدى سرعة تراجع صفيحة جليدية سابقة في النرويج في نهاية العصر الجليدي الأخير، أي منذ حوالي 200 ألف عام. 

ويعني تراجع الغطاء الجليدي ذوبان وتقلص الأجسام الكبيرة من الجليد، مثل الأنهار الجليدية أو الصفائح الجليدية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

 الغطاء الجليدي يتراجع بسرعة تتراوح بين 50 و600 متر في اليوم

ويمكن أن تحدث هذه العملية بسبب مجموعة من العوامل، بينها زيادة غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات، والتغيرات في أنماط الطقس، أظهرت النتائج أن الغطاء الجليدي السابق تراجع بسرعة تتراوح بين 50 و600 متر في اليوم، وهذا أسرع بكثير من أي معدل تراجع للغطاء الجليدي تم ملاحظته من الأقمار الصناعية أو تم استنتاجه من أشكال أرضية مماثلة في أنتاركتيكا.

وقال الباحثون إن الدراسة تُقدم "تحذيراً من الماضي" بشأن السرعات التي يمكن للصفائح الجليدية أن تتراجع بها، وأضافوا أن نبضات من التراجع السريع المماثلة يمكن ملاحظتها قريباً في أجزاء من القارة القطبية الجنوبية حيث توقعوا أن تكتشف الأقمار الصناعية هذا النمط من تراجع الغطاء الجليدي في المستقبل القريب، خاصة مع مواصلة الارتفاع الحالي لدرجة حرارة المناخ.

التداعيات تؤثر على جميع الدول

الدكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، أن التغيرات المناخية السريعة وارتفاع درجات الحرارة يؤثر بشكل سلبي وكبير على العالم كله فهي حلقة متصلة وليست التأثيرات على دول دون الأخرى ولكن يمكن أن تكون دول بشكل أسرع من الأخرى.

وبين لـ"ذات مصر”، أن التغيرات المناخية لها تأثيرات كبيرة سواء على المدى القريب أو البعيد حيث يترتب عليها ذوبان جزء من الجبل الجليدي في جنوب المناطق القطبية الجنوبية مما يجعلها تؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في المحيطات.

وأضاف قطب، أن ارتفاع درجات الحرارة قد يغرق عديد من الجزر ويتسبب في حدوث السيول خاصة على العديد من الدول المطلة على المحيطات، لافتا إلى أن الأعاصير تزيد في المناطق المدارية والاستوائية،  وأن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى أعاصير فتاكة وكوارث كبيرة مثل سرعات رياح عالية وأمطار غزيرة ورعدية تصل حد السيول وتيارات مائية كما يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد.

توقعات بمزيد من القتلى والوفيات بسبب التغيرات المناخية

ونوه بأنه إذا استمر العالم بهذه الظروف السياسية والنشاط البشري الملئ بالملوثات لجودة الهواء ستزداد عنفا هذه الظواهر الجوية، متوقعا حدوث مزيدًا من الوفيات والقتلى نتيجة هذه الانبعاثات الكربونية والتغيرات المناخية.

وأشار إلى أنه لا يوجد كثافة كبيرة في المناطق الشمالية وفي حالة انهيار الجلدي سيؤدي إلى كوارث حقيقة منها نقص الغذاء في عدد من الدول لتأثير المناخ على المحاصيل والإنتاج الزراعي وانتشار الأمراض فضلا عن مشكلات صحية وخيمة وغيرها من الأمور.

حقيقة غرق مدينة الإسكندرية أولا

ونوه قطب، أن ذوبان جزء من القطب الجليدي يؤدي إلى غرق عدد من المدن الساحلية المطلة على البحار والمحيطات خاصة المدن التي تنخفض عن مستوى سطح البحر، لافتا إلى أنه قبل غرق مدينة الإسكندرية ستغرق هولندا، وأن ارتفاع منسوب البحر المتوسط أقل من غيره لأنه بحر مغلق.

وذكر أن هناك أنهار تعرضت للجفاف منها نهر لندن وأحد الأنهار في أسبانيا بقارة أوروبا ونهر دجلة والفرات في سوريا والعراق، وكلها مخاوف للعالم أجمع يمكن أن تحدث بسبب تغير الخريطة المطرية وتغيير موضعها.