هل التقى صباحي بشار الأسد بتكليف من الحكومة المصرية؟

ذات مصر

تسببت الزيارة الأخيرة لأمين المؤتمر القومي العربي حمدين صباحي، إلى سوريا، ومقابلته الودودة مع الرئيس بشار الأسد، في إحراج صورة المعارض المصري أمام أنصاره، في ظل السجل القمعي للرئيس السوري، وسط تساؤلات عن الدور الذي يلعبه صباحي لكسر الحصار المفروض على سوريا منذ اندلاع الثورة.

كان الرئيس السوري بشار الأسد التقى أعضاء وفد المؤتمر القومي العربي برئاسة حمدين صباحي، في ظل تحديات متزايدة ودعم سوريا في مواجهة العقوبات والحصار، وفق بيان رئاسي سوري، بعد سلسلة من الخطوات الرسمية العربية لتطبيع العلاقات مع دمشق.

أكد الأسد، خلال اللقاء أنه لا يمكن الحديث عن انتماء سياسي، دون الحديث عن مفهوم الانتماء العمل القومي يجب أن يرتكز على المستويين الفكري والتطبيقي، لأن حالة القومية العربية والانتماء موجودة شعبياً ولم تنجح كل محاولات ضربها على مدى السنوات الماضية".

وأضاف: "ما ينقصنا اليوم هو أن نلتقط الأدوات والأفكار، التي تشكل قاعدة مهمة للعمل القومي والاستفادة منها بالشكل الأمثل، وعلينا توسيع مفهوم المقاومة، خاصة مقاومة الفكر الذي يغزونا بشكل قسري بهدف تفكيك البنية الفكرية للشعوب العربية"

من جهته، أكد أعضاء الوفد القومي العربي ضرورة العمل في المرحلة القادمة من أجل تفعيل دور الأحزاب والمنظمات الشعبية، للاستفادة من الأجواء الإيجابية على الساحة العربية، لدعم المساهمة الشعبية في مسيرة إعمار سوريا.

كما شدد اللقاء على أهمية تطوير الخطاب القومي العربي، والانتقال به إلى لغة تتناسب مع الجيل الجديد".

صباحي في مرمي النيران 

ما إن أعلن عن الزيارة والكشف عن صور اللقاء، حتى بدأت سهام الانتقاد تصوب إلى صباحي، حيث كشفت عن ود كبير بين الأسد والمعارض الناصري، رغم التصريحات السابقة التي اعتبر فيها الأول فاقدا للشرعية بسبب سقوط الآلاف من المدنيين في بدايات الثورة السوري.

واعتبر معارضون مصريون أن هذه الزيارة تخصم من رصيد صباحي وتقضي على فرصه في أي استحقاقات انتخابية، حيث لا يزال البعض يتعامل مع بشار من منطلق حقوقي بحت.

3A8E7958-C8BF-46B9-B8DE-5C10FAE167B9
3A8E7958-C8BF-46B9-B8DE-5C10FAE167B9

صباحي حاول التخفيف من وقع الزيارة بتأكيده على أنه يمثل المؤتمر القومي العربي، والوفد شمل معارضين سوريين، وأنه طالب الأسد بإطلاق سراح المدنيين غير المتورطين في العنف، وفتح المجال العام أمام المعارضة السلمية.

الدور الرسمي لصباحي

دأب صباحي منذ توليه منصب أمين المؤتمر القومي العربي على فتح قنوات اتصال مع زعماء محور المقاومة في المنطقة، لإعادة الزخم حول القضية الفلسطينية، فالتقى من قبل حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبناني.

وتأتي زيارة صباحي للأسد في إطار محاولات بعض القادة العرب، يتقدمهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لكسر العزبة السورية وإعادتها للمحيط العربي.

وفي مايو الماضي ، أقر مجلس جامعة الدول العربية عودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة، في إطار سلسلة من التقاربات العربية مع دمشق، وشارك الأسد بشكل طبيعي في القمة الأخيرة التي عقدت بالسعودية.

تتسق خطوات صباحي مع الرؤية الدبلوماسية المصرية والخطوات التي قطعتها مصر لإنهاء القطيعة مع سوريا.

وسبق أن طالب الرئيس السيسي الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال اللقاء الذي جرى بينهما  عن زيادة الدعم الموجه إلى سوريا بعد الزلزال الأخير.

وخلال جلسة حوارية على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات، المنعقدة بإمارة دبي، قال الرئيس السيسي: «الشيخ محمد قال احنا بنبعت 8 طائرات كل يوم، بس احنا بنطلب أكثر، عشان خاطر ربنا نساعد سوريا».

وقادت مصر جهودا دبلوماسية مضنية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث كانت من أوائل الدول التي تتبادل الزيارات الدبلوماسية، في وقت لا تزال دول عربية تمانع فكرة التطبيع مع الأسد حتى الآن.