الباحث بالشأن الليبي "علاء فاروق": زيارة "حميدتي" لطرابلس ورائها الإمارات وتحمل رسائل

ذات مصر

عقب الصحفي والباحث المتخصص في الشأن الليبي، علاء فاروق، في تصريحات خاصة لـ "ذات مصر" على زيارة قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إلى العاصة الليبية طرابلس.

وقال "فارق" أن الزيارة مفاجئة في هذا التوقيت، وتحمل دلالة من حيث التوقيت كونها جاءت بعد زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، والذي استقبله رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ثم بعد ذلك التقي رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة.

وأضاف أن اختيار حميدتي للدبيبة في أول لقاء يشير إلى وجود علاقة ما بينهما خاصة مع الحديث عن تواصل سابق ما بين الدبيبة وحميدتي في محاولة للتهدئة ومناقشة بعض الأمور التي لم يعلن عنها الطرفين.

وتابع، أن "الدبيبة" و"حميدتي" تواصلا عن طريق اتصال هاتفي ولكن لم يكشفا عن الخطوط والمحاور التي تحدثا فيها خلال هذا الاتصال، مشيرا إلى أنه في هذه الزيارة واكتفاء حميدتي بمقابلة الدبيبة يوحي بأن هناك علاقة ما بين هذا القيادي العسكري في السودان وبين توجه حكومة الدبيبة التي هي منفتحة أيضا بشكل ما على معسكر القوات المسلحة في الشرق الليبي.

وعقب قائلا، "هذا الأمر جاء وسط أنباء عن ما تسمى صفقة سلاح ما بين الدبيبة والبرهان في محاولة لضخ أموال بالعملة الأجنبية من قبل البرهان للدبيبة الذي يعيش في حالة حصار خانق الآن ما بين ما يفرضه عليه البرلمان ومصرف ليبيا المركزي، خاصة المخاطبات الأخيرة التي أكد فيها مصرف ليبيا المركزي أن حكومة الدبيبة يوجد فيها تجاوزات مالية وفساد مالي".

وأضاف، "هذه الزيارة قد تسبب بعض الإشكاليات وبعض الاحراج لحكومة الدبيبة مع الدولة المصرية، خاصة أن حميدتي شخص غير مقبول به في مصر، ومصر ترى أنها تتحفظ علي هذا الدور وربما تعارض قوات حميدت، واستقبال الدبيبة له يعيد دائرة الاحتقان بينه وبين مصر مرة أخرى للمشهد".

الإمارات وراء الزيارة

وتوقع "فاروق" أن تكون دولة الإمارات تقف وراء هذه الزيارة كونها تحاول أن تسبق قوات الدعم السريع التي تدعمها وتضفي عليها شرعية كون البرهان زار طرابلس، فإن ثم حميدتي كطرف آخر لابد أن يزور العاصمة الليبية وأنه لا يوجد عليه عزلة عربية أو إقليمية أو دولية.

واختتم الباحث المتخصص قائلا، "ربما أيضا الأمر يحمل أن هناك مبادرة يقودها المجلس الرئاسي الليبي لحل أزمة في السودان ولكن أعتقد من الصعب جدا نجاح هذه المبادرة كون الأطراف الليبية أطراف فاشلة في حل الأزمة الداخلية في بلادها فمن باب أولى أنها لن تستطيع حل أزمات الآخرين، لكن الزيارة تحمل عدة رسائل تكشفها الأيام القادمة".