أمريكا في أزمة بعد تعليق الترخيص الأمني لمبعوثها الخاص في إيران.. ماذا يحدث؟

ذات مصر

أثار إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، نهاية الأسبوع الماضي، تعليق الترخيص الأمني للمبعوث الأمريكي الخاص في إيران، روبرت مالي، الجدل في الولايات المتحدة، مع اتهامات تلاحق الأخير بـ«سوء التعامل المحتمل مع معلومات سرية».

أزمة مالي.. واتهامات الفساد

المبعوث الأمريكي في إيران، أعلن، الخميس الماضي، أن ترخيصه الأمني قيد المراجعة، متابعًا: «أُبلغتُ بأن ترخيصي الأمني قيد المراجعة، لم أحصل على أي معلومات أخرى، لكنني أتوقع أن ينتهي التحقيق بنتيجة طيبة وقريباً، في غضون ذلك، أنا في إجازة».

من حينها بدأ الحديث حول مشاكل متعلقة بمالي، وكشفت تقارير إعلامية أن وزارة الخارجية الأمريكية كثفت تحقيقاتها الخاصة بتعامل مالي مع المعلومات السرية، وأنه جرى تعليق تصريحه الأمني خلال الشهرين الماضيين.

ونقلت «سي إن إن»، إن قرار منح روبرت مالي، «إجازة دون أجر»، يأتي بعد تعليق تصريحه الأمني في وقت سابق من العام الجاري، وسط تحقيق أمني دبلوماسي لوزارة الخارجية في قضية «سوء التعامل المحتمل مع معلومات سرية».

نشاط «مالي» الأخير

الحديث حول تعليق تصريح مالي منذ شهرين أو أكثر مع الإبقاء عليه في منصبه، أثار تساؤلات حول دوره المستمر خلال الفترة الماضية، فحافظ مالي على دور بارز في العمل لتأمين الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين في إيران.

ووفقًا لتقارير إعلامية تواصل مالي -الذي يرتبط بعلاقة صداقة ممتدة لعقود مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن- مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام، لكن لم يتضح إذا كانت هذه الارتباطات جاءت قبل أو بعد تعليق تصريحه.

مفاوضات مباشرة مع إيران

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مات ميلر، قال إن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي «في إجازة»، وإن نائبه أبرام بالي يحل محله بالوكالة.

وتواري مالي عن الظهور مؤخراً، بعد تولى البيت الأبيض من خلال منسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، بريت ماكجورك، المفاوضات غير المباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، والتوصل لاتفاق دولي معها حول طموحاتها في هذا المجال.

الكونجرس يدخل على خط الأزمة

طلب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، السيناتور مايكل ماكول، من وزارة الخارجية تقديم تفاصيل الأسباب التي أدت إلى إلغاء التصريح الأمني للمبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، روبرت مالي.

وقال ماكول، في الخطاب: «تثير هذه التقارير مخاوف جدية فيما يتعلق بسلوك مالي وما إذا كانت وزارة الخارجية ضللت الكونجرس والرأي العام»، متابعًا: «تعليق تصريح مالي مقلق بشكل مستقل، لكن قلقنا يتفاقم بسبب فشل وزارة الخارجية في الاستجابة لجهود اللجنة لإجراء الإشراف على مفاوضاتها مع إيران وسياستها تجاهها».

وأكمل: «أبلغ كبار مسؤولي وزارة الخارجية اللجنة بأن مالي لم يتمكن من الإدلاء بشهادته أو تقديم إيجاز لأنه كان في إجازة شخصية بسبب مرض أحد أفراد أسرته المقربين، وهو ما أعرب موظفو مكتبي عن تعاطفهم معه، ولم تشر الإدارة في أي وقت إلى تعليق التصريح الأمني أو أنه يخضع للتحقيق بشأن سوء سلوك محتمل».

وذكر ماكول أن فشل الوزارة في إبلاغ الكونجرس بهذا الأمر "يظهر في أفضل الأحوال الافتقار إلى الصراحة، وفي أسوأ الأحوال يمثل معلومات مضللة متعمدة وربما غير قانونية»، مطالبًا الإدارة الأمريكية بتحديد «جميع المستندات والمراسلات التي تتعلق بتعليق تصريح مالي أو التحقيقات بشأن سوء سلوك محتمل ضده.

وطالب ماكول وزير الخارجية بلينكن بتقديم تقرير مفصل عن جميع الادعاءات والتحقيقات المتعلقة بسلوك المبعوث.

تاريخ مالي في أمريكا

وشارك مالي، الذي تم تعيينه مبعوثا خاصًا لإيران بعد حوالي أسبوع من تولي بايدن منصبه في عام 2021، في جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني لكن الجهود التي تضمنت تنقل مالي من الشرق الأوسط وإليه والعمل مع حلفاء الولايات المتحدة للتواصل مع إيران، لم تسفر عن تقدم حتى الآن.

وبحلول نهاية عام 2022، كان مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية يقولون إن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق لم تكن محور اهتمام الوزارة، لا سيما مع احتدام الاحتجاجات الإيرانية بعد مصرع مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في حجز شرطة "الأخلاق" الإيرانية.

وعمل مالي في ملف إيران خلال إدارتي كلينتون وأوباما، وفي عهد أوباما كان جزءا من فريق التفاوض الدبلوماسي الذي ساعد في صياغة الاتفاق النووي الإيراني 2015، ولقد كان هدفا للانتقادات التي وصفته بأنه متعاطف مع إيران.