«الكباري تنتصر على الثقافة».. «القاهرة» تخطر «درب 17/18» بإزالة المركز

ذات مصر

واصلت الحكومة المصرية سياسة «الهدم» التي تتبناها خلال السنوات الأخيرة، والتي طالت كل ما هو «قيم» و«تاريخي»، وهذه المرة أصدرت الجهات المختصة في محافظة القاهرة، بإزالة مؤسسة «درب 17/18»، لتلحق بسابقيها.

درب 17/18 هو مركز للفن والثقافة المصري المعاصر يقع في منطقة الفسطاط في القاهرة القديمة، تسعى إلى تشجيع التجارب والمواهب من خلال دعم الأعمال الجديدة لفنانين ناشئين مع تقديم اهتمام خاص للجدارة الفنية وتنوع وسائل الإعلام والتقاليد المختلفو، إلى جانب أصالة التأثيرات الثقافية. 

ويهدف المركز المؤسس عام 2008 إلى تقديم الفن المعاصر المحلي والدولي، وأرشفة الأعمال الفنية، والحفاظ على قاعدة بيانات شاملة للفن في مصر، بالإضافة إلى تطوير الواجهة التعليمية من خلال ورش عمل ومشاريع وعروض أفلام.  يهدف المركز أيضًا إلى إشراك مجتمع الفسطاط المحلي من خلال خدمة المجتمع وبرامج التوعية.

قرار الإزالة

مؤسس المركز، الفنان التشكيلي، معتز نصرالدين، قال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه فوجئ باتصال هاتفي من رئاسة حي مصر القديمة، التابع لها منطقة الفسطاط في القاهرة القديمة الموجود بها المركز، يطالبه بالإخلاء الفوري للمبني الرئيسي لدرب ودون أي إخطار رسمي بدعوى توسعت الشارع الخلفي لدرب والموصل إلى متحف الحضارات.

وأضاف نصر الدين: "الحي أبلغني أن الإزالة ستكون فورية، دون أي مراعاة لدور مركز درب للفنون منذ  تأسيسه في عام ٢٠٠٨ من خدمات لكافة الفنانين والفنانات في كافة المجالات الثقافية والفنية، مختتمًا تدوينته بطلب الدعم من كل المهتمين.

تدخل برلماني

الإعلان الصادم من مؤسس درب، سبقه تقديم عدد من النواب أسئلة عاجلة إلى رئيس مجلس النواب، حنفي الجبالي، ورئيس الوزراء مصطفي مدبولي، والوزراء المسؤولين بشأن قرار الإزالة للمركز الثقافي.

وأوضح البياضي، أن المركز صدر قرار تخصيص له من محافظة القاهرة قبل 23 عامًا، وأصبح مزارًا عالميًا وشعاع نور من الفن ونقطة جذب للسياحة الفنية العالمية، وحصل على العديد من الجوائز الدولية تقديراً لإبداعه ودوره الفني البارز.

وقال النائب إن محافظة القاهرة بدأت بالفعل في نزع ملكية عدد من العقارات والأراضي المجاورة للمكان  للمنفعة العامة (لتوسيع طريق) وعلم صاحب المشروع (شفاهة) من رئيس الحي أن قطعة الأرض المخصصة للمؤسسة ضمن خطة نزع الملكية.

حل لتوسعة الطريق

وتساءل النائب قائلًا: "هل أصبح بناء الطرق والأحجار أهم من تشجيع الفنون والأفكار؟ هل المنفعة التي ستعود علينا من توسيع طريق؛  أكبر من الضرر الذي سيقع علينا من غلق المجال أمام الفنانين، ووأد أفكار المبدعين، بالإضافة لتشويه سمعة مصر أمام رواد هذا المركز من فنانين عالميين وأمام سائحين مهتمين بمجالات الفن والإبداع؟".

وأشار النائب في سؤاله إلى إمكانية تنفيذ التوسعة المراد تنفيذها بشق الطريق وتمهيده من الجهة المقابلة لدرب ١٧/ ١٨ خصوصاً أنها منطقة شاغرة.

تضامن ثقافي وصمت حكومي

بعد كشف مؤسس المركز عن قرار الإزالة، خرجت مئات الدعوات تطالب بوقف تنفيذ القرار والبحث عن حلول أخرى لتوسعة الطريق في ظل الدور الكبير الذي يقدمه المركز للفن والثقافي في مصر والوطن العربي.

في المقابل، لم ترد أو تكشف وزارة الثقافة أو وزارة التنمية المحلية عن موقفها من القرار، واختارت الصمت، رغم حملات التضامن ودعوات التوقيع على عريضة للتضامن مع المركز ليقترب مصير «درب 17/18» من الهدم.