«كورونا» لم يعد حالة طوارئ عالميًا.. هل توقف الفيروس وتحوراته عن الانتشار؟

كورونا
كورونا

لم يفهم الكثيرون ما تضمنه إعلان منظمة الصحة العالمية إلغاء حالة الطوارئ الصحية العالمية لكوفيد 19 والذي يعد خطوة جادة إلى نهاية الجائحة التي تسببت في وفاة أكثر من 6.9 مليون شخص، وأكد الخبراء أن الوباء ما زال موجودًا ومستمرًا ولكن بتغيرات واختلافات متعددة عن السابق.

هل انتهى تهديد كورونا في العالم؟

كشف الدكتور مجدي بدران، خبير المناعة، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن كوفيد-19 لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، حيث تعتبر خطوة كبيرة نحو نهاية الجائحة التي أودت بحياة أكثر من 6.9 مليون شخص، وأضرت بالاقتصاد العالمي والمجتمعات خاصة أن الفيروس أصاب 687,758,500 شخصًا، وقتل 6,870,999 حالة.

وأضاف لـ“ذات مصر”، أن إنهاء حالة الطوارئ لا يعنى انتهاء التهديد الذي يمثله كوفيد على الصحة العالمية، وأن لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية أعلنت لأول مرة أن كوفيد يمثل أعلى مستوى تحذير لديها قبل أكثر من ثلاث سنوات، في 30 يناير 2020. 

ماذا يعني رفع حالات الطوارئ على كوفيد 19؟

وذكر أن ذلك يساعد التصنيف في تركيز الاهتمام الدولي على التهديد الصحي وتعزيز التعاون في اللقاحات والعلاجات، كما أن رفع كوفيد-19 من حالات الطوارئ علامة على التقدم الذى أحرزه العالم لكنه مازال موجودًا وسيبقى حتى لو لم يعد يمثل حالة طوارئ.

وأشار في تصريحاته، إلى أن معدل الوفيات بسبب المرض تباطأ من ذروة بلغت أكثر من 100 ألف شخص في الأسبوع في يناير 2021 إلى ما يزيد قليلا عن 3500 في الأسبوع المنتهى في 24 أبريل 2023.

معدلات انخفاض إصابات ووفيات كورونا

ولفت “بدران” إلى أن الأسبوع الماضي سجل العالم فيه 456081 إصابة جديدة أي حوالى 45 إصابة بكورونا كل دقيقة بانخفاض 27% عن الأسبوع قبل الماضي في حين أن الوفيات 2626  وفاة جديدة بسبب كورونا أي حوالى 16 وفاة كل ساعة بانخفاض 39% عن الأسبوع قبل الماضي.

وتابع: «يوجد حاليًا أكثر من 12601 حالة أبلغ عنها في الولايات المتحدة يوميًا نظرًا لأن الكثيرين يستخدمون الاختبارات المنزلية التي لم يبلغ عنها من خلال الصحة العامة أو لا تختبر على الإطلاق، فإن إحصائيات الحالة الرسمية تقلل من معدل الانتشار الفعلي لـ كوفيد-19».
 

المتحور أركتوروس XBB.1.16 الأخير لكورونا

وعن المتحور الجديد لكورونا، أشار عضو الجمعية المصرية للمناعة والحساسية إلى أنه أكثر قابلية للانتقال بنسبة 20% من متغير كراكن، والكورونا يرفض الاستسلام ومازال يتحور حيث اكتشف سلالة جديدة من الفيروس شديدة العدوى.

وتابع: “يعد واحد من ضمن 600 متحور فرعى للمتحور أوميكرون، والمتحور الفرعي أركتوروس أكثر قابلية للانتقال بنسبة 20% من متغير كراكن الأخير ظهر في العالم منذ نوفمبر 2021  ورصد في 42 دولة ويشكل الآن 4,2% من الحالات في العالم كله وظهور هذا المتحور الجديد يثبت أن الفيروس مازال موجودًا، ولا يزال يتحور، ولا يزال قادرًا على التسبب في موجات جديدة”.

سلالات XBB المتحورة لكورونا

ونوه “بدران” بأن سلالات "أكس بي بي" (XBB) الفرعية أصبحت الآن مهيمنة في جميع أنحاء العالم، وهذه المتحورات تتميز بالنمو والقدرة على الهرب من الجهاز المناعي، ما يعني أنه بإمكان المصابين التقاط الفيروس مرة أخرى رغم أخذ اللقاحات، المتحور الفرعى أركتوروس يمكنه التخفي عن جهاز المناعة لدينا بشكل أفضل قليلاً ولا يبدو أنه يسبب مرضًا أكثر خطورة من مرض كراكن، وأن حالات العلاج في المستشفيات  لم ترتفع في البلدان التي رصدت العدوى به.

الحمى والعين الوردية.. أبرز أعراض متحور كورونا الجديد

وذكر عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن المتحور الفرعي أركتوروس  ييتميز بإثنين من الأعراض الجديدة مع أعراض نزلة برد يميل إلى إحدث المزيد من الحمى وهذا مثير للاهتمام لأن العديد من عدوى الكورونا كوفيد-19الآن لا تسبب الحمى غالبًا ويسبب المزيد من حالات التهاب الملتحمة - العين الوردية.

أعراض المتحور الفرعي أركتوروس

  • التهاب الحلق
  • العطس
  • الصداع
  • التعب والإرهاق
  • آلام العضلات
  • سيلان الأنف
  • السعال
  • تغير حاسة الشم.
  • احمرار و حكة بالعين
  • إفرازات لزجة من العين
  • الحمى

مدة العزل عند الإصابة بكورونا أو متحوراته الجديدة

ولفت بدران إلى أنه يجب على الشخص المصاب الالتزام بفترة العزل 10 أيام من تاريخ ظهور الأعراض، وبالنسبة للأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالمرض ولم تظهر عليهم أعراض يجب الالتزام بفترة عزل 5 أيام، ويمكن خروج المريض من العزل مبكرًا اذا كانت نتيجة العدوى سلبية، مبينًا أن الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض هم أقل عرضة لنقل الفيروس من أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض.

متحور كراكن

اسمه العلمي "XBB.1.5"  كان نسخة جديدة من فيروس كورونا قبل ظهور المتحور أركتوروس، كان الأكثر قدرة على الانتشار، منذ بدء انتشار الوباء في عام 2019، والمتحور كراكن ينتمي إلى سلالة أوميكرون، وسمي باسم "كراكن" لمطابقة قوة الفيروس مع وحش البحر الأسطوري "كراكن".

وتميز بنسبة نمو تبلغ حوالي 140% مقارنة بالمتغيرات المتداولة الأخرى وهو المسبب الأول لحالات الكورونا في العالم الآن بنسبة 51% حيث أنه سريع العدوى والانتشار والأعراض تضاهى نزلات البرد المتوسطة إلى الشديدة.

أعراض متحور كراكن لكورونا

  • الرشح.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • التهاب الحلق.
  • التهاب الانف.
  • السعال.
  • تكسير بالعظام

الوقاية من المتحور كراكن

يجب اتخاذ نفس الاحتياطات مثل المتغيرات السابقة لفيروس الكورونا وأفضل طريقة لمنع ظهور المزيد من المتغيرات هي وقف انتشار الفيروس عن طريق:

  • الابتعاد على مسافة لا تقل عن متر واحد من الآخرين.
  • ارتداء الكمامة حال التعامل مع آخرين.
  • نشر ثقافة النوافذ المفتوحة وتهوية الأماكن المغلقة ساعة ثلاث مرات يوميٍا.
  • السعال أو العطس في كوع أو منديل ورقي مثني.
  • نظافة الأيدي وتطهيرها دومًا أو غسلها بالماء والصابون.
  • عدم لمس الأنف أو الفم أو العين أو الوجه إلا بأيدي معقمة.
  • التطعيم ضد الكورونا.

مستشار الرئيس للصحة: الوضع الوبائي لكورونا مستقر 

في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، لـ"ذات مصر"، أن فيروس كورونا ما زال مستمرًا ولكن الوضع الوبائي في مصر مستقر حيث انخفضت الإصابات والوفيات قليلة جدًا.

ونوه مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية خلال حديثه، أن أعراض الإصابة بفيروس كورونا أصبحت بسيطة ومن يحتاجون للدخول إلى المستشفيات قليلين، وأن الدولة مستمرة في مراقبته، مشيرًا إلى أن تحورات الفيروس شيء طبيعي، وأن أي فيروس يتحور بشكل مستمر حتى وإن كان فيروس الإنفلونزا الموسمية.