كيف استطاع الأردن إنزال مساعدات طبية وسط الصراع في غزة؟

ذات مصر

في يوم 6 نوفمبر تفاجأ بعض العرب حينما أعلن الملك عبد الله الثاني، العاهل الأردني، أن أفرادًا من سلاح الجو الأردني تمكنوا من إنزال مساعدات طبية عاجلة في منتصف الليل للمستشفى الميداني الأردني في غزة في وقت يشهد فيه القطاع قصف عنيف من الاحتلال الإسرائيلي ورفض فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية المتكدسة على الحدود المصرية.

نشر الملك عبد الله منشورًا على منصة «أكس» أكد فيه التزام الأردن بمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب في غزة، مشددًا على أن الأردن سيظل سندًا وداعمًا للشعب الفلسطيني، ولم يُصدّق في البداية أن دول عربية استطاعت كسر الحصار المفروض من قبل الاحتلال على المدنيين في القطاع واغاثتهم.

ويوم ١١ تكرر نفس الأمر واستطاعت الأردن توصيل شحنة طبية وإغاثية للمستشفى الأردني في غزة.

 كيف دخل الطيران الأردني إلى غزة وسط القصف؟

الأردن أعلن أنه استخدم المظلات في عملية الإنزال بسبب تعقيدات اللوجستية وصعوبة إيصال المساعدات عبر المروحيات أو البر، وذكر مصدر الأردني أن السلطات الإسرائيلية وأطرافًا أخرى تم إبلاغها بأن الأردن لن يؤجل تسليم المساعدات الطبية الإنسانية بسبب نفاد المستلزمات الطبية في المستشفى الأردني.

وفي وقت سابق أوضح بيان صادر عن الحكومة الأردنية أن عملية الإنزال  عبر قوات المظلات وأن الإنزال تم بالتعاون مع الإمارات وقطر، بهدف تعزيز وتطوير قدرات المستشفى وزيادة قدرة الكوادر الطبية على تقديم الخدمات الصحية والعلاجية لتخفيف معاناة السكان في قطاع غزة.

وذكرت مصادر أن علاقات الإمارات الجيدة مع إسرائيل ساعدت في التوسط لتوصيل المساعدات الأردنية دون أن تتعرض للاستهداف من طيران الاحتلال، على شرط أن تعلم إسرائيل بكل تفاصيل الشحنة والأماكن الإنزال عبر المظلات.

ويقع المستشفى الأردني في شمال شرق غزة، في المنطقة الرئيسية التي تشهد القتال بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الإسلامية، كما يقع المستشفى  يقع بالقرب من مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي.

الاحتلال يستهدف المستشفيات

يستهدف الاحتلال قصف المستشفيات ومحيطها كل يوم لإجبار المواطنين على النزوح نحو الجنوب.

البيان الأردني أكد أن هذه توصيل المساعدة إلى قلب غزة وسط الاشتباكات تأتي في إطار استمرار جهود المملكة الأردنية الهاشمية في دعم الإخوة في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة.

أشار البيان إلى أن المستشفى مستمر في عمله على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهها نتيجة القصف المستمر من قبل إسرائيل على القطاع.

ومن جهة أخرى، ذكر مسؤول إسرائيلي، لموقع «أكسيوس» أن عملية إنزال الطيران الحربي الأردني للمساعدات الطبية جرت بعد تنسيق مع الجيش الإسرائيلي.

وذكر مصدر آخر، أن الأردن حمّل السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة الطائرة في حال وقوع أي حادث أثناء عملية الإنزال.

شحنة مساعدات الأردن في غزة

قال العقيد ثائر الخطيب، قائد المستشفى الميداني، إن الشحنة الأولى - يوم ٦ نوفمبر الماضي - التي تم إنزالها تضمنت ثلاثة طرود تحتوي على ما يقدر بـ1000 كيلوجرام من المواد الطبية والدوائية والمستلزمات الأساسية.

وأشارت التقارير إلى أن هذا الإنزال الجوي كان ضروريًا بسبب التأخير في نقل المساعدات عبر الحدود بين مصر وغزة عبر معبر رفح.

توجهت بعض المساعدات الطبية التي وصلت إلى المستشفى الميداني الأردني في غزة إلى مستشفيات أخرى بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية في المنطقة.

وقد أكد وزير الاتصال الحكومي الأردني أن هذه العملية تأتي استجابة لتوجيهات الملك وتعزز الموقف الأردني الداعم لتخفيف معاناة السكان في غزة.

جدير بالذكر أن المستشفى الأردني الميداني تأسس عام 2009، ويتبع للجيش الأردني، ويستقبل نحو 1200 مريض يوميًا.