«واشنطن بوست»: غرب أفريقيا المضطرب يربك حسابات إدارة بايدن

ذات مصر

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الداعمة للديمقراطية، أصبحت أمام تحد جديد بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس النيجر المنتخب، الذي كان حليفًا رئيسيًا للغرب في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين.

وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، علقت الثلاثاء الماضي التعاون الأمني مع النيجر بما في ذلك تدريب الجنود.

ولم تعلن الولايات المتحدة، التي يتمركز أكثر من نحو 1100 جندي لها على أراضي النيجر وتدير قاعدة للطائرات دون طيار هناك، رسميا حتى الآن أن الاستيلاء على السلطة في النيجر هو "انقلاب".

وأضافت الصحيفة: "الإدارة الأمريكية في أفريقيا تواجه نفس المأزق بشكل متكرر، وبأشكال مختلفة. والسؤال المطروح دائماً: هل يجب على الولايات المتحدة مساعدة بلد في المنطقة يديره مجلس عسكري له سجل مقلق في حقوق الإنسان أو المخاطرة بخسارة أراضي البلاد لصالح المتشددين الإسلاميين والمرتزقة الروس".

مخاوف أمريكية

وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن بوركينا فاسو طلبت تقديم المساعدة من أجل هزيمة المتمردين، لكن البيت الأبيض لديه تحفظات على حكومة استولت على السلطة في انقلاب عسكري العام الماضي وتورطت في أعمال عنف ضد المدنيين، بما في ذلك مذبحة قتل فيها ما لا يقل عن 156 شخصًا في أبريل، يُزعم أن الجيش نفذها.

وقال مسؤول رفيع في إدارة بايدن، إن الإدارة تخشى أن تصبح بوركينا فاسو بوابة للإرهاب في دول غرب أفريقيا الساحلية، لكن تقديم المساعدة العسكرية سيرسل رسالة خاطئة إلى نظام يفتقر إلى الشرعية الديمقراطية وله سجل مقلق في مجال حقوق الإنسان.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في جولته الأفريقية، إن السياسة الأمريكية تختلف عن تلك التي تتبعها الصين وروسيا في أفريقيا والتي ترتكز في أساسها على الاستثمار والأمن؛ سياسة إدارة بايدن تستند إلى تعزيز الديمقراطية.

وقالت الصحيفة: "لكن الولايات المتحدة لديها أيضًا تاريخ طويل في الشراكة مع صانعي الانقلاب والزعماء الاستبداديين في أفريقيا عندما يناسب ذلك الأمن الأمريكي أو المصالح الاقتصادية"، وفق ما يرى عالم السياسة "أليكس ثورستون" من جامعة سينسيناتي وباحثون آخرون.

النفوذ الروسي

وأوضحت واشنطن بوست أن القلق الأمريكي يزداد بالتزامن مع توسع النفوذ الروسي في أفريقيا الواضح تماماً من خلال تنامي تأثير "مجموعة فاغنر" في أفريقيا الوسطى ومالي وتشاد.

ونقلت عن كاميرون هدسون، الباحث البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، قوله "إن إدارة بايدن بحاجة إلى استراتيجية أوضح تجاه منطقة الساحل الأفريقي".

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "إن إعلان زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، الأسبوع الماضي، أن عملاءه سيواصلون توسيع عملياتهم في أفريقيا، جدد مخاوف واشنطن بشأن مصير بوركينا فاسو والنيجر".