معوض جودة يكتب: لله.. والوطن.. والاستصلاح الزراعي

ذات مصر

إنشاء سلاح لاستصلاح الأراضي يلتحق به من مهنته الفلاحة، والذين ليس لديهم أي خبرة سوى الزراعة والعمل الفلاحي كمجندين لمدة ثلاث سنوات، ولو خصما من أفراد الأمن المركزي. 

يحصل المجند بعد انتهاء خدمته الإلزامية على 3 فدادين أرض في المنطقة التي خدم بها مع بيت صغير بالتقسيط المريح.

يلتحق به خريج كليات الزراعة كضابط ثلاث سنوات للعمل كمشرف زراعي، ويحصل المهندس بعد انتهاء خدمته الإلزامية على 5 أفدنة وبيت بالتقسيط المريح.

يلتحق معهم بعض خريجي كلية الطب للعمل كطبيب بالوحدة الطبية.

يلتحق بهم بعض خريجي كلية التربية لتعليم الأفراد والأطفال لاحقا.

يلتحق بهم بعض المهنيين كالبناء والميكانيكي والحلاق.

يتم انتاج كميات كبيرة من خراطيم مياه الري من قبل مصانع الهيئة العربية للتصنيع، ونقلها حيث تتمركز الوحدة ويكون نظام الري بالتنقيط.

بعد تكوين المجتمع شبه المتكامل في احتياجاته يتم التمركز من قبل الوحدة في إحدى المناطق القابلة للاستزراع، حيث يعمل الجنود كفلاحيين، ومهندسو الزراعة كمشرفي متابعة للزارعة ومعهم سائقو الجرارات الزراعية والميكانيكية وبقية المهن.

لماذا هذا التصور؟

الأفراد سواء جنود أو ضباط سيكون لديهم ارتباط بالمكان من خلال التردد عليه مدة 3 سنوات هي فترة الخدمة الإلزامية.

سيعرف كل فرد كيف يصل إلى مكان الأرض، وإذا رغب أحد من الأهل في زيارته سيعرف ماذا يركب وأين ينزل وكيف يصل إلى المكان.

لماذا كانت تفشل محاولات الاستصلاح السابقة 

في التجارب السابقة كانت الحكومة مثلا تمنح شابا من كفر الشيخ أو البحيرة قطعة أرض في بورسعيد، في مكان لا يعرفه أحد ولم يذهب إليه صاحب الأرض من قبل إطلاقا، فيذهب إليها الشاب مرة واحدة لاستلامها وتركها بورا أو بيعها من الباطن لتجار الأراضي، وبالتالي يكون مصيرها ليس كما خطط لها.

كانت الحكومة تمنح شابا من القاهرة أو وجه بحري قطعة أرض في واحة الفرافرة في مكان لم يذهب إليه من قبل ويصل إليها -إن وصل- بشق الأنفس، ويكره الدنيا وما عليها خلال هذا المشوار الخانق، ولن يتحمس للانتقال حيث الأرض وسيكون مصيرها الهجران والبوار.

ما المختلف هذه المرة؟

عندما تخلق ارتباطا للشخص بالمكان عبر الخدمة به والتردد عليه 3 سنوات، سيكون من الصعب أن يتخلى عن الأرض إذا منحته في نهاية خدمته ثلاثة أو خمسة أفدنة مستصلحة ومنتجة وبيتا بجوارها، مع توفر الخدمات، سيكون من الصعب أو المستحيل التفريط فيها أو تركها للبوار.

بعد تسليم الأرض للراغبين في زراعتها من الشباب، سواء كانوا جنودا أو ضباطا، على الوحدة الانتقال لمكان آخر مع أفراد جدد وتجربة جديدة.

هذا الأمر سيخلق مجتمعات جديدة ومنتجة ومرتبطة بالمكان

يتم عمل زيارات ميدانية لمراكز الأبحاث الزراعية وأساتذة كليات الزراعة، بصورة شهرية وإلزامية، لبحث وتطبيق والمساعدة في التغلب على الصعوبات التي تواجه المزارعين الجدد.

يراعى في تجنيد الأفراد توزيعهم على وحدات الاستصلاح قرب موطنهم الأصلي قدر الإمكان، حتى لا يكون في الأمر مشقة، فمثلا أبناء الصعيد أولى بمناطق الفرافرة وما هو قريب من محافظاتهم. وأبناء الدلتا أولى بالتوزيع في مناطق المغرة والبحيرة وما حولها. وأبناء القناة أولى بالمناطق القريبة منهم.

هذا، ونسأل الله التوفيق والسداد.