تعيين سفير سعودي في فلسطين.. المملكة تغازل القضية

ذات مصر

أثار قرار المملكة العربية السعودية، بتعيين سفيرها في الأردن، نايف السديري أوراق اعتماده للعمل أيضًا كأول سفير غير مقيم للرياض في فلسطين، وكذلك أول قنصل عام غير مقيم في القدس، جدلًا واسعًا، وردود أفعال عربية «إيجابية» جزئيًا، وأخرى من إسرائيل.

أول قنصل سعودي في فلسطين

 السديري سيكون قنصلًا غير مقيم دون بعثة دبلوماسية في القدس، ما يعني أن الخطوة لا تستلزم موافقة من دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تعتبر المدينة بأكملها عاصمتها غير القابلة للتقسيم.

وقالت وكالة الأنباء السعودية في بيان مقتضب إن "سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية نايف بن بندر السديري، اليوم (السبت)، سلم نسخة من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوضاً وغير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي"، ليكون أول سفير للرياض ومبعوث لها في الأراضي الفلسطينية منذ عقود.

وأشارت الوكالة إلى أن مراسم تسليم نسخة أوراق الاعتماد جرت في مقر سفارة فلسطين في عمان، واستعرض أثناءها الجانبان "أوجه العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات".

ورحبت الخارجية الفلسطينية، في بيان رسمي بالقرار السعودي، مشددةً على أنها خطوة مهمة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية القوية والمتينة التي تربط البلدين والشعبين.

إسرائيل ترد

وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين قال لمحطة 103 إف.إم الإذاعية في تل أبيب يوم الأحد "ربما يكون (السديري) موفدا سيلتقي بممثلين في السلطة الفلسطينية"، مشددًا على أن بلاده لن تسمح بفتح أي نوع من البعثات الدبلوماسية" في القدس. 

وأضاف: "هل سيكون هناك مسؤول متمركز فعليا في القدس؟ هذا ما لن نسمح به"، منوهًا بأن تعيين السديري لم يجرى بالتنسيق مع إسرائيل، وأنه يرى صلة محتملة لهذه الخطوة بآفاق التطبيع.

وقللت حكومة إسرائيل اليمينية المتشددة من احتمال منح أي تنازلات كبيرة للفلسطينيين في إطار اتفاق للتطبيع مع السعودية.

السعودية والتطبيع مع إسرائيل

الخطوة السعودية تتزامن مع محادثات جارية مع تل أبيب برعاية أمريكية لتطبيع العلاقات بين البلدين، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن بلاده أجرت "محادثات مثمرة" مع حكومتي إسرائيل والسعودية لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وفي تصريحات لشبكة "سي إن إن"، أضاف ماثيو ميلر: "هناك عدد من القضايا التي ناقشناها مع حكومتي إسرائيل والسعودية، وأتوقع حدوث المزيد من تلك المحادثات في الأسابيع المقبلة"، متابعًا: "لقد أحرزنا تقدما في عدد من القضايا، لن أخوض في ماهية التقدم، لكن لا يزال الطريق طويلا لنقطعه بمستقبل غير مؤكد، لكنها قضية مهمة نعتقد أننا يجب أن نواصل متابعتها".

وربط وزير الخارجية الإسرائيلي القرار السعودي، بالتطور الموجود على خلفية التقدم في المحادثات الأمريكية مع السعودية وإسرائيل، مبينًا أن السعوديين يريدون إيصال رسالة إلى الفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم".

شروط المملكة في الماضي

وكانت الرياض اشترطت في السابق بحث هدف إقامة دولة للفلسطينيين قبل الاعتراف بإسرائيل، وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال مشاركته في منتدى "حوار المنامة"، إن "إ قامة دولة فلسطين مستقلة  السبيل الوحيد للتطبيع مع إسرائيل"، مؤكدا أن "الأولوية بالنسبة للمملكة تكمن في دفع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى العودة لطاولة الحوار"، مضيفا أن "هذا هو السبيل الوحيد لإحلال سلام مستدام في المنطقة".

مكاسب السعودية وأمريكا من التطبيع

ونقلت "معاريف" الإسرائيلية، عن الوزير كوهين، قوله: "للولايات المتحدة مصلحة في الترويج لاتفاقية سلام بين السعودية وإسرائيل، لأنها ستسهم في الاستقرار الإقليمي، وخفض أسعار الطاقة، وستكون إنجازًا مهمًا للرئيس جو بايدن قبل الانتخابات".

وقال كوهين: "كما أن للسعودية مصلحة في مثل هذا الاتفاقية، بما لا يقل عن إسرائيل، لأنها ستساعدها في التعامل مع تهديدها الرئيسي - إيران، وستفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين إسرائيل والسعودية".

شدد المسؤولون الأمريكيون على أن نهجهم تجاه اتفاق إسرائيلي- سعودي لا يعتمد على فكرة كل شيء أو لا شيء، وأنهم يدعمون أيضا الخطوات المؤقتة التي تقرب الطرفين من التطبيع الكامل، لكن الموقف المنسوب إلى ولي العهد  محمد بن سلمان بدا أنه أول مرة يقول فيها مسؤول سعودي إن مثل هذه الخطوات المرحلية قد تكون أبعد، وأنها ليست مستعدة لاتفاق شبيه بالاتفاق الذي وقعته إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة في عام 2020.