"ناشيونال إنترست": الاستراتيجية النووية الباكستانية صدمت الأوساط السياسية

ذات مصر

أحدثت الاستراتيجية الباكستانية النووية الجديدة التي أعلنها الفريق خالد كيدواي، "صدمة كبيرة" في الأوساط السياسية وبين المتتبعين لأحداث شبه الجزيرة الهندية، وفق تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.

وكان كيدواي قد كشف عن الاستراتيجية الجديدة، التي تشير إلى نشر أسلحة "نووية تكتيكية" في الخطوط الأمامية، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ25 للتجارب النووية الباكستانية.

وقالت المجلة، إن "استراتيجية باكستان التي تهدف لضمان (الردع كامل الطيف) - على حد وصف كيدواي - من ثالوث نووي للقوات البرية والجوية والبحرية، تعد بمثابة حماقة".

ورأت المجلة في تقريرها أنه "يجب على المجتمع الدولي أن ينتبه إلى التطورات التي تجري في شبه القارة الهندية، خاصة أن نيودلهي سيكون لها رد مماثل".

إسلام آباد تغير عقيدتها

وأشارت إلى أن "إسلام آباد ربما تكون غيَّرت عقيدتها النووية على الأرجح؛ لكن ليس للأفضل بكل تأكيد".

والفريق كيدواي، العقل المدبر للسياسة النووية الباكستانية الحالية وعقائد الردع، ومهندس برنامج الطاقة النووية، وهو المؤسس والمرجع الأول لاستراتيجية باكستان النووية الجديدة، وفق المجلة.

وأضافت أن "استخدام كيدواي، لمصطلح (الردع النووي كامل الطيف)، يؤشر على سياسة باكستان الجديدة، المتمثلة في امتلاك القدرات الكافية للرد على مجموعة واسعة من التهديدات؛ وليس من الهند فقط".

كما استخدم كيدواي، مصطلحًا جديدًا يسمى "صفر متر"، وتم تفسيره على أنه استخدام قذائف المدفعية النووية أو ذخائر التدمير الذري أو الألغام الأرضية النووية المطورة، وهو ما دعا المجلة إلى التلميح "بوجود تعاون صيني باكستاني في هذا المجال".

عواقب غياب الردع من الأطراف الدولية

وقالت: "يجب النظر للعواقب المحتملة لانهيار الردع وردود الفعل من الأطراف الدولية الأخرى، إذ لن تكون هذه الخطوة انتحارية فقط، بل ستسبب دمارًا واسعًا في المنطقة وخارجها".

وشدَّدت على أن "الآثار غير المقيدة للأسلحة النووية هي التي تميزها عن القنابل التقليدية، وكان الحديث الفضفاض عنها من المحرمات، مثل: استخدامها أو التهديد باستخدامها، لكن استراتيجية باكستان، يمكن أن تمثل إشكالية عالمية".

واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد أنه "مع هذا النوع من الاستراتيجية النووية التي يبدو أن باكستان تتبعها، فإنها تختار الوقوف على حافة الهاوية النووية، كما إنها مصدر قلق مشترك لكل من الهند والولايات المتحدة.. ومن الممكن أن تتسبب الاستراتيجية الجديدة في بيئة سياسية واقتصادية غير مستقرة، وانقسامات عميقة في الجيش الباكستاني، ناهيك عن الغضب الشعبي العام".