«فرسان الكلمة في الميدان»... كيف استهدف الاحتلال الصحفيين أثناء عدوانه على غزة؟

ذات مصر

دائمًا ما تعهد أي قوة محتلة عبر العالم منذ فجر التاريخ إلى عدم إظهار إجرامها وفظائعها في البلد التي تحتلها، ويكون ذلك من خلال السيطرة على ناقلي الواقع والأحداث الجارية وهم الصحفيون، فإن الاحتلال الإسرائيلي أثناء احتلاله لفلسطين منذ العام 1948 دائمًا ما يستمر في محاولة كتم صوت الحقيقة من خلال الضغط على الصحفيين ومحاولة ابعادهم عن الأحداث بأي طريقة لكي لا ينقلوا الأوضاع والفظائع الإجرامية التي يمارسها تجاه الشعب المُحتل، وكشف عدوان غزة الحالي بعض الانتهاكات للصحفيين من قبل الاحتلال.

هذا حال جل الصحفيين في فلسطين، ومنهم المصور الصحافي والناشط الفلسطيني معتز عزايزة من غزة، الذي نشر اليوم عبر حسابه على إنستجرام مقطعًا مصورًا في أثناء اتصال تم معه من رقم مجهول، مطالبًا المتصل إياه بنشر قصص تدين حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ودون أن يفصح عن هويته، طلب المتصل من عزايزة نشر قصص تدين حركة حماس، وسأله ما إذا كان بإمكان الفلسطينيين الهروب إلى مصر.

وبدأ الاتصال، بسؤال من قبل المتصل: "هل يمكن أن تأخذني إلى الشاطئ؟، وحينما سأله عزايزة عن هويته، أجابه: لا أحد، هل يمكنك نشر قصة تدين فيها حماس؟، وتدع هذه القصة تنتهي.

وخلال النقاش بين الطرفين، رد عليه الناشط الفلسطيني بالقول: إن هذا الأمر مستمر منذ العام 1948، ونحن نؤمن بأن هذه الأرض أرضنا، فيما تعتقدون أنها أرضكم، والقتل لن ينتهي حتى آخر يوم في هذه الحياة.

وتابع عزايزة قائلا للمتصل: "ما لا أفهمه، لماذا تريدني أن أظهر لك ما تريد أن تظهره"، مضيفًا: "أنا فلسطيني ماذا تتوقع مني أن أظهر؟". ورد عليه المتصل قائلًا: "أنت مصور، ولا أعتقد أنك تؤذي أحدًا".

وخلال الاتصال، قال له عزايزة: "إذا كنت خائفًا من الصورة فأنت ضعيف جدًا، وإذا كانت الصورة تؤذيك فيجب أن تعلم أنه يوجد خطب فيك، لأنك كما قلت أنا لا أستطيع إيذاء أحد".

وسأله المتصل: ألا يستطيع الناس الهرب إلى مصر، ليرد عليه عزايزة: لماذا الهروب إلى مصر يا رجل إنها ليس بلدنا نحن لدينا وطننا.

وأضاف المتصل: "نحن نهتم بحياة الناس"، فرد عليه عزايزة: "إذا كنت كذلك فأوقفوا القتل يا رجل، أنت من لديكم أقوى الأسلحة في العالم أجمع".

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تهديد الصحافيين العاملين في قطاع غزة منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

في وقت سابق، قال الصحفي أنس الشريف الذي يعمل لقناة الجزيرة إنه قد تلقي تهديدًا مباشرًا من أحد قوات الاحتلال بأن لا ينشر ما يحدث في القطاع وألا يستمر في تغطيته الصحفية، والتي ينقل فيها جرائم الاحتلال الإرهابي، لكنه لم يلتفت لتلك التهديدات واستمر في نقل الصورة من داخل القطاع ونقل فظائع الاحتلال ومجازره بحق سكان القطاع المدنيين العزًل للعالم أجمع، ليكون العالم شاهدًا على جرائم الاحتلال.

بالإضافة إلى تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين بشكل مباشر وانتقل الأمر إلى استهداف عائلاتهم مثل ما حدث مع مراسل الجزيرة وائل الدحدوح حينما استهدفت قوات الاحتلال أفراد أسرته ووقع منهم شهداء وجرحي خلال قصف قوات الاحتلال لمنازل المدنيين العزل النازحين من الشمال إلى جنوب القطاع.

فيما أشارت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان لها قبل بدء الهدنة المؤقتة الجمعة الماضية بأن 66 صحفيًا وعاملين في المرافق الصحفية استُشهدوا منذ بدء عدوان الاحتلال على القطاع لليوم ال 50 على التوالي إضافة إلى إصابة الكثير من الصحفيين خلال هذا العدوان، وهذا ما يبين الاستهداف الكبير للصحفيين من قبل الاحتلال، إضافة إلى العديد من القصص الكثيرة والتي لم تُنقل، وشهادات أخري ضحاياها لم يتحدثوا بعد.