أحمد عطا يكتب: البنود السرية لمشروع «لوزان مردخاي»

ذات مصر

بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت خمس سنوات، بدءًا من 2000 حتى 2005؛ حيث شهدت وقتها كثيرًا من المواجهات المسلحة، وكشفت عن أكذوبة الدبابة الإسرائيلية ميركافا، وغيرها من الأسلحة الإسرائيلية، صعَّدت إسرائيل وقتها كثيرًا من الأعمال العسكرية بينها وبين المقاومة الفلسطينية، ونتج عنها أن صار الطفل الفلسطيني محمد الدرة رمزًا للانتفاضة الثانية، حتى أسدل الستار عليها بقمة شرم الشيخ بين الرئيس ياسر عرفات، رحمة الله عليه، ورئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون. 

وقتها قامت الموساد بتقييم الانتفاضة الأولى والثانية إلى جانب ردود أفعال الشارع العربي تجاه الانتفاضة التي استمرت خمس سنوات. وكانت دراسة دقيقة ورفيعة المستوى تضمنت عدة محاور مختلفة، اشتغل عليها قادة سابقون في جيش الاحتلال، وقادة عسكريون أيضًا، إلى جانب عدد من الباحثين الذين يساهمون في صناعة القرار الاستراتيچي. 

وكانت جميع النتائج مرعبة، ولا تلبي طموحات دولة إسرائيل ومشروعها من النيل للفرات. فقرر شارون أن يشكل خلية عمل سرية برئاسة مائير عاميت، رئيس الموساد السابق، وهو من أخطر رؤساء الموساد عبر تاريخه. وبعد صياغة ودراسة متواصلة لفريق العمل في مدينة لوزان بسويسرا خرج مشروع لوزان مردخاي الذي تضمن مجموعة من البنود السرية، جميعها بدأت تطبق على أرض الواقع منذ طلعات الربيع الأمريكي في 2011، تحت اسم الربيع العربي.

ومن بين هذه البنود:

- تقسم العراق إلى ثلاث دويلات (سنية – شيعية – كردية) والأخيرة كردستان العراق تعد إحدى نقاط الارتكاز الجغرافية التابعة مباشرة لتل أبيب، في مقابل منح إيران دورًا أكبر في العراق، يتمثل في تمكين أحد أجنحتها الشيعية. 

– تصعيد التيارات الراديكالية المتشددة بالتنسيق مع الموساد، على أن يكون هذا التصعيد في أربع دول، هي: ليبيا واليمن والعراق وسوريا. ومنح تنظيم الإخوان دورًا سياسيًا متصاعدًا في عدد من الدول، على أن يكون هذا الدور تحت مراقبة أمريكية. 

– التنسيق بين الإعلام الأمريكي والإسرائيلي لدعم مفهوم الخلافة الإسلامية، ولمدة محدودة، وهي العملية التي أُطلق عليها «أسراب النحل القاتل».

- تصفية الأنظمة العربية لأربع دول، وهي: اليمن، وليبيا، وسوريا، والعراق. 

- تجهيز دولتي مصر وتونس لتنفذ خطة الإشعال الذاتي؛ لأنهم الأنسب في شمال أفريقيا. 

وكانت هذه البنود في 2007، وقد انطلقت شرارة الربيع العربي في 2011 في مصر وقبلها تونس، والغريبة أن رئيس الموساد مائير عاميت توفي في 2009، ولم يحضر تجسيد البنود السرية لعملية لوزان مردخاي في الواقع العربي، والتي نتج عنها ظهور داعش، وتدمير أربع دول عربية، في مقدمتهم سوريا واليمن. 

فشلت خطة الإشعال الذاتي في مصر وتونس بالإطاحة بتنظيم الإخوان في الدولتين. 

ويبقى أهم بند من البنود السرية، وهو تصفية الجيوش العربية التي أطلق عليها «الكتل الهوائية الساخنة». وهو المخطط الأهم والأشرس الذي يعقبه مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، والتي مخطط لها أن تدار من تل أبيب، في حالة تفجير «الكتل الهوائية»، إشارة إلى الجيوش العربية. 

أما إيران فما زال الرهان عليها ورقة يتم استخدامها في إطار المخطط (لوزان مردخاي) لهذا نجد أن إيران تعلم جيدًا أنه لا المسلمين السنة ولا الأمريكان يرغبون في صعود النفوذ الإيراني.

لهذا، لا يمكن توقع سيناريو سياسي متفق عليه بعد حرب طوفان الأقصى التي قسمت حكومة اليمين المتطرف بين مؤيد ومعارض لاستمرار الحرب.

في نفس الوقت، تبقي ورقة الرهائن هي الورقة الرابحة في يد حركة حماس، بعد أن فشلت المخابرات الأمريكية وأقمارها الصناعية في تحديد أماكن الرهائن الإسرائيليين، وهذا ربما يعصف بطموحات الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية القادمة، أي في نوفمبر من العام الجاري.