رفح الفلسطينية .. مدينة على حافة كارثة الاجتياح البري الإسرائيلي

ذات مصر

تتواتر مؤخرًا تسريبات عدة تؤكد رغبة من الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح بري لمدينة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، تلك المدينة التي يزعم الاحتلال بأنها منطقة آمنة للنازحين من شمالي ووسط وجنوبي القطاع.

المدينة التي لم تسلم من قصف الاحتلال كغيرها من المدن في القطاع منذ بداية العدوان على غزة في طليعة أكتوبر من العام الماضي.

يبدو أن دورها في الاجتياح البري سيأتي قريبًا، بحسب رغبة كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد ما طال هذا الاجتياح مدن الشمال ومدينة غزة ومدينة خان يونس، منذ بداية الاجتياح البري لجيش الاحتلال في السابع والعشرين من أكتوبر من العام الماضي.

نتنياهو يأمر بالاستعداد للعملية في رفح

وقالت القناة 13 العبرية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري في رفح.

وذكرت القناة أنه لم يعلن نتنياهو بعدُ ملامح خطة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع مصر ولا مدّتها، إلا أن متخصصين في ملف الصراع يتوقعون أن تستمر العملية لمدة عام.

وأمس الجمعة، أمر نتنياهو الجيش بالتحضير لإخلاء رفح؛ تمهيدا لشنّ عملية عسكرية في المدينة التي يتكدّس فيها أكثر من مليون شخص من سكانها والنازحين إليها من شمال ووسط القطاع، قائلا في بيان صدر عن مكتبه بشأن هدفها: "لا يمكن تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حماس وترك 4 كتائب لحماس في رفح"، وفق البيان.

في السياق نفسه، أوعز نتنياهو لرئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بالاستعداد لشن اجتياح بري على رفح في غضون أسبوعين فقط وقبل بدء شهر رمضان القادم.

اختلاف أمريكي لأول مرة منذ بداية العدوان

وجاءت تلك الأنباء لخطط الاجتياح  في ظل عدم رغبة أمريكية بتنفيذ هذا الاجتياح، لأنه قد يؤثر بشكل كبير على المنطقة بأكملها وخاصة حينما تستمر هذه العملية خلال شهر رمضان، ومحذرة الاحتلال من هذا الأمر.

وأمس الجمعة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الرد الإسرائيلي في قطاع غزة تجاوز الحد، في اللقاء الذي قال فيه إنه ضغط على نتنياهو لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

مليون ونصف فلسطيني في المدينة

المدينة التي نزح إليها غالبية سكان القطاع جراء شراسة العدوان من الاحتلال على القطاع، ووجد أهالي القطاع في رفح ملاذًا شبه آمن من الاجتياح البري الذي ينفذه جيش الاحتلال في مدن الشمال والوسط والجزء الشمالي من المدن الجنوبية.

لكن القصف الجوي لم يتوقف يومًا واحدًا على المدينة كغيرها من المدن، مخلفًا وراءه شهداء وجرحي عدة، في المدينة الذي يقطنها حاليًا ما يقارب من مليون ونصف المليون نسمة في القطاع الذي يزيد سكانه عن مليوني فلسطيني، وفي المدينة التي كان سكانها فقط قبل بداية العدوان ما يقارب من 300 ألف إنسان.

يوم دامِ في المدينة

في السياق نفسه، شهدت المدينة، اليوم السبت عدة غارات وقصف جوي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، نتج عنه أكثر من 40 شهيدًا وعشرات الجرحى، في مؤشرات يقول البعض بأنها بداية للاجتياح المُقرر تنفيذه مُقبلًا، وفق بيانات سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

كما استشهد 3 من عناصر الشرطة الفلسطينية، جراء قصف إسرائيلي لسيارتهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ويرتفع بذلك عدد شهداء الشرطة إلى 9 خلال أقل من أسبوع.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن مدير مباحث رفح أحمد اليعقوبي استشهد مع نائبه أيمن الرنتيسي، ورئيس قسم مباحث التموين إبراهيم شتات، جراء قصف سيارتهم في حي تل السلطان بمدينة رفح.

رأي عائلات رفح

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام فلسطينية نقلًا عن عائلات ونازحين المدينة قولهم، إنهم لن يغادروا رفح تحت أي ظرف كان، وأنهم اتخذوا قرارًا بالموت في المدينة أو العودة لديارهم وبيوتهم منتصرين بعد توقف الحرب.

وأضافت العائلات أنه: لن نقبل بالعودة وترك أهل رفح الذين فتحوا لهم بيوتهم وقلوبهم وقاسموهم طعامهم وشرابهم وملبسهم، لذلك لن نتركهم وحدهم.

ودعت العائلات كل قوي العالم لوقف العدوان والحرب في أسرع وقت وإيقاف مجازر الاحتلال ومنع كارثة رفح، وطلبوا من مصر وقف هذا الأمر لأنه بدوره يدفع إلى التهجير للأراضي المصرية، مطالبين إياهم بالضغط على حكومتهم لإيقاف هذا الأمر.

كما تستمر المواجهة لقوات الاحتلال من فصائل المقاومة الفلسطينية في عدة مناطق من القطاع، وتتوالي إعلانات كتائب القسام وسرايا القدس وغيرها من الفصائل عن المواجهات مع قوات الاحتلال بالبيانات والمقاطع المصورة، فيما يظل الاحتلال يستهدف المدنيين العزّل في عدوانه الهمجي على سكان القطاع.

صحيفة أمريكية تنقل الوقف المصري

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن مصر أكد رفضت تحركات إسرائيل وأكدت أنه حال عبور موجة من الفلسطينيين الحدود مع غزة، أو إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي رفح، فسيتم تعليق اتفاق السلام مع تل أبيب، بحسب ما نقلت الصحيفة.

وحسب الصحيفة فإن المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ تل أبيب بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعليا معاهدة السلام التي أقرها الرئيس الأسبق أنور السادات عام  1979، وفقا لدبلوماسي غربي كبير في القاهرة.

وقال مسؤول غربي كبير آخر ومسؤولان أمريكي وإسرائيلي إن الرسالة كانت أكثر مباشرة، حيث هددت مصر بتعليق المعاهدة إذا دفع الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة إلى مصر.