صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل.. نيران المقاومة تحرق «غرور الاحتلال»

ذات مصر

بعد أكثر من 6 أسابيع من اندلاع الحرب في قطاع غزة، رضخت إسرائيل لمطالب حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بعد فشلها على مدار الأيام الماضية في التوغل البري داخل القطاع، ما كلفها مئات القتلى من جيشها، وتدمير عشرات الآليات.

في الـ7 من أكتوبر الماضي، نجحت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ«حماس»، في كسر الحصار المفروض على القطاع واجتياز السياج الحدودي، بل والتوغل إلى داخل مستوطنات غلاف غزة، والسيطرة على مواقع عسكرية.

عملية «طوفان الأقصى» كسرت الجمود الذي أصاب المقاومة منذ نحو 10 سنوات، لينجح أفراد «القسام» في قتل المئات من المستوطنين، وآسر نحو 250 شخصًا، لتنهار معها أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»، رغم عمليات القصف المستمرة على القطاع منذ حينها.

حركة حماس، ودولة الاحتلال، أعلنتا، اليوم الأربعاء، التوصل لاتفاق بشأن إبرام اتفاق لتبادل الأسرى، رغم التصريحات الإسرائيلية المتعالية وتهديداتها بالاستيلاء على قطاع غزة، ومحو حركة حماس من المشهد الفلسطيني تمامًا.

تفاصيل صفقة تبادل الأسرى

فجر اليوم الأربعاء، أعلنت قطر توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق على "هدنة إنسانية" تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال مقابل إطلاق سراح "عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين" المسجونين في إسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إنه سيجرى الإعلان عن "توقيت بدء" الهدنة التي ساهمت في التوسط فيها إلى جانب قطر كل من مصر والولايات المتحدة "خلال 24 ساعة وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد".

وأوضح البيان أن الاتفاق سيتيح كذلك "دخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية".

وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان، إن الحكومة وافقت على الخطوط العريضة للمرحلة الأولى من اتّفاق يتمّ بموجبه إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 مخطوفا من النساء والأطفال على مدار أربعة أيام يسري خلالها وقف للقتال.

وأعلنت حماس، التوصل إلى "اتفاق هدنة إنسانية (وقف إطلاق نار مؤقت) لمدة أربعة أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدّرة، يتمّ بموجبها "وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة".

يد المقاومة على الزناد

وأشار البيان أيضا إلى أن الاتفاق ينص على "إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني من سجون الاحتلال دون سن 19 عاما"، بالإضافة إلى "وقف حركة الطيران في الجنوب على مدار الأربعة أيام، ووقف حركة الطيران في الشمال لمدة ست ساعات يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الرابعة" بعد الظهر.

وقالت حماس إنه سيتم أيضا "إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة بلا استثناء شمالاً وجنوبا".

وقالت حركة حماس إنَّ بنود هذا الاتفاق قد صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدداتها التي تهدف إلى خدمة شعبنا وتعزيز صموده في مواجهة العدوان، وعينُها دوماً على تضحيَّاته ومعاناته وهمومه، وأدارت تلك المفاوضات من موقع الثبات والقوة في الميدان، رغم محاولات الاحتلال تطويل أمد المفاوضات والمماطلة فيها.

وأكدت الحركة في الوقت نفسه الذي نعلن فيه التوصل لاتفاق الهدنة، فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، وسنبقى بالمرصاد للدفاع عن شعبنا ودحر الاحتلال والعدوان.

بايدن يشكر مصر وقطر

ثمن الرئيس الأميركي جو بايدن اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة، وشكر كلا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "قيادتهما الحاسمة وشراكتهما في التوصل إلى هذا الاتفاق".

وقال بايدن إن "هذا الاتفاق يفترض أن يعيد مزيدا من الرهائن الأمريكيين إلى الوطن"، وأنه لن يتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا، متابعًا: "أقدر تعهد نتنياهو بدعم الهدنة لضمان تنفيذ الاتفاق وتوفير مساعدات إضافية للتخفيف من معاناة الأسر في غزة".

رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، باتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس، قائلًا: "أود أن أعرب عن ترحيبي بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزه، وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين".

وشدد في منشور على "فيسبوك"، على "استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة، تحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".

هزيمة إسرائيلية جديدة

حدود الاتفاق يبدو أنها لن تقف هنا، فأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، اليوم الأربعاء، أن إطلاق سراح الدفعة الأولى من المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة سيبدأ غدا الخميس.

قال مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل مستعدة لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة لإخراج مزيد من مواطنيها.

وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال كوهين: "غدا (الخميس) يبدأ إطلاق الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين" غير أنه لم يكشف عن التوقيت بالضبط الذي سيتم فيه الإفراج عنهم.

وفيما يتعلق باتفاق الهدنة الإنسانية في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الذي أعلن عنه اليوم، قال وزير الخارجية الإسرائيلي "هذا ليس وقفا لإطلاق النار، وإنما هدنة لمدة 4 أيام تهدف إلى تحرير مختطفينا" وفق تعبيره.