كارثة... لأول مرة في التاريخ مياه النيل الأزرق لم تصل إلى مصر

ذات مصر

علمت "ذات مصر" من مصادر في هيئة السد العالي أن مصر لم يصل إليها مياه من النيل الأزرق، والتي تعد المرة الأولى في التاريخ، وذلك على خلفية الملء الرابع لسد النهضة الإثيوبي.

السابقة التاريخية التي تهدد الشعب المصري، كانت متوقعة في ظل تعنت إثيوبيا في مواقفها الفردية وقراراتها الأحادية منذ بدء التخطيط لبناء السد الأكبر في إفريقيا بعيدا عن دولتي المصب مصر والسودان.

إثيوبيا تتعنت وتجهض المفاوضات  

وزارة الموارد المائية والري، حملت إثيوبيا نتيجة فشل الجولة الثانية من المفاوضات التي أنطلقت من القاهرة في أغسطس الماضي، وذكرت في بيان، أن هذه الجولة لم تحرز أي تقدم حقيقي في جهود الوصول لاتفاق قانوني ملزم ينظم انتفاع دول المنبع ودولتي المصب -مصر والسودان- بل أنها شهدت تراجع إثيوبيا عن عدد من التوافقات في ملفات عدة.

وقالت وزارة الري إن الجولة التفاوضية الثانية في أديس أبابا، لم تسفر عن تحقيق تقدم، حيث شهدت توجها إثيوبيا بالاستمرار في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة.

وتعاملت إثيوبيا مع الموقف بغرابة شديدة إذ أنها نفت عن نفسها التعنت وألصقته في مصر، وقالت إن مصر مستمرة في تمسكها بمعاهدة إقصائية تعود للحقبة الاستعمارية ومطالبتها بحصة من المياه.

وأكدت أن المفاوضات الثلاثية الحالية تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على المبادئ التوجيهية والقواعد المتعلقة بالملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة.

محمد نصر علام يهاجم تعنت إثيوبيا

ومن جهته، كتب وزير الري المصري السابق محمد نصر علام تعليقا طويلاً على إعلان إثيوبيا فشل المفاوضات بين الدول الثلاثة  مصر والسودان وإثيوبيا، وكتب عبر حسابه على "فيسبوك" إن  التعنت الأثيوبي مستمر، ومازالت أثيوبيا تعرقل الجهود الكبيرة المبذولة للتوصل إلى اتفاق يرضي الجميع ذلك بالرغم من أن التوصل لهذا الاتفاق سوف يؤدي إلى تحقيق الاستقرار والتنمية للدول الثلاثة بل وللمنطقة ككل.

وأضاف: من الواضح سواء من البيان المصري أو من نتائج جولتي المفاوضات في القاهرة وأديس، أن المفاوضات تتم في نفس الأطر السابقة الفاشلة، وأنه يجب تصحيح المسار اذا كانت النوايا السياسية صادقة، كما أعرب عنها السيد رئيس الوزراء الأثيوبي أثناء زيارته للقاهرة في يوليو الماضي

الكارثة قادمة إلى مصر

ويتزامن مع إعلان إثيوبيا فشل المفاوضات وتوقف وصول مياه النيل الأزرق إلى مصر، رصد مواطنين سودانيين انخفاض منسوب مياه النيل الأزرق إلى مستويات قياسية، إذ رصد مواطن  جفاف ضفتي النيل الأزرق، وأكد أن ذلك بسبب  "سد النهضة"، حيث يظهر الطمي الأسود الموجود في النيل بعد جفافه، وشارك مواطن سوداني آخر مقطع فيديو يظهر الكارثة ذاتها، وحذر المصريين قائلا: القادم أسوأ.

 خبير يحذر من كارثة الملء الرابع لسد النهضة

ومن جهته، حذر خبير المياه المصري عباس شراقي من حجم التأثير الكارثي على مصر من الماء الرابع لسد النهضة، وقال في تصريحات صحفية: إن حجم التخزين الرابع كارثي لأنه تم في عام واحد تخزين 24 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل نحو 130% من حصة السودان، و45% من حصة مصر.

وأضاف شراقي، أنه بالرغم من مرور المياه الآن أعلى الممر الأوسط بمعدل 300 مليون م3 يوميا فإن هذا القدر لا يكفي لتعويض ملايين المزارعين في السودان الذين ضاع على معظمهم الموسم الزراعي هذا العام، حيث ساد الجفاف وانتشر على الجروف والمناطق المحيطة بالنيل الأزرق.