رغم الدعم وزيادة أسعار خدماتها

هيئات حكومية لا تعرف الربح.. خسائر بالمليارات لـ«الأعلى للإعلام والمترو والسكة الحديد»

ذات مصر

واصلت الهئيات الاقتصادية خسائرها المستمرة في كل موازنة تقدمها الحكومة لمجلس النواب قبل إقرارها رغم التصريحات التي ملأت شاشات التلفزيون والمواقع الإلكترونية، ومانشيتات الصحف المصرية، من وجود خطط جاهزة لوقف الخسائر والانتقال إلى مرحلة جني الأرباح، التي يبدو أنها لا تأتي.

خسائر بالمليارات للهيئات

وزير المالية محمد معيط، قال خلال مناقشة الموازنة العامة للدولة في مجلس النواب أمس الإثنين: «لدينا 3 هيئات تحقق خسائر ومنها الهيئة الوطنية للاعلام والتي بلغت خسائرها 12.2 مليار جنيه.

وذكر الوزير أن الموازنة العامة للدولة ستدعم تلك الهيئات بـ10 مليارات جنيه، بالاضافة إلى دعم هيئة التأمينات الاجتماعية بـ2.2 مليار جنيه لدعم اصحاب المعاشات، مشيرا إلى تأييد توصية لجنة الخطة والموازنة بالمجلس بضرورة توفيق اوضاع الهيئات الخاسرة.

خسائر «الوطنية للإعلام»

وفقًا لتصريحات الوزير فالهيئة الوطنية للإعلام سجلت وحدها خسائر تقدر بـ12.2 مليار جنيه في العام الماضي 2022/ 2023، كأكبر هيئة تحقق خسائر في الموازنة لتواصل سلسلة الخسائر المتتالية التي حققتها على مدار الستوات الماضية.

وزير المالية، أوضح خلال الجلسة العامة للبرلمان لمناقشة الموازنة العامة للدولة العام الماضي، أنه من المتوقع تحقيق خسائر لبعض الهيئات الاقتصادية في العام 2022-2023 بمبلغ 20 مليارًا، و300 مليون جنيه، تستحوذ منها الهيئة الوطنية للإعلام (اتحاد الإذاعة والتلفزيون سابقاً) على نحو 10 مليارات و600 مليون جنيه، وباقي الهيئات الخاسرة على نحو 9.7 مليار جنيه.

حسب تصريحات الوزير تجاوزت الهيئة المبلغ المتوقع لخسائرها من قبل الحكومة نفسها، بنحو 1.6 مليار جنيه، رغم أنها تستحوذ على النصيب الأكبر من الخسائر لجميع الهئيات الخدمية والاقتصادية في الموازنة.

خسائر الهيئة الوطنية للإعلام تتزايد عامًا تلو الآخر، ففي موازنة 2018/ 2019، والتي مثلت خسائرها وحدها نحو 33.7% من قيمة خسائر العام التي حققتها الهيئات العامة الاقتصادية في تلك السنة، والبالغة نحو 20.9 مليار جنيه.

وجاء بالحساب الختامي لموازنة 2018/ 2019، أن خسائر الهيئة بلغت نحو 7 مليارات و66 مليون جنيه، بزيادة بلغت نحو 318 مليون جنيه عن السنة السابقة 2017/ 2018، بنسبة زيادة نحو 4.7%.

الوطنية للصحافة تضيع المليارات

كشف تقرير لجنة الخطة والموازنة بـ مجلس النواب، بشأن الحساب الختامي للموازنة العامة للدولة، أن الهيئة الوطنية للصحافة حققت خسائر مرحلة بلغت نحو 12.6 مليار جنيه، وفقًا لآخر قوائم مالية تم فحصها.

وأشار التقرير الصادر عن اللجنة إلى أن الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية في تطور وتزايد من عام لآخر؛ حيث بلغت في العام 2013/2012 نحو 222 مليون جنيه، حتى وصلت في العام المالي الحالي 2022/2021 بنحو 1.1 مليار جنيه.

وبين التقرير أن الخسائر ما زالت مستمرة، ليصل إجمالي الخسائر المرحلة نحو 12.6 مليار جنيه، وفقا لآخر قوائم مالية جرى فحصها، مشددًا على ضرورة تشكيل لجنة بمدة زمنية محددة لإيجاد حلول جذرية؛ لإصلاح الخلل في الهيكل التمويلي للمؤسسات الصحفية، وحل مشكلاتها المالية لرفع العبء عن كاهل الموازنة العامة للدولة.

الغريب في خسائر الهيئة الوطنية للصحافة، أنها جاءت بعد صدور قرارات عدة بغلق العديد من الإصدارات الصحفية في شتى المؤسسات القومية المصرية، آخرها "الكواكب" و"طبيبك الخاص" في مجلة "حواء".

سبقه في يوليو 2021 قرارًا بوقف طباعة 3 صحف ورقية يومية، هي "المساء"، التابعة لـ"دار التحرير للطباعة والنشر"، و"الأهرام المسائي"، التابعة لمؤسسة "الأهرام"، ونظيرتها "الأخبار المسائي"، التابعة لـ"دار أخبار اليوم"، على أن تتحول الصحف الثلاث إلى إصدارات إلكترونية.

زيادة الأسعار لم تفلح مع مترو الأنفاق

ولم تتوقف الخسائر هنا لكنها امتدت إلى الهيئة القومية لمترو الأنفاق، والتي حلت في المرتبة الثانية في قائمة الهيئات الخاسرة، رغم صدور قرارات متكررة بزيادة تكلفة قيمة تذكرة المترو ليواكب السعر الحقيقي.

وفق موازنة العام المالي المقبل، الهيئة القومية للأنفاق تحقق خسائر تتجاوز الـ11 مليارًا و700 مليون جنيه، وبرر وزير المالية خلال جلسته في البرلمان تلك الخسائر بأن الهيئة ملتزمة بتمويل مشروعاتها المختلفة التي يجرى تنفيذها حاليًا.

وزادت الحكومة أسعار تذاكر المترو بنحو 1400%، فبعد أن كانت قيمة التذكرة جنيه، أصبحت الـ9 محطات بـ 6 جنيهات، و16 محطة بـ8 جنيهات، و23 محطة 11 جنيهًا، و29 محطة بـ14 جنيهًا، و39 محطة 19 جنيهًا.

هيئة السكك الحديدية

واحتلت هيئة السكك الحديدية المرتبة الثالثة في القائمة بـ2.9 مليار جنيه، وأشار معيط إلى أن خسائر الهيئة تأتي بسبب تحملها أعباءً ممثلة في استكمال عدة مشروعات وتحديث إشارات وخلافه.

خسائر السكة الحديد هي الآخرى تأتي بعد الزيادات المتكررة في أسعار تذاكر القطارات، والتي كان آخر مطلع الشهر الجاري، برفع أسعار كل من القطارات العادية الروسية وتحيا مصر والقطارات المطورة بنسبة تصل إلى 25%، في حين رفعت قيمة تذاكر قطارات الدرجتين الأولى والثانية المكيفة والـ VIP وقطارات التالجو والروسي المكيفة بنسبة تصل إلى 12.5 %.