الصين تبدأ رحلة وقف الحرب الروسية الأوكرانية.. هل ينجح التنين؟

ذات مصر

بدأت الصين، اليوم الخميس، خطوة جديدة في محاولتها للعب دور أكبر في إيجاد حل للحرب الروسية الأوكرنية الدائرة منذ أكثرمن عام، بفتح قناة اتصال على مستوى الروساء مع أوكرانيا.

التحرك الصيني قوبل بردود أفعال متباينة من قبل كافة الأطراف المشاركة في الأزمة بين الترحيب المصحوب بتشكك، والتشكك المغلف بترحيب تعددت المواقف الدولية. 

صياغة موقف صيني داعم للحوار بدلاً من الحرب

أكدت بكين اليوم بعد مكالمة رئيسها شي جين بينغ مع نظيره الأوكراني زيلنيسكي أنها لا ترى بديلاً عن «الحوار والتفاوض» اللذين اعترتهما«المخرج الوحيد» لحل النزاع، مشيرة إلى أنها لا تبحث عن تحقيق مكاسب في هذه الأزمة التي تعد من الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

بكين أعلنت اليوم أنها ستبعث بمسؤول صيني خاص بالشؤون الأوروبية الآسيوية، في أوكرانيا وبعض الدول الأخرى، لدعم عملية الحوار الشامل بين أطراف الأزمة الروسية الأوكرانية.

قررت الصين تغيير مواقفها الرمادية بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، منذ فبراير  الماضي بطرحها وثيقة تنطوي على 12 بندا لحل الأزمة الأوكرانية وهي الوثيقة التي لم تلق قبولًا غربيًا لعدم احتوائها على أى نقد تجاه العدوان الروسي الذي يراه الغرب على أوكرانيا؛ حيث وصفها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بقوله: «هذه الوثيقة لا تملك مصداقية كبيرة لأنهم لم يكونوا قادرين على إدانة غزو أوكرانيا».

تباين موقف الساسة الأوكران من التقدم الصيني للوساطة

المكالمة الصينية المصحوبة بتحرك دبلوماسي ظهرت نتائجها الأولية في تعبير الرئيس الأوكراني عن أهميتها.

زيلنيسكي أشار إلى أن الخطوة الصينية ستدفع في مسار إنهاء الحرب والمتمثلة في الدفع بسفير أوكراني لديها، رداً على خطوة مماثلة من قبل بكين، بعد أن ظل المنصب شاغرا منذ مطلع العام قبل الماضي، قائلًا على تويتر: «اعتبر أن هذا الاتصال، بالإضافة إلى تعيين سفير أوكرانيا لدى الصين، سيعطي دفعة لتطوير علاقاتنا الثنائية».

بينما كشف رئيس  الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، عن تبني كييف صيغة معينة للسلام في أوكرانيا قائلًا: « نحن تتفهم ما يعنيه تحرير أوكرانيا، ولدينا طريقتنا في إحلال السلام»، وهي التصريحات التي كشفت عن صورة إستباقية أوكرانية حول المسار التفاوضي المنشود.

قبول روسي مصحوب بتحفظات

وبينما أبدى الكرملين الروسي ترحيبه بالخطوة الصينية الجديدة لدورها المحتمل في إنهاء الأزمة مع أوكرانيا، فإنه ألمح في الوقت نفسه إلى استمرار الرغبة الروسية في تحقيق أهداف «العملية العسكرية الخاصة» التي تنفذها على الأراضي الأوكرانية.

أكدت وزارة الخارجية الروسية تناغم المواقف المبدئية الروسية الصينية بشكل كبير والتي عبرت عنها بكين في وثيقتها منذ شهرين، ولكنها شككت في النوايا الأوكرانية الصادقة في سلوك مسار التفاوض على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا.

ترحيب غربي أمريكي مصحوب بتشكك

وجاء الموقف الرسمي الأمريكي مرحبًا بالخطوة الصينية؛ حيث عبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي عن ترحيب واشنطن بالمكالمة الهاتفية الصينية الأوكرانية قائلًا «أعتقد أنه أمر جيد وإن كنت لا أعتقد أننا نعرف حتى الآن ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى نوع من تحرك سلام ذي مغزى أو خطة أو مقترح أم لا».

بينما رحبت فرنسا بالخطوة الصينية التي جاءت في أعقاب زيارة رئيسها منذ أسابيع لبكين، واعتبرتها بداية جيدة لوضع حد للحرب الدائرة، مناشدة بخطوات مماثلة في الفترة القادمة تسرع من حل الأزمة.

وستكشف الشهور القادمة عن جدوى الوساطة الصينية، ومدي قدرة التنين على التسريع بإنهاء الحرب التي أصبحت تهدد السلم والاقتصاد العالميين.