البيئة والتاريخ في طريق السنوسية والوهابية.. بين إصلاح هادئ وبداوة متعجلة

لم تكن دعوة محمد بن عبد الوهاب في نجْد هي حركة الإصلاح الوحيدة التي شهدها العالم الإسلامي في القرون الثلاثة الأخيرة، بل كان هناك عدد من الحركات الإصلاحية، التي ظهرت تحدوها رغبات الإصلاح وإنقاذ العالم الإسلامي من الاختراقات الثقافية والعسكرية الواسعة من قبل قوى الاستعمار الغربي، وربما يكون تشابه الظرف التاريخي هو أداة الوصل الأقوى بين الدعوة الوهابية وغيرها من الحركات الإصلاحية التالية لها، وإن اختلفت سبل الدعوة وآليات الإصلاح فيما بينها، الفهم الخاطىء لتعاليم الإسلام، وضعف الخلافة الإسلامية، كانت بمثابة مدخل لحركات الاستعمار الثقافي، والاقتصادي، وحركات التبشير، كمقدمات لما شهدته البلدان الإسلامية في فترات لاحقة من استعمار سياسي وعسكري.

رغم ذلك، فلا شك أن الحركة الوهابية كانت ملهمة للعديد من الدعوات الإصلاحية التي عاصرتها، يقول المفكر الإسلامي الدكتور محمد البهي عنها: "يقال إن محمد بن علي السنوسي، والسيد محمد عثمان الميرغني، كلاهما تأثر بهذه الحركة -يقصد الوهابية- في نشر الحركة السنوسية في شمال إفريقيا وقلب الصحراء، ونشر الطريقة الميرغانية في السودان شمالا وشرقا، أما في غرب إفريقيا فيقال إن الشيخ عثمان بن فودي، من قبيلة الفولا، حمل مظاهر هذه الحركة، وكوّن على أساسها مملكة إسلامية استمرت فترة من الزمن حتى أطاح بها الاستعمار الغربي"، فما حدود ذلك التأثير وملامح هذا الإلهام؟

الدعوة السنوسية

قبل خمس سنوات من وفاة محمد بن عبد الوهاب، ولد محمد بن علي السنوسي (1787- 1859م) في قرية وهران قرب مستغانم بمقاطعة وهران الجزائرية.. وُلد في بيئة عربية كابن عبدالوهاب، لكنها لم تكن بالبيئة البدوية النجدية التي شهدت ميلاد سابقه، فالحي الذي ولد فيه كان يبلغ تعداده سبعين ألف نسمة.

انتقل السنوسي طالبا العلم في أبرز حواضر العالم العربي والإسلامي في ذلك التاريخ، فدرس بجامعة القرويين بفاس، ثم جاء إلى القاهرة عام 1842 ليدرس بالأزهر، ثم ذهب إلى الحجاز عام 1845 ليأخذ عن بعض شيوخ مكة والمدينة.

يقول المفكر الدكتور محمد عمارة عن السنوسي: "وفي رحلاته إلى طلب العلم لقي العديد من شيوخ التصوف، وانتسب إلى العديد من طرقه، وهنا نجده أيضا يأخذ ويرفض، وينظر وينتقد، حتى استقر على طريقة ابتكرها يمزج فيها بين التصوف والفقه، وبين الشريعة والحقيقة، وبين النص والذوق، ففيها رأينا السلفية التي تعتمد القرآن والسنة وترفض الوسائط، ورأينا التصوف الشرعي الذي يقصد إلى مجاهدة النفس وتزكيتها".

للمرة الأولى غادر السنوسي المغرب عام 1829 بعد أن قُتل أحد أساتذته على يد الوالي التركي، قاصدًا حج بيت الله الحرام، وفي عام 1830 احتل الفرنسيون شمال الجزائر، فاستشعر عظم المخاطر وشدة التحديات، واستلهم فكرة المرابطة والتربص والاستعداد للجهاد، وليس الانتقام المتعجل القاسي المتسم بالبداوة، على نحو ما فعل الوهابيون.

كانت التحديات قد تمثلت في نظر محمد بن علي السنوسي في خطر الاحتلال الغربي، وأطماعه الاستعمارية، والدولة التركية الضعيفة في فتراتها المتأخرة، والتي تعاونت في كثير من الأحيان مع قوى الاحتلال، على مصالح العرب المسلمين، وأمام ذلك وجد سبيله في تجديد الشريعة من ناحية، ومن ناحية أخرى في المرابطات، ومن ثم بناء الزوايا التي جمع في تعليمها بين علوم القرآن والتصوف والأخلاق، كما علمت المريدين فنون الفروسية والقتال.

وفوق جبل أبى قبيس أقام السنوسي أول زاوية لطريقته 1837، وبعدها بثلاث سنوات غادر الحجاز إلى المغرب، ثم انتقل منها إلى طرابلس الغرب، ومن طرابلس أخذ يسهم في ثورات الجزائر ومقاومتها للاحتلال الفرنسي، فساعد ثورة تلمسان والصحراء (1848- 1861)، التي قادها محمد بن عبد الله، وعصيان الظهرا الذي تزعمه محمد بن تكوك 1851، وعلى الساحل الليبي كانت الزاوية الثانية التي أقامها السنوسي، وبعد أن استقرت طريقته في برقة، عاد مرة ثانية إلى الحجاز لينشر طريقته في أنحاء عدة من الحجاز واليمن، ليؤسس لها الزوايا في المدينة والطائف، والحمرا، وينبع، وجدة وغيرها من المناطق، ثم غادر الحجاز عائدا إلى الجبل الأخضر في ليبيا، فاستقر هناك عام 1854م، حيث ستثمر زواياه بعد حين قائدا فذا سيقود ثورة الليبيين في مواجهة الإيطاليين لما يربو على النصف قرن فيما بعد، وهو عمر المختار.

بلغ عدد الزوايا التي أحصاها المؤرخون للسنوسية في العالم الإسلامي نحو 188 زاوية، وصفها المؤرخون المعاصرون بأنها نموذج المجتمع الجديد الموعود، ففيها مؤسسة الدولة، والزراعة، والعبادة، وإيواء المساكين وعابري السبيل، ومسكن لـ"مقدم" الطريقة، الذي يؤمهم في الصلاة كما يقودهم في ساحات القتال ضد الاستعمار.

من هذه الزوايا، انطلق الرجال ينشرون الإسلام كما تفهمه الطريقة السنوسية بين أعراب الصحراء وقبائلها الذين كانوا مسلمين سلفا، ولكن إسلامهم لم يكن يتعدى في كثير من الأحيان بعض الشكليات، بحيث كان الكثيرون منهم يعجزون عن تلاوة آية قرآنية في الصلاة، فيتلفظون بمعانيها أثناء الصلاة ظانين أن ذلك قرآن، لكن لم يسمع عن أحد من دعاة السنوسية تكفير أحد، كما كنا نسمع عن أسلافهم من الوهابيين القول بكفر هؤلاء ولا بشركهم.

أما الدور الأهم للسنوسية، فهو نشر الإسلام بين القبائل الوثنية في إفريقيا، التي كانت تدين "بالفيتيشية"، وإذا كان للإسلام اليوم دول ولعقائده أتباع في قلب إفريقيا وغربها فإن الفضل في ذلك يعود إلى الطريقة السنوسية، وكانوا يهاجمون قوافل تجار الرقيق فيخلصون الأطفال الزنوج ويحملونهم إلى الزوايا وينشئونهم على تعاليم الإسلام.

يقول "عمارة": "بفضل حركة التبشير السنوسية، اكتسب الإسلام أنصارا في واداي والباقري، وكانم، والداموا، والنيجر الأدنى، والكونغو، والكاميرون، وحول بحيرة تشاد التي أصبحت مركز الإسلام في وسط إفريقيا، فدان بتعاليمهم أربعة ملايين من السكان لأفارقة، وعلى يديهم دخل الإسلام السودان الأوسط، حتى لنستطيع أن نقول إنهم هم الذين صنعوا الحزام الإسلامي لإفريقيا جنوبي الصحراء".

اختلاف السبل

ما يهمنا هنا هو الطريقة التي لجأت إليها السنوسية في نشر الدعوة، لم تعتمد السنوسية غزو إفريقيا انطلاقا من مبدأ التكفير والجهاد، كما فعل الوهابيون في أنحاء الجزيرة العربية، وإنما عن طريق الدعوة الهادئة والأخذ بالأيدي إلى الصراط المستقيم، كما لم يكن هاجس تطهير العقيدة هو المسيطر على دعاتها، كحال الوهابيين، فأقامت -حيثما نشرت الدين مع الزوايا- دولا وممالك وسلطنات، منها سلطنة "رابح"، و"أحمدو"، و"ساموري".

يصف الرحالة كوبولاني أسلوب السنوسية في التبشير بدعوتهم، التي أثمرت تأسيس هذه السلطنات، فيقول: "إنهم كانوا يدخلون هذه المناطق تارة بهيئة التجار، وتارة بهيئة المبشرين، يهدون إلى الإسلام قوم الفيشتيين، وتجدهم يبنون زوايا جديدة في هذه الأقطار الواسعة الممتدة من شمالي إفريقيا إلى أقاصي السودان".. (عمارة. تيارات الفكر الإسلامي ص 265).

والسنوسية كانت تقوم بهذه المهمة في القرن التاسع عشر، قرن المد الاستعماري لابتلاع القارة الإفريقية، لذلك فقد كانت، حسب تعبير "عمارة"، كتيبة الصدام العربية الإسلامية التي تصدت في شمال إفريقيا وقلبها للزحف الاستعماري الأوروبي الجديد، وقد نازلت السنوسية قوات الاستعمار في العديد من المعارك، فقد حاربت الاستعمار في مملكتي "كانم" "واداي" بالسودان قرابة قرابة 15 سنة، 1901- 1914، وقاوموا الغزو الإيطالي في ليبيا عشرين عاما، واستغاثت منها جمعيات التبشير الأوروبية بحكوماتها الاستعمارية فضغطت على السلطان الاستعماري للحد من نشاط السنوسيين.

لم تكن السنوسية من نوع الطرق الصوفية التي يعتمد عليها الاستعمار ويشيد بعلاقته بقادتها، فـ"هانوتو"، المؤرخ الفرنسي، امتدح علاقة رجال الدين بحكومات الفرنسيين في الجزائر وتونس، لكنه استثنى منهم السنوسية وتحدث عن دراويشهم قائلا:

"نرى درويشا فقيرا بأرديته البيضاء المعلمة بخطوط سوداء يلهج لسانه بذكر الله والصلاة على نبيه لا يلويه عن ذلك شيء، ذلك الدرويش الذي ينتقل من خيمة إلى خيمة ومن بيت إلى بيت راويا حوادث الأقطاب الأولياء من مشايخ الإسلام، إنما يبذر في القلوب -حيثما حل وأينما توجه- بذور الحقد والضغينة علينا، إنهم يخترقون بلا انقطاع وبلا توان مستعمراتنا الإفريقية".

إن المزية الأساسية التي تحلى بها أصحاب الدعوة السنوسية أنهم وازنوا في حياتهم بين مطالب الدنيا والآخرة، بين العلم والإيمان، هم لم يكرهوا غير المسلمين وإنما كرهوا منهم الغزاة والمستعمرين.. يقول "عمارة": "استتبع عداء السنوسية الاستعمار، وتصديهم لزحفه على إفريقيا العربية شمالا ووسطا، إعلاء شأن العروبة في طريقتهم وتعاليمهم ونشاطهم العملي.. وما كان منه ذا طابع سياسي على وجه الخصوص، من هنا كانت السنوسية واحدة من حركات اليقظة العربية، كما كانت مجابهة وتصديا لفكر العصور الوسطى، وزحف الاستعمار".

وقال المؤرخ الإنكليزي هاملتون عن السنوسي: "لقد تحلى بكل ما ينبغي أن يتصف به القديس العربي من صفات، فهو دقيق في فهم الدين، مرح، يركب فرسا من أنقى سلالة، ويلبس بفخامة، ويكحل عينيه، ويصبغ لحيته بالحناء، وهو شديد الكرم لضيوفه".

هذه النقطة المركزية في مراعاة أساليب الحضارة، وترغيب المسلمين في بناء مجتمع إسلامي مترابط يتجه نحو المدنية -التي حسبت في صالح الدعوة السنوسية- هي نفسها ما أُخذت على الحركة الوهابية التي لم تستطع الاستفادة من هذا التلاحم غير المسبوق بين الدين والسياسة، ورغم أن الدولة الوهابية امتلكت فترة تاريخية نادرة في التاريخ الإسلامي، شهدت انسجاما وتوافقا في المبدأ بين القائمين بأمور الدنيا والقائمين على أمور الدين -وهو عامل حاسم لبناء دولة إسلامية تأخذ بأسباب الحضارة لتحيي العالم الإسلامي- فقد استعصى على الدعوة الوهابية تحقيقه.

وهو ما يتراءى حاليا في المملكة العربية السعودية من دعوة للإصلاح ترتكز على التخلص من آثار الوهابية في الحياة المدنية، لا البناء على ميراثها الروحي.

يقول الشيخ "البهي" في كتابه "الفكر الإسلامي في تطوره": "لم يزل الوضع قائما في صلة الدعوة الوهابية بالحكومة السعودية، على ما كانا عليه حتى وقتنا الحاضر، وبهذا التعاهد اجتمع لهذه الدعوة سلطان الحكم وقوة الإيمان بها، وقلما اجتمع الأمران في حركة دينية بعد عصر الرسول وخلفائه الراشدين سوى في هذه الحركة".

 

الفروق الأساسية بين الحركتين، الوهابية والسنوسية، تجعل من المتعذر اعتبار السنوسية امتدادا للوهابية، يقول "العقاد": "وتقارب الوهابية في عصرنا دعوة أخرى في البادية هي السنوسية، التي تنسب إلى السيد محمد بن علي السنوسي الخطابي، والدعوتان تتشابهان في حماسة الدعوات البادية، وفي نبذ البدع والخرافات، والرجوع بالإسلام إلى الكتاب والسنة، ولكنهما تختلفان بعد ذلك في أمور كثيرة".. (العقاد. الإسلام في القرن العشرين).

 

فقد كان السنوسيون حريصين على تعليم العربية في إفريقيا إلى جانب تعليمهم الإسلام، وقد اتفقت السنوسية مع الدعوة الوهابية في رفضها الحكم العثماني، ورأت ضرورة أن تكون الخلافة عربية قرشية، وذلك حين استشعروا خطورة ضعف الترك وتسيّبهم في مصالح وأراضي العالم الإسلامي، حتى قالوا إنهم ما دخلوا محلا إلا ودخله النصارى؟ ويعنون بذلك الاستعمار الغربي، أما هم فلم يعرف عنهم التعصب الديني في تاريخهم، بل لقد عزل الشيخ السنوسي الكبير قيادة إحدى الزوايا لأنهم طردوا سائحا ووالدته بزعم أنهم من النصارى.. والمهدي السنوسي كان يحدث أخاه الشريف قائلا:

"لا تحقرن أحدا، لا مسلما، ولا نصرانيا، ولا يهوديا ولا كافرا، لعله يكون في نفسه عند الله أفضل منك.. إذا أنت لا تدري ماذا تكون الخاتمة! وقد يكون من الضروري هنا المقارنة بين موقف أصحاب الدعوة الوهابية من أصحاب الديانات الأخرى، وموقف السنوسية.

لقد كانت السنوسية واحدة من الحركات الإصلاحية الهامة في الفترة التاريخية التي واكبت ظهور الدعوة الوهابية، التقت معها في ضرورة تنقية العقيدة من الشوائب والبدع، والعودة بالدين إلى نقاوته الأولى، وفي ضرورة التخلص من السلطة الوهمية للدولة التركية التي كانت ذريعة للتدخلات الأجنبية والأطماع الاستعمارية والانحياز إلى عروبة الخلافة، لذلك لم يذكر لنا التاريخ أن وقع نوع من التصادم بين الدعوتين، رغم أن الحجاز كانت تشهد عددا من الزوايا السنوسية في زمن الدولة الثانية للحكم السعودي الوهابي، بل يذكر لنا علي محمد الصلابي في كتابه "الحركة السنوسية في ليبيا" أثناء حديثه عن تلقي الشيخ السنوسي عن الشيخ أحمد بن إدريس علوم التصوف أنه "عندما دخل سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود الحجاز عام 1221ه لم يتعرضوا للشيخ أحمد بن إدريس بأذى، وكذلك أتباعه وقد وصف ابن إدريس بأنه ذو ميول صوفية".

فرغم الاختلافات الجوهرية بين الدعوتين، الوهابية والسنوسية، ومن قبلها السادة الأدارسة، باعتبار انتماء الأخريين إلى التيار الصوفي، فإن ذلك لم يمنعهم من الاحترام المتبادل ونظرة كل منها إلى الآخر باعتباره محاولة متزنة وجادة للإصلاح من أوضاع المجتمع والدين الإسلامي والعودة به إلى أصوله النقية في القرون الأولى، وبعبارة أخرى فقد كان الظرف التاريخي والهدف أسمى من الانشغال بمعارك جانبية أو اختلافات فقهية فرعية.

ولعل أهم ما أخذه الشيخ السنوسي عن ابن عبد الوهاب هو النزوع الثوري، والطموح في إحداث جذري وشامل في الأوضاع الاجتماعية، وقد تعرف على تاريخها أثناء وجوده في الحجاز ومكة، أما فيما عدا ذلك فلم تنقل لنا كتب المؤرخين أن الشيخ السنوسي قد تعلم عن أحد بعينه من علماء الدعوة الوهابية المعروفين، الذين تعج بهم كتب مؤرخي الوهابية كابن بشر وابن غنام، رغم بعض العبارات العامة التي تقول إنه أخذ عن علماء الحجاز من الوهابية.

ربما يرى البعض أن الفارق بين كل من ابن عبد الوهاب والشيخ السنوسي من بعده يعود إلى احتياجات الظرف التاريخي، فالسنوسي زرع على أرضية كان قد سبق وعبّدها ابن عبدالوهاب، ثم لم تدع له الأطماع الاستعمارية، والحملات الغربية المتتابعة الفرصة لمواصلة مشروعه الإصلاحي المتمثل في إقامة خلافة عربية تتساوق فيها السلطتان العلمية والسياسية، لذلك يحصر السنوسي مشروعه الخاص في:

- مواجهة حملات التغريب والتبشير

- والحفاظ على الهويتين العربية والإسلامية

- وبعث الجهاد كأصل من الأصول التي قامت عليها العقيدة الإسلامية

- وتقديم نموذج صوفي مستنير يتسم بالإيجابية والبعد عن روح الدعة والتواكل

أما الفارق الأساسي بين الحركتين، فيكمن في منهجية الدعوة وطريقتها، إذ بينما عوّل ابن عبد الوهاب على القتال، سواء في دعوة المسلمين العُصاة أو غير المسلمين، نجد الشيخ السنوسي يعتمد على الدعوة الهادئة القائمة على الحكمة والموعظة الحسنة، ويجعل السيف للدفاع عن حقوق المسلمين ضد الغزاة وتجار الرقيق.