هل اقترب سيناريو بيع المياه؟.. إثيوبيا: لا تفاوض على ملء السد

ذات مصر

قال رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، اليوم الثلاثاء، إن ملء سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن مع مصر والسودان، مشيرًا إلى استعداد بلاده للتفاوض حول السد وتلبية المطالب المصرية بأقصى ما في وسعها.

وشدد في تصريحات وكالة الأنباء الإثيوبية، على "ضرورة إظهار القاهرة استعدادها لتلبية مطالب أديس أبابا"، مشيرًا إلى أن بلاده "مستعدة للاستماع إلى مطالب الشعب المصري وتلبيتها بأقصى ما في وسع إثيوبيا".

وأشار أحمد في رده على استفسارات من مجلس النواب الإثيوبي، إلى أن «المعلومات المتداولة بأن منسوب مياه السد العالي في مصر سينخفض ​​عند ملء سد النهضة ثبت أنها غير صحيحة»

المرحلة النهائية

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن الشهر الماضي قرب انتهاء المرحلة النهائية من تعبئة السد الضخم، الذي تعول عليه أديس أبابا في مجال توليد الكهرباء، بينما يثير قلق مصر لناحية حصتها المائية.

وتقدر موارد مصر المائية بحوالي 60 مليار متر مكعب سنويا من المياه منها 55 مليار متر مكعب تأتي من مياه نهر النيل، بالإضافة إلى كميات من مياه الأمطار، والمياه الجوفية العميقة غير المتجددة بالصحاري.

في المقابل يصل إجمالي الاحتياجات المائية لحوالي 114 مليار متر مكعب سنويا، ويتم تعويض هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والمياه الجوفية السطحية بالوادي والدلتا، فضلا عن استيراد منتجات غذائية من الخارج تقابل 34 مليار متر مكعب سنويا من المياه.

هل تشتري مصر المياه؟

إثيوبيا تعهدت سابقاً بعد أشهر طويلة من تعثر المفاوضات حول هذا الملف الشائك بين الدول الثلاث، بعدم إلحاق ضرر بالقاهرة والخرطوم، خلال ملء السد، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.

لكن القرارات الإثيوبية، وسير المفاوضات لا يدل على تبنيها موقفًا يضمن حق مصر والسودان في مياه النيل، ويشير حسب خبراء عدة، إلى أن السنوات المقبلة قد تشهد تعقيد أديس أبابا للموقف مع إتمام بناء وملء السد.

الخبراء أوضحوا أنه بعد انتهاء بناء السد والملء دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم لكل الدول سيجعل القاهرة والخرطوم تحت رحمة أديس أبابا، منوهين إلى أن لا بد من موقف جاد حتى لا تتعقد الأمور في المستقبل.

ويرى محللون أن الواقع الحالي يفرض على البلدين وضعًا مأساويًا في المستقبل خصوصًا في ظل التقارب الإثيوبي الإسرائيلي، مشددين على أن الدولتين قد تضطران إلى شراء المياه من أديس أبابا لتوفير احتياجاتهما منها.

وعود الرئيس

مصر في شتى المواقف على مدار أكثر من عقد، شددت على رفضها الكامل لسياسات إثيوبيا خلال التفاوض لتعلن قبل أشهر فشل المفاوضات نهائيًا، مع احتفاظها الكامل باتخاذ كل ما تراه مناسبًا للحفاظ على حقوقها التاريخية في مياه نهر النيل.

القاهرة استعانت بشتى المؤسسات الدولية والإقليمية، وكذلك الدول في الداخل الأفريقي، وكذلك القوى الكبرى، لكن كل تلك الخطوات الدبلوماسية لم تمكنها من الوصول إلى اتفاق قانوني لتعلن دراسة خطواتها المستقبلية.

الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، شدد في عديد المناسبات على أن عقيدة مصر قائمة على احترام الآخر، وأنها مستعدة لاتخاذ ما يلزم لحماية حقوقها ومكتسباتها التاريخية، مؤكدا ثقته التامة على قدرة المصريين على تحقيق الأهداف المنشودة لحماية بلادهم ومستقبلها.

حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء (30 مارس/آذار 2021) من المساس بحصة بلاده من المياه في تعليقه على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والذي تخشى القاهرة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل.

وقال السيسي: "نحن لا نهدد أحداً ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر (..) وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد"، مشيراً إلى أنه "لا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا (..) مياه مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر وسيكون رد فعلنا حال المساس بها أمر سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل"،

وأضاف السيسي: "أنا مبهددش حد (أنا لا أهدد أحداً) وعمرنا ما هددنا وحوارنا رشيد جدا ولكن لن يستطيع أحد سلب نقطة  مياه من مصر"، مشدداً على أن "التفاوض هو خيارنا الذي بدأنا به والعمل العدائي قبيح وله تأثيرات تمتد لسنوات طويلة لأن الشعوب لا تنسى ذلك".