التدخل العسكري في النيجر.. بوادر الحرب تشتعل في غرب القارة السمراء

ذات مصر

طرح إعلان  المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» نشر «القوة الاحتياطية» التابعة للمنظمة لإعادة النظام الدستوري في النيجر «في أقرب وقت»، رغم تأكيدها أن الحوار السياسي يمثل أولوية لها لحل الأزمة ضد الانقلابيين الذين استولوا على السلطة في نيامي، تساؤلات حول قدرة المجموعة على المواجهة، والمخاطر التي تهدد أمن القارة السمراء.

التدخل العسكري في النيجري يبدو حلًا صعبًا وعالي المخاطر في ظل انقسام دول غرب أفريقيا على آلية التعامل مع الأزمة هناك، فتواجه تهديدات «إيكواس» تهديدات مشابهة من مالي وبوركينا فاسو، رغم الدعم الدولي الذي تتلقاه المجموعة من أمريكا والغرب.

«قوة الاحتياط» وتفاعل الدول

"إيكواس" نشرت "قوة الاحتياط" سابقًا في سيراليون، وليبيريا، وغينيا بيساو، وغامبيا، لكن دول المجموعة لم تتوافق يومًا على المهام المحددة التي ينبغي تنفيذها في تلك البلاد، بحسب الباحث المتخصص في منطقة الساحل في مركز "فرانكوبيه" مارك أندريه.

ويرى أندريه أن "طبيعة قوات إيكواس تتوقف على إرادة الدول التي يشعر الكثير منهم بالريبة من القرار الآن، والوصول إلى قرار نهائي يتطلب مفاوضات طويلة بين أعضاء المجموعة".

لم يبدي من أعضاء المجموعة استعدادًا للتدخل العسكري سوى السنغال وبنين ونيجيريا وساحل العاج، رغم الانتقادات الداخلية التي واجهت القادة، وأعلن ساحل العاج وحدها عدد القوات التي تنوي الدفع بها، ما يفسر التردد في الأربعة وأيضًا تردد بقية الدول في غرب القارة.

ويرى إيلي تيننباوم، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن “قوة الاحتياط الأفريقية لم تصمم لإعادة الأنظمة في البلدان التي شهدت انقلابًا، خصوصًا أن دول القارة تحرص بشدة على سيادتها خصوصًا في الأمن والدفاع"، مشددًا على صعوبة فصل قوات من جيوش دول المجموعة «الهشة».

تهديد مالي وبوركينا لـ إيكواس

على الجانب الآخر من المجموعة وقفت دولتي مالي وبوركينا فاسو في صف النيجر، مشددةً على أن أي تدخل لـ«إيكواس» في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب عليهما، رغم التشكيك في قدرة جيشي البلدين على ذلك بسبب مواجهتهما مجموعات مسلحة في الداخل.

وفي ذات السياق نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول عسكري كبير في إحدى دول مجموعة إيكواس توقعه أن أي تدخل عسكري لإنهاء الانقلاب في النيجر يحتاج إلى تحضير يستغرق 6 أشهر.

وأوضح المسؤول العسكري أن قوة الاحتياط التابعة لإيكواس عبارة عن "قشرة فارغة"، حسب تعبيره، تحتاج إلى التعبئة بالجنود والعتاد.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول دفاعي أميركي رفيع قوله إن التهديدات المضادة من مالي وبوركينا فاسو وغينيا والقوات التي استولت على السلطة في النيجر قد تردع إيكواس عن اتخاذ إجراءات عسكرية.

عملية عسكرية محفوفة بالمخاطر

يتفق جميع الخبراء على صعوبة تنفيذ عملية عسكرية في النيجر أو في عاصمتها، خصوصًا أنها ستحتاج عبور مئات الكيلومترات من الأراضي المعادية لشن هجوم بري، بالإضافة إلى صعوبة شن عملية جوية على القصر الرئاسي حيث يحتجز الرئيس المخلوع، محمد بازوم، ما يجعل لمطار نيامي الذي تسيطر عليه قوات الانقلاب أهمية استراتيجية.

وأكد المحلل والعسكري النيجري السابق أمادو باونتي ديالو، أن رؤساء أركان دول إيكواس "يريدون السيطرة على مطار نيامي وقصف القصر الرئاسي، لكنْ لدينا دفاع جوي حديث قادر على إسقاط طائراتهم".

ويرى الخبراء أن شن الهجوم الجوي من السهل تعامل قوى الانقلاب معه من خلال حشد الشباب على مهبط الطائرات، وعدم قدرة قوات إيكواس لإطلاق النار عليهم، فضلًا عن تصدر الحرس الجمهوري في النيجر الذي قاد الانقلاب للمقاومة هناك، بخلاف وحدات المقاومة الأخرى.

وبين مستشار للرئيس المخلوع أن  الوحدات الأخرى انضمت إلى الانقلاب "لتفادي حمام دم، هي لا تريد الوصول إلى حالة حرب. وما إن تتحقق (هذه الفرضية) حتى ترون وحدات كثيرة تنأى بنفسها".