اجتماع عاصف بـ«الشيوخ» بسبب سوء أداء الإعلام المصري.. وكرم جبر: «ماليش دعوة»

ذات مصر

شهدت لجنة الثقافة والإعلام في مجلس الشيوخ، نهاية الشهر الماضي، اجتماعًا عاصفًا، بين أعضاء اللجنة، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام، كرم جبر، بعد توجيه انتقادات حادة لأداء المجلس، ورئيسه، الذي سعى إلى تبرئه ساحته وإبراء ذمته.

تحفظات اللجنة

أعضاء لجنة الإعلام أبدوا تحفظهم على تراجع دور المنابر الإعلامية، مقابل اتساع رقعة الأمية المجتمعية بالتحديات الراهنة، ولجوء الناس إلى الإعلام البديل، وما سبّبه من أزمات مضاعفة وانتشار المعلومات المغلوطة والأفكار المتطرفة، ما يستدعي سرعة اتخاذ إجراءات لتقوية الإعلام التقليدي للقيام بدوره الحقيقي.

وتساءل أعضاء مجلس الشيوخ عن الإجراءات المتخذة لوجود إعلام مصري يؤثر على الإقليم، في ظل حاجة مصر لنقلة نوعية في مجال الإعلام، والتحرك نحو عدم اعتباره وسيلة لنقل المعلومات، لكن يسهم في تشكيل توجهات المجتمع في الجوانب الحياتية المختلفة.

حياد الانتخابات وغزة

في بداية الاجتماع، أخذ جبر يعدد الضوابط التي أصدرها المجلس قبل الانتخابات الرئاسية في ديسمبر الماضي، منوهًا بأن «الإعلام المصري اعتمد على تنفيذ المعايير الدولية والتزم بالعدالة بين كافة المرشحين وكان إعلاما نظيفًا وابتعد عن التجريح وتناول الحياة الشخصية وبعض الممارسات التي كانت موجودة في السابق، والحشد المبني على الوعي».

وتابع «جبر» أن الإعلام المصري ارتفع بالروح الوطنية خلال تغطية أحداث غزة، وكانت هناك ضوابط للإعلام المصري، منها ألا يزج نفسه في أي خلاف وأن يعمل على لم الشمل واحترام شأن الدول الأخرى وألا يوظف الإعلام في تصفية حسابات.

هجوم «الشيوخ»

جلسة رئيس المجلس الأعلى للإعلام، مع أعضاء اللجنة، لم تسر على النحو المحدد لها، فقابل جبر سيل من الانتقادات من المؤيدين والمعارضين عن تدني مستوى الإعلام، وعدم قدرته على توصيل رسالة مصر سواء إلى محيطه الإقليمي، أو حتى الدولي.

تحفظات الحاضرين تحدثت عن سوء المحتوى المقدم في القنوات المصرية عمومًا، وعدم قدرتها على إقناع المشاهد المصري وكذلك العربي، بالإضافة إلى تبني سياسة جذب المشاهدين عن طريق النجوم من خلال التعاقد معهم لتقديم برامج.

وشدد النواب على أنهم يلجأون دائمًا إلى القنوات العربية المنافسة والدولية لإيصال رسائلهم إلى المحيط العربي أو الأجنبي لعدم وجود نافذة مصرية واحدة قادرة على نقل رسالتهم والقضايا التي يرغبون في الرد عليها.

ونوه النواب إلى ضرورة تغير الصورة الذهنية التي أصبحت مرتبطة بوسائل الإعلام المصرية، وإعادة الإعلام في مصر إلى سابق عهده، ووجود ضوابط تمنع حالات الخروج عن النص كما يحدث الآن.

جبر يبرئ نفسه

اللافت في الاجتماع، كان رد رئيس المجلس الأعلى للإعلام، على النواب الحاضرين، والذي أخلى فيه مسؤوليته عن أي محتوى مقدم من القنوات المصرية عمومًا، مبينًا أن دور المجلس يقتصر على تنظيم الأعلام وليس صناعة المحتوى.

وشدد جبر في رده على انتقادات أعضاء مجلس الشيوخ، على أن مجلسه ليس مسؤولًا نهائيًا عن المحتوى المقدم على القنوات، وأنه يقتصر دوره على تنظيم الإعلام، ومحاسبة القنوات والبرامج ومقدميهم في حال ارتكاب أخطاء تخالف ميثاق المجلس.

وسعى رئيس المجلس الأعلى للإعلام، لتبرئة القنوات المصرية، مستشهدًا بإحدى القنوات والتي وصفها بأنها أصبحت ذات مكانة كبير في محيطها الإقليمي، ليأتيه رد صاعق من أحد الحضور، بالقول: «هذا كلام نتحدث به بينا لكن الحقيقة أنا لا أتابعها ولا أي من أولادي».

ونوه جبر إلى أن المحتوى المقدم في القنوات المصرية يحتاج إلى عملية تصحيح كبيرة ليكون جاذبًا للجمهور سواء المصري أو العربي، لاستعادة مكانتها محليًا وإقليميًا ودوليًا، مشددًا على أن العمل يحتاج إلى تكاتف كل المهتمين بالشأن الإعلامي.

واتفق رئيس المجلس الأعلى للإعلام، والنواب على ضرورة اتخاذ خطوات جادة وسريعة لضبط الآلة الإعلامية في مصر، وتقديم محتوى يليق بتاريخ البلد الأعرق في التاريخ الإنساني، بدلًا من المحتوى المتطابق التي تتناقله الشاشات تباعًا.