كيف تتعامل مصر مع حوادث خطف مواطنيها في الخارج؟ العهد الحديث مر

ذات مصر

السنوات العشر الماضية شهدت تعرض عشرات المصريين لجرائم احتجاز أو أسر في العديد من البلدان العربية التي تشهد نزاعات مسلحة مثل ليبيا والسودان، وكذلك في أفريقيا خصوصًا للصيادين المصريين، لكن رد الفعل المصري أصبح هشًا رغم صلابة مصر تاريخيًا في مواجهة الاعتداء على أبنائها.

مؤخرًا وقعت حادثة أسر أو احتجاز عدد من الجنود المصريين من قبل ميليشيا الدعم السريع في السودان على خلفية الحرب الدائرة بين المليشيا والجيش هناك، ولم تنجح القاهرة حتى الآن في إعادتهم لتعلن المليشيا، اليوم، أنهم سيعودون متى سنحت الفرصة.

السلطان الأشرف يفتح قبرص بسبب الاعتداء على تاجر مصري 

دفتر الأحوال المصري، سجل واقعة مشابهة عام 1425 ميلاديًا بعد اعتداء سفن قبرصية على تاجر مصري يدعى أحمد بن الهميم، أثناء عودته على رأس سفن محملة بالمواد الغذائية من الشام إلى ميناء دمياط، ليستولي عليها القراصنة.

قصة التاجر بن الهميم، وصلت إلى السلطان المصري، الأشرف برسباي، الذي اعتبر أن الاعتداء على التاجر المصري يعد اعتداء على هيبة وكبرياء السلطنة المصرية، ليأمر الأسطول المصري بالتأهب لغزو جزيرة قبرص، وجلب ملكها وجنوده مكبلين بالحديد في القاهرة.

ملك قبرص في تلك الفترة بذل محاولات عدة وأدخل وسطاء وتوسل وأرسل الهدايا معتذرًا للسلطان المصري عن الواقعة خلال فترة إبحار الأسطول إليه، لكن محاولاته لم تفلح وتنجح القوات المصري في الاستيلاء على جزيرة قبرص عام 1426 ميلاديًا.

خطف 36 صيادًا مصريًا في 2009

الموقف المصري السابق، يخالف تمامًا موقف القيادة المصرية في عام 2009، بعد اختطاف قراصنة صوماليين مركبي صيد مصريين فور اقترابهما من السواحل الصومالية، وكان على متنهما 36 صيادًا.

جهود الدولة المصرية الدبلوماسية لتحرير الصيادين المصريين لم تنجح على مدار أكثر من 4 أشهر، قبل أن يتمكن الصيادون أنفسهم من الاستيلاء على بعض أسلحة القراصنة وقتل عدد منهم وأسر 8 آخرين في السفن خلال عودتهم للبلاد.

اختطاف 5 من موظفي السفارة المصرية في ليبيا

موقف آخر قبل نحو 8 سنوات من الآن، اختطفت عناصر مسلحة الملحق الإداري وأربعة من الدبلوماسيين المصريين العاملين بالسفارة المصرية في ليبيا، في يناير 2015، بعد اعتقال مصر رئيس تنظيم «غرفة ثوار ليبيا» شعبان هدية، المعروف باسم «أبو عبيدة الزاوي».

الخاطفون اشترطوا إطلاق سراح هدية للإفراج عن الدبلوماسيين، ولم تنجح جهود مصر في إعادتهم سوى بإطلاق سراح أبوعبيدة الزاوي، ليفرج عن الدبلوماسيين بعد يومين من إطلاق سراحه.

خطف تنظيم داعش21 مصريًا وذبحهم في 2015

عناصر تنظيم داعش الإرهابي خطفت 21 مصريًا مسيحيًا في ديسمبر 2014  في مدينة سرت الليبية، وحاولت الدولة التفاوض بشأنهم قبل أن يبث التنظيم الإرهابي فيديو ذبحهم في منتصف فبراير بعد بقائهم 45 يومًا قيد الاختطاف.

وأعلنت السلطات الليبية العثور على رفاتهم في مطلع أكتوبر2017، كما أعلن الجيش الليبي بعدها بستة أعوام عن مقتل قيادي داعش المهدي دنقو المسؤول عن العملية، وذلك بعد هجمات شنها الطيران المصري على معاقل التنظيم الإرهابي في ليبيا في إعقاب عملية الذبح.

اختطاف 6 مصريين في 2022 

تمثلت آخر حوادث الاعتداء على المصريين في الخارج في عملية اختطاف ستة مواطنين على الأراضي الليبية في فبراير من العام الماضي من قبل جماعات مسلحة طالبت بدفع مبالغ مالية للإفراج عنهم، مما دفع ذويهم لمناشدة السلطات المصرية للتدخل.

بعدها بأيام أعلن إطلاق سراحهم بعد تدخل أطراف دولية وقال المتحدث اسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد حينها، إنه جرى إطلاق سراحهم وفقا للمعلومات الواردة من السفارة المصرية في ليبيا من دون أن يدلي بتفاصيل في شأن كيفية الإفراج عنهم.