في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفي جديد ينضم إلى العشرات في السجون

ذات مصر

لم تشأ الأجهزة الأمنية في مصر أن يمر اليوم العالمي لحرية الصحافة -الموافق 3 مايو من كل عام- دون تأكيد حصارها على أبناء مهنة البحث عن المتاعب، إذ ألقت القبض على الزميل حسن القباني، من منزله فجر، اليوم الأربعاء، دون الكشف عن الأسباب.

الزميل حسن القباني، يعاني من «وعكة صحية» بعد تعرضه لحادث سير نهاية العامة الماضي، اضطره للاستعانة بعكاز للقدرة على الحركة، ولا يزال يتلقى العلاج لمواجهة متاعب العظام، حسب تأكيدات أصدقائه المقربين.

لا سلام دون حرية تعبير

قررت الأمم المتحدة الاحتفال بيوم حرية الصحافة في الثالث من مايو من كل عام، بمناسبة عقد مؤتمر ويندهوك 1991 الذي نادى بصحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة، لكن واقع «صاحبة الجلالة»، خصوصًا في مصر يسير باتجاه الأسوأ كل عام عن الذي قبله.

منظمة اليونسكو، قالت في تغريدة لها عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر» احتفالًا بيوم 3 مايو، إنه إن كان كل شيء على ما يرام في الأخبار، فهناك مشكل ما في الصحافة، متابعةً: «ببساطة، لا يمكن بناء السلام دون حرية التعبير».

حسن ليس الضحية الوحيدة للنظام المصري، فسبقه العشرات من الصحفيين المصريين إلى داخل السجون، فوفقًا لـ منظمة مراسلون بلا حدود لا تزال مصر تُعد من أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين، وأضحت البلاد بعيدة كل البعد عن آمال الحرية التي حملتها ثورة 25 يناير 2011.

ليبيا والسودان أفضل من مصر

مصر جاءت في المركز 166 من ضمن 180 دولة صنفتها المنظمة، مشيرةً إلى أن جميع وسائل الإعلام المصرية تقريباً تعمل تحت الأوامر، وتخضع للسيطرة المباشرة إما من الحكومة أو المخابرات أو من بعض رجال الأعمال النافذين، الذين يستثمرون في الإعلام خدمة لمصالح دوائر السلطة. 

وحسب المنظمة يسبق مصر في التصنيف العديد من دول المنطقة، مثل جزر القمر المركز 75، وموريتانيا 86، وقطر 105، ولبنان 119، وتونس 121، والجزائر 136، والصومال 141، والمغرب 144، والإمارات 145، والسودان 148، وليبيا 149، والكويت 154، وعمان 155، وفلسطين 156، وجيبوتي 162.

حجب المواقع «الحرة»

وفي المقابل، تُحظر وسائل الإعلام التي ترفض الخضوع لسياسة الرقابة، كما كان الحال بالنسبة لموقع مدى مصر الإخباري المستقل، حيث لا يزال محجوباً في البلاد منذ عام 2017، فضلًا عن نحو 400 موقع آخر.

وشددت المنظمة على أنه بات من الشائع ملاحقة الصحفيين بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية» أو «نشر أخبار كاذبة»، وفقًا لقانون صادر عام 2018 مراقبة الحسابات المؤثرة التي تحظى بأكثر من 5000 متابع على منصات التواصل الاجتماعي. 

العشرات خلف القضبان

وقدرت المنظمة التي يقع مقرها في باريس عدد الصحفيين المحبوسين في السجون بنحو 17 صحفيًا، بخلال الزميل حسن القباني، الذي قبض عليه اليوم، وبعد إخلاء سبيل الزميلين رؤوف عبيد وهشام عبد العزيز، قبل أيام قليلة بعد محاولات مستمرة من نقابة الصحفيين.

في حين تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد الصحفيين المحبوسين يبلغ عدد الصحفيين المحبوسين حاليًا وصل لـ43 صحفيًا وصحفية، منهم 30 رهن الحبس الاحتياطي، رغم تجاوز المدة، و13 محكوم عليهم قضائيًا.

نقابة الصحفيين المصرية، التي يقودها الصحفي المعارض، خالد البلشي، أصدرت، اليوم الأربعاء، بيانًا مقتضبًا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، طالبت فيه بإطلاق سراح الصحفيين المحبوسين والإفراج عن سجناء الرأي الذين لم يتورطوا في ممارسة العنف أو التحريض عليه، ورفع الحجب عن المواقع المحجوبة.

تشريعات تهدد الصحافة

قوانين تنظيم الصحافة والإعلام تعد عقبةً أمام حريتها، فوفقًا لنقابة الصحفيين القانون 180 لتنظيم الصحافة والإعلام الذي صدر عام 2018 يهدد بشكل مباشر حرية الإعلام، فرصدت النقابة 22 مادة تقيد حرية الصحفيين والمؤسسات، وتفرض عليهم الكثير من الخطوط الحمراء التي يعاقب متخطيها بالسجن أحيانًا، وبالغرامة أحيانًا أخرى.

ورغم نص الدستور المصري على حرية الصحافة، ومنعه الحبس في قضايا النشر إلا في 3 حالات، توجد نحو 15 مادة في قانون العقوبات وقوانين أخرى تجيز الحبس في قضايا النشر، ورغم مطالبة البرلمان خلال السنوات الماضية على مراجعة دستوريتها لكنه يمتنع حتى الآن.

وتعيش مصر منذ أكثر من عقد دون قانون ينص على حرية تداول المعلومات، والذي يحتاجه الصحفي خصوصًا للحصول على المعلومة ونقلها للمواطن لكن السلطة المصرية لم تقره حتى الآن وسط مناشدات من الجميع لمواجهة «حيرة الصحفي» بين الجهات المختلفة للحصول على المعلومات.