«حرب التطبيع» بين عماد الدين أديب وعماد حسين في السعودية

ذات مصر

قبل نحو 50 عامًا ثارت الدولة العربية ضد مصر ورئيسها الراحل محمد أنور السادات، بعد اتجاهه لتطبيع العلاقات «المصرية الإسرائيلية»، لكن الآية تبدلت الآن فتسابق الجميع على الالتصاق بتل أبيب لإقامة علاقة معها ناسين أو متناسين «وعودهم القديمة».

دعم تطبيع بن سلمان

الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وقعوا قبل سنوات قليلة اتفاق تطبيع عرف بـ«الاتفاق الإبراهيمي» في عام 2020، وحينها هاجت دول خليجية أخرى على الأخرى كان بينها المملكة العربية السعودية، لكن بعد 3 أعوام تبدل الحال.

باتت المملكة قريبة جدًا من توقيع اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني، فصرح قال ولي العهد السعودي في مقابلة له مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية إن بلاده تقترب أكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأضاف الأمير محمد بن سلمان: "هناك دعم من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للوصول إلى تلك النقطة، وبالنسبة لنا فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحتاج إلى أن نحل تلك الجزئية ولدينا مفاوضات متواصلة حتى الآن. وعلينا أن نرى إلى أين ستمضي، نأمل أن تصل إلى مكان تسهل فيه الحياة على الفلسطينيين وتدمج إسرائيل في الشرق الأوسط".

تصريحات ولي العهد، بدأ عقبها التمهيد لقرار المملكة ومحاولة تغيير العقيدة الراسخة منذ عقود، لتستضيف قناة العربية التابعة للدولة، الإعلامي عماد الدين أديب، والكاتب الصحفي، عماد الدين حسين.

الرؤية المنفردة للمطبع

الحلقة جاءت في ظهارها نقاشًا حول الحالة «الساداتية»، وعنونت بـ«السادات.. سبق عصره أم خالف محيطه؟»، لكن فحواها كان مسلطًا أكثر على فكرة التطبيع ومحاسنها والإفادة التي صاحبتها لصالح الدول المطبعة وكذلك القضية الفلسطينية.

العمادان كل منهما كان يحمل وجهة نظر، فأديب يدافع عن السادات والتطبيع، لكن حسين كان يحمل وجهة النظر الأخرى التي تنتقد السادات والتطبيع، بتدخل جزئي من مقدمة البرنامج لصالح الأول.

عماد أديب، بدء حديثه بالحديث عن رأي الدبلوماسي الأمريكي، هنري كيسنجر في السادات، مبينًا أنه وصفه بأنه "لم يجد أذكى من السادات في حنكته سوى رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل".

وأضاف أديب أن "الراحل تعرض للظلم فلم يمكّن من حرب التحرير في 1973، ولم يتمكن من إنجاز مشروعه للسلام الذي حرص عليه أن يعيد الأراضي المصرية، وأن يعمل إطار سلام للفلسطينيين".

وشدد على أن السادات كان يسبق عصره، وأن خطوته في اتفاقية كامب ديفيد كانت الوحيدة في التاريخ التي أقرت حقوقًا لصالح الفلسطينيين وجعلت القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. 

لم يتوان أديب في سرد فضائل السادات وتطبيعه، ورؤيته الثاقبة نحو إعادة الأرض لمصر وإحلال السلام في المنطقة ومساعدة الفلسطينيين في حربهم المستمرة منذ أكثر من 70 عامًا ضد الكيان الصهيوني المحتل.

مساوئ التطبيع

حسين اعترض على ترويج أديب للتطبيع، ليعدد المساوئ بداية من احتكار السادات القرار لنفسه دون الاستماع حتى لمستشاريه واعتراضاتهم أو النظر لاستقالتهم لاحقًا، ليدفع المصريين ثمن الاتفاق إلى الآن.

هنا تدخلت المذيعة لتبين وجهة نظر كيسنجر الداعمة لموقف السادات بأنه كان لديه هاتف خاص به لاتخاذ القرار دون الاستماع لأحد، وأنه كان يرغب في ذلك وإقرار التطبيع قبل ثورة الرافضين التي قد تفشل التطبيع.

الكاتب الناصري، شدد على أن وجهة نظره ليست مستندة على تأييده للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لكن استنادًا إلى أن السادات منح إسرائيل الفرصة للسيطرة على المنطقة والتعمق فيها، ووصولها إلى المرحلة الحالية لتتسابق الدول من أجل التطبيع معها.

أخطاء السادات 

اتفق الكاتبان على أن السادات ارتكب خطأ واحدًا في مسيرته كرئيس للجمهورية تمثلت في سماحه لجماعة الإخوان المسلمين بالعودة من جديد للحياة السياسية والمشاركة، ليدفع هو والمجتمعات العربية ثمن قراره.

لكن عماد الدين حسين، عدد أخطاء أخرى كان أبزرها الادعاء بانفتاح اقتصادي دون خطة أو دراسة لتعاني مصر منه إلى الآن، بالإضافة إلى خلقه أحزاب كرتونية وفسح المجال أكثر للجماعات الإسلامية، مع تحجيم اليسار والأحزاب المدنية.

هنا اعترض أديب ليبين أن السادات كان في البداية لم يمكن من استكمال خطته الرامية إلى الإصلاح في البلاد، وإقرار نظام يقود مصر إلى التقدم سواء اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا.