آخر ما تبقى من «كفاية»

جنازة جورج إسحاق.. حضر اليسار والمعارضة وغاب المسؤولون والإسلاميون

ذات مصر

شيعت جنازة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وأحد أبرز رموز حركة «كفاية»، جورج إسحاق، صباح اليوم الأحد من مقر الكاتدرائية بالعباسية، وكانت مشاهدها معتادة وتكاد تتطابق مع توجهات الراحل السياسية، وشعارته الثورية، ونداءاته الحقوقية دفاعًا عن الوطن وأبنائه.

إسحاق كان أحد أبرز وجوه الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» التي ظهرت عام 2004 للمطالبة بعدم تمديد حكم الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك أو توريثه لابنه الأكبر جمال، كما انضم في 2010 إلى الجمعية الوطنية للتغيير، والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية لأحداث ثورة 25 يناير 2011، ضد مبارك.

الرفاق حاضرون

جنازة جورج إسحاق شهدت حضور العديد من الأسماء البارزة في مصر سواء في المجال الحقوقي أو السياسي، كان في مقدمتهم، رئيس هيئة الاستعلامات، ضياء رشوان، والنواب ضياء الدين داود، وأحمد الشرقاوي، وطارق رضوان، وعبد المنعم إمام، بالإضافة إلى الإعلامي محمود سعد والفنانة بسمة، ونقيب الصحفيين، خالد البلشي، والسفير معصوم مرزوق، والدكتور حسن نافعة.

قائمة الحضور ضمت رموزًا حقوقية وسياسية وبرلمانية وثورية، أبرزهم قيادات الحركة المدنية الديمقراطية، مثل رئيس الحزب المصري الديمقراطي، فريد زهران، ووزير السياحة السابق، منير فخري عبد النور، والمفكر السياسي عمرو الشوبكي، والمرشح الرئاسي المحتمل، أحمد طنطاوي، والمستشار هشام جنينة، وغيرهم.

أعداء كفاية غائبون

إسحاق المولود في محافظة بورسعيد الساحلية عام 1938، هو صاحب الصورة الشهيرة خلال ثورة 25 يناير حيث وقف يحمي المتظاهرين المسلمين وهم يصلون في ميدان التحرير، خوفًا من هجمات القوى الأمنية أو أتباعها آنذاك، وظل ثابتًا على مواقفه الدعاية للإصلاح السياسي في مقالاته عبر العديد من الصحف المصرية، لتكون شاهدة على يوم رحيله.

اللافت للنظر في مشهد الجنازة، غياب رموز الدولة المصرية، من وزراء ومستشارين وحتى المسؤولين في المناصب الأقل، رغم أن الراحل كان عضوًا في المجلس القومي لحقوق الإنسان، المعين من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليظهر اختلاف الجانبين تمامًا حتى مع الموت.

لم تظهر حتى رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، السفيرة مشيرة خطاب، في جنازة أحد زملائها في المجلس، ليبدو أن أثر «كفاية» التي اندثرت على مدار السنوات الماضية، والجمعية الوطنية للتغيير لم يزول حتى الآن.

وكان جورج إسحاق، اختير عضوًا في المجلس القومي لحقوق الإنسان للمرة الأولى عام 2011 ثم مرة أخرى عام 2013 وظل عضوًا به حتى وفاته.

الظهور الوحيد للمجلس

لم يظهر المجلس الحقوقي، سوى في نشره نعيًا يعلن فيه وفاة إسحاق بعد صراع مع المرض، مشيرًا إلى أنه ترك «إرثا إنسانيًا عظيمًا وصفحة ناصعة في التاريخ السياسي وتاريخ الحركة الحقوقية المصرية».

وأشار في بيان عبر صفحته بـ«فيسبوك»، أن إسحاق توفي «بعد رحلة عطاء طويلة في الحركة الحقوقية والسياسة المصرية كان خلالها واحدًا من الفاعلين المهمين في تطوير مفاهيم حقوق الإنسان والدفاع عن كرامة الإنسان طوال تاريخه الممتد في العمل العام».

«شماتة الإسلاميين»

الإسلاميون أيضًا لم ينسوا رفض إسحاق خلط الدين بالسياسة وتصريحاته قبل وأثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، رغم دفاعه عن كثيرين منهم طوال السنوات وجود في المجلس القومي لحقوق الإنسان، ولجوؤهم إليه لمساعدة أعضائهم الموجودين في السجون.

وظهرت «الشماتة» على كثيرين من المنتمين للتيارات الإسلامية في مصر حاليًا، بمجرد إعلان نبأ وفاته، وأخذوا في كيل الاتهامات للراحل والتذكير بمواقفه السياسية، فضلًا عن ادعاء إطلاقه تصريحات ضدهم، لتظهر مقاعد الكاتدرائية خالية من أي منهم تمامًا.