عبدالله شحاتة.. من العقل الاقتصادي للإخوان إلى قضبان سجن بدر 3

في وسط الدلتا وتحديدا في مركز أشمون بمحافظة المنوفية، ولد الدكتور عبدالله شحاته خطاب الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وخبيرة المالية العامة حيث التحق بالمدرسة الابتدائية هناك قبل أن تجبره ظروف عمل والده على الانتقال إلي مركز البدرشين بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة للعيش فيه.
حيث أكمل مراحل دراساته المختلفة حتي تفوق في المرحلة الثانوية والتحقق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وتحديدا قسم الاقتصاد حيث تخصص في المالية العامة، وهنا بدأت جماعة الإخوان في لف شباكها حوله في هذه المرحلة المهمة من حياته ولينضم للجماعة ويرتقي في الإدارة الاقتصادية للجماعة حتي صار البعض يلقبونه بالعقل الاقتصاد للإخوان.

ورغم انضمامه لجماعة الإخوان إلا أنه كان يفضل الابتعاد عن الأضواء والعمل في إطار الخلايا النائمة للجماعة بشكل مكنه من العمل داخل مؤسسات الدولة المصرية والترقي داخلها حتي تولي منصب المستشار الاقتصادي للدكتور يوسف بطرس غالي اخر وزراء مالية مبارك.
شحاتة الذي عمل معيدا ومدرسا مساعد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سجل تفوقا لافتا في المالية العامة بشكل أهله للحصول علي منحة لدراسة الدكتوراه في هولندا وأخري في بريطانيا للحصول علي درجة الدكتوراه وله العديد من الأبحاث والدراسات الاقتصادية عمل كذلك في وحدة في وحدة السياسات المالية بوزارة المالية المصرية منذ العام 2007 حتي اندلاع أحداث 25 يناير 2011، حيث انتقل للعمل بصندوق النقد العربي في الكويت.
وبعد الخامس والعشرين من يناير وعودة الإخوان للساحة السياسية بشكل علني، عاد شحاتة إلى مصر حيث أنهي عمله في الكويت ورأس اللجنة الاقتصادية لحزب الحرية والعدالة "المنحل " وعمل مستشارا لوزير المالية في حكومة هشام قنديل صيف 2012قبل أن يتم اختياره في الفريق الرئاسي لمرسي مستشارا اقتصاديا. 
وخلال هذه الفترة خاض مفاوضات مع عدد من كبار رجال الأعمال لتسوية مشاكلهم المالية مع مؤسسات الدولية ولعب دورا في مفاوضات أولية مع صندوق النقد والبنك الدوليين للحصول علي حزم مساعدات وقروض قبل أن تتعثر هذه المحاولة ومعها مهمة شحاته داخل وزارة المالية حيث تمت اقالته في عهد وزير المالية المصري الأسبق أحمد جلال في نهاية يوليو 2013. 

وفي الوقت الذي كان يعتقد شحاته أن الدنيا قد ابتسمت له ولجماعته فاجأته يقظة الشعب المصري الرافض لحكم الجماعة ومحاولتها أخونة مصر حيث اسقط الشعب حكم الجماعة بشكل افقد العديد من رموزها صوابهم وجعلهم ومن بينهم شحاته يتورطون في التحريض علي العنف وتكدير الأمن العام والانضمام لجماعة إرهابية وهي التهم أوصلته الي السجن 15عاما بعدما ادانته محكمة جنايات القاهرة.
خلال الأيام الماضية نقل مركز حقوقي أخبارا عن محاولة الدكتور شحاته الانتحار عبر قطع شريانه في محبسه بسجن بدر2 لتؤشر لمدي الهوة السحيقة التي وصل إليها خبير اقتصادي لامع ضاعت منه البوصلة.