زيادة أسعار السلع التموينية تكشف وزير الأزمات علي المصيلحي

ذات مصر

«أنا مش وزير الأزمات.. أنا وزير إزالة الأزمات» هكذا رد وزير التموين علي المصيلحي على انتقادات أعضاء مجلس النواب قبل نحو 3 أشهر من الآن، في خضم دفاعه عن عمله، واستراتيجيته لضبط السوق وتوفير السلع.

رفض المصيلحي حينها اتهامه بالتسبب في فوضى الأسعار بعد الأزمات التي أثارتها الوزارة مع شركات توريد الأرز، وآلت إلى إلغاء التسعيرة الجبرية، كما حاول إظهار سيطرته على مقاليد الأمور وقدرته على تجاوز هذه الأزمة.

تكررت تصريحات المصيلحي على مدار الأشهر الماضية، التي لم تخل من تبشير بعدم وجود أزمات، وإن "كل شيء سكون تمام"، حتى فاجئنا الوزير أمس بإعلانه عن زيادة تدريجية في أسعار 4 سلع تموينية أساسية هي : السكر والأرز والزيوت والأجبان. 

الوزير قال، خلال مؤتمر صحفي، أمس، إن الوزارة تدرس رفع أسعار التموين بسبب وجود فجوة كبيرة بين قائمة أسعار الوزارة داخل منافذها وبين منافذ الجملة بالأسواق الداخلية، لافتا إلى أن أسعار السلع التموينية لم يتم تحريكها منذ شهر ديسمبر الماضي من عام 2022.

المصيلحي أرجع زيادة أسعار السلع التموينية لعدم وصولها للمستحقين، وذلك بسبب استغلال البعض للسلع الأساسية التي يتم طرحها في منافذ التموين المختلفة منها الأرز والزيت للمتاجرة بها، حيث إن الوزارة استقبلت العديد من الشكاوي بخصوص عدم وصول السلع إلى المواطنين على مدار الفترة الأخيرة.

نقابة البداليين التموينيين تكشف الأسباب الحقيقية 

من جهته، كشف ماجد نادي المتحدث الإعلامي باسم نقابة البداليين التموينيين عن الأسباب الحقيقية وراء إعلان الدكتور علي المصيلحي رفع أسعار 4 سلع تمونيية خلال الفترة المقبلة.

نادي أوضح في تصريحات خاصة لـ"ذات مصر" أن الزيادة جاءت بعد إحجام عدد كبير من موردي السلع التموينية عن التوريد لوزارة التموين والتجارة الداخلية وشركات الجملة، والتي أصبحت خاوية على عروشها وتسببت في نقص شديد في عمليات التوريد.

وأفاد ماجد بأن ارتفاع أسعار السلع التموينية جاء ليتماشى مع أسعار السوق الحرة، والتي احتكرت عددا كبيرا من السلع الاستراتيجية، وهو الأمر الذى انعكس سلبا على التوريد لشركات الجملة.

وذكر أن أسعار السلع في السوق تواصل الارتفاع بشكل كبير ليصل سعر كليو السكر  18.5 جنيه والأجبان 34 جنيها، في وقت يباع فيه الأرز بسعر 37 جنيها للكيلو، فيما تباع  زجاجة الزيت بسعر45 جنيها، فيما يباع  زيت خليط 800 جرام بسعر 25 جنيها في البطاقة التموينية، ويباع الأرز المعبأ بسعر 10.5 جنيه، أما المكرونة 800 جرام فتباع بسعر 12 جنيها، فيما يباع المسلى الصناعي 800 جرام بسعر 30 جنيها، والشاي الناعم 40 جراما يباع بسعر 3.5 جنيه.

ونوه المتحدث باسم البداليين إلى مشكلة كبيرة ستواجه المواطنين خلال الفترة القادمة، خاصة بعد تراجع قيمة الجنيه بشكل كبير وارتفاع التضخم، حيث سيقل حتما عدد السلع التي سيحصل عليها الفرد في البطاقة التموينية بعد ارتفاع الأسعار، متوقعا حدوث مشادات كبيرة بين المواطنين والبداليين التموينيين بسبب زيادة أسعار السلع.

وسبق أن أحال وزير التموين أزمة ارتفاع أسعار الغذاء في مصر إلى أن أننا نستورد أكثر من 60% من طعامنا، لافتا إلى أن هناك زيادة فى سعر الخامات المستوردة من الخارج، ما يعود بالسلب على منظومة الأسعار.

ويرفض المصيلحي العودة إلى التسعيرة الجبرية لضبط الأسعار، قائلا: «لا يوجد معنى للتسعير الجبري، ولن نعود للستينات، ولن نتذكر حكومة الرئيس الراحل أنور السادات في وقت الحرب، لأننا لسنا فى وقت حرب، وحكومة الحرب لها قواعد أخرى».