رجل المرشد ورئيس الظل.. حكاية سعيد جليلي المرشح الأبرز لرئاسة إيران

ذات مصر

بعد أيام قليلة من مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أغلقت إيران صفحة رئيسها السابق وبدأت رحلة البحث عن رئيس جديد في دولة السيطرة الكاملة فيها لمؤسسة المرشد ولا يعدو الرئيس عن كونه رجلا ثانيا أو ظلا وسكرتيرا لتنفيذ تعليمات المرشد.

وقبل أيام من فتح باب الترشح الرسمي في الانتخابات، أعلن سعيد جليلي، الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، أنه سيترشح لخوض انتخابات الرئاسة المبكرة التي ستُجرى يوم 28 يونيو حزيران بحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء، ليصبح بذلك أول المتقدمين للمنافسة على المنصب.

وسيفتح الباب لتسجيل أسماء المرشحين الرئاسيين في الفترة من 30 مايو إلى 3 يونيو على أن تكون الحملات الانتخابية من 12 إلى 27 يونيو.

ومن المعروف أن جليلي هو مرشح شبه دائم في الانتخابات الرئاسية حيث سبق له خوض الانتخابات عام 2013، كما ترشح في 2020 قبل أن ينسحب لصالح رئيسي.

وتصف تقارير سعيد جليلي، بأنه أحد المقربين من المرشد الإيراني فهو ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، كما عين من قبل المرشد في مجلس تشخيص مصلحة النظام كما أنه دبلوماسي وعضو حالي في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع للمرشد علي خامنئي.

من هو سعيد جليلي؟

ولد سعيد جليلي الذي يصنفه البعض كأحد رجال المرشد المقربين والمحسوب على التيار المتشدد داخل إيران في مدينة مشهد بشمال شرق إيران في 9 سبتمبر من عام 1965 وهي ذات المدينة التي خرج منها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

ودرس جليلي في جامعة إيران للعلوم والتقنية في طهران ثم حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الإمام صادق ويتقن اللغتين العربية والإنجليزية.

كان جليلي مقاتلًا خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفقد خُمسًا من ساقيه في عملية يطلق عليها الحرس الثوري "كربلاء الخامسة"، والتي كانت عام 1986.

وفي عام 1986 تولى مسؤولية قيادة اللواء 21 في الحرس الثوري أو ما يعرف بـ (لواء الإمام الرضا في خراسان)، وأصيب في عملية كربلاء وفقد ساقه اليمنى ولهذا السبب يلقبه أنصاره بالشهيد الحي.

بعد ثلاث سنوات من إصابته في الحرب وبالتحديد عام 1989، التحق جليلي بوزارة الخارجية الإيرانية، حيث عينه الرئيس هاشمي رفسنجاني في الفترة ما بين 1989-1997 ملحقا دبلوماسيا في أميركا الشمالية وهو في الـ24 من العمر.

كما تولى دائرة شؤون أوروبا وأمريكا بوزارة الخارجية ثم رئاسة دائرة التفتيش بالوزارة نفسها، وبعدها عمل في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، مديرا لدائرة التفتيش في الفترة ما بين 2001-2005.

وفي الفترة من 2007 إلى 2013، كان مسؤولاً عن المفاوضات النووية الإيرانية وذلك بالتزامن مع تعيينه كممثل للمرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي.

ويعتبر جليلي من أبرز مناهضي الاتفاق النووي الذي وقعته حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني مع القوى الدولية عام 2015.

في 12 سبتمبر 2013، عين عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام من قبل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي الخامنئي.

جليلي والانتخابات

وفي انتخابات 2013، كان سعيد جليلي مرشح جبهة الصمود في الانتخابات الرئاسية وحصل على المركز الثالث وحصد أكثر من 4 ملايين صوت في الانتخابات التي فاز بها حسن روحاني.

في عام 2021، ترشح جليلي مرة أخرى للانتخابات الرئاسية، لكنه انسحب لصالح إبراهيم رئيسي. وكان لهذا الانسحاب أيضًا حصة في حكومة رئيسي التي تضم عددا ليس بقليل من المحسوبين على جليلي ربما أبرزهم محسن منصوري، أحد مساعدي الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي.

وكانت صحيفة «مردم سالاري» الإصلاحية قد وصفت سعيد جليلي في وقت سابق بأنه رئيس الظل.