الأسوأ على الإطلاق.. تجار اللحوم والجلود يكشفون «كارثة» أضاحي العيد

ذات مصر

يبدو أن أضاحي  العيد نجت هذا العام من الذبح بسبب الظروف الاقتصادية السيئة وارتفاع أسعار اللحوم سواء القائمة أو المذبوحة إلى مستويات قياسية.

نصيب الفرد ينخفض 150%

أصحاب الشوادر والفراشة ومستلزمات الذبح، أشاروا إلى أن الركود وارتفاع أسعار اللحوم أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء، منوهين إلى أن تحديات كثيرة وقفت أمام حركة البيع والشراء ليس لتجار اللحوم ولكن الأمر امتد إلى  المدابغ وتجار الجلود، الأمر الذي هدد مدينة الروبيكي بالإغلاق.

نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة الجيزة، سعيد زغلول، قال لـ«ذات مصر»، إن الإنتاج المحلي لا يغطي الاستهلاك حيث توجد فجوة تقدر بنحو 60% يتم استيراده من الخارج، مشيرًا إلى أن حجم الاستهلاك يقدر بنحو مليون طن إلى مليون و250 طنًا سنويًا بسبب عيد الأضحى.

وأوضح زغلول، أن معدل الاستهلاك تراجع هذا العام إلى النصف، في ظل زيادة أسعار اللحوم الضأن والجاموس والبقري عن العام الماضي بنسبة 200% أدى إلى ترشيد الاستهلاك، موضحًا أن عددًا كبيرًا من تجار اللحوم قللوا تعاقداتهم لشراء الأضاحي لارتفاع الأسعار بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.

وشدد على أن ذلك وضح من خلال تعاقدات الجزارين مع المواطنين وأصحاب الأعمال والتي جميعها كانت تشير إلى تراجع كبير في الشراء يقابله تراجع في نصيب المواطن من الأضحية ليقل من 2 كيلو إلى نصف كيلو، منوهًا إلى اختفاء عدد كبير من الشوادر التي كانت منتشرة في السابق.

الروبيكي في خطر

لم يتوقف الأمر عند تجار اللحوم بل امتد إلى تجار الجلود، والذي يمثل موسم  عيد الأضحى من المواسم المهمة للمدابغ للحصول على الجلود.

وقال حمدي حرب رئيس شعبة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن ارتفاع أسعار اللحوم أدى إلى تراجع الحصول على الجلد الخام بنسبة تتجاوز الـ50%، متابعًا: «هذا العام آخر مسمار في نعش  مدينة الروبيكي التي تعاني من قلة الجلود وندرتها وارتفاع مستلزمات الإنتاج وارتفاع أجور العمالة».

ووصف حرب في تصريحاته لـ«ذات مصر» هذا الموسم بالأسوأ على الإطلاق، وأنه يهدد بإغلاق المدينة نهائيًا، موجهًا رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي، بإنقاذ مدينة الروبيكي من قبيل هروب الاستثمارات منها بمزيد من الدعم. 

وأضاف أن ندرة جلود الأضاحي رفع من أسعارها حيث عزف عدد كبير عن الشراء، مشددًا على أن المدابغ التي أقبلت على الشراء قامت بشراء العظام  لتصنع الجلاتين بدلًا من التوقف نهائيا.