«اتحاد الأدباء والكتاب العرب» يدين اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر

ذات مصر

أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، اليوم الخميس بيانًا أدانوا فيه بأشد العبارات اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقائد في «حزب الله» اللبناني فؤاد شكر في بيروت.

وأوضح البيان أنه بقلوب مليئة بالغضب، وبأشد ألفاظ الإدانة يرفض الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب العمل الإسرائيلي الجبان الذي قام به الكيان الغاصب، وأدى إلى استشهاد رئيس المكتب التنفيذي لحركة حماس، صاحب شعار "لن نعترف بإسرائيل" الشهيد "إسماعيل هنية" في طهران، وذلك بعد استشهاد أخته، وستة من أحفاده، وثلاثة من أبنائه، وحارسه الشخصي، في جريمة نكراء جديدة، تضاف إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي البربري المتواصلة تحت سمع العالم وبصره، وذلك  بعد ساعات قليلة من اغتيال الشهيد "فؤاد شكر" في بيروت، استمرارًا لجرائم حرب لم يتوقف عن ارتكابها أحد أحطّ الجيوش التي عرفتها البشرية في تاريخها، وبإدارة نظام عنصري يُعدُّ أحطّ الأنظمة الفاشية في التاريخ المعاصر.

وأشار البيان إلى أنه إذا كان النظام الفاشي بقيادة نتنياهو قد قام بهذه الجرائم السياسية للمحافظة على وجوده، حتى لو كان ثمن ذلك عشرات الآلاف من الشهداء من أبناء شعوبنا، فضلاً عن تهديد أمن المنطقة والشرق الأوسط كله، مهدرًا كل الفرص التي حاولت مصر وعدد من الدول العربية توفيرها، فإنه قد بات واضحًا السبب الحقيقي من تأجيل مفاوضات الأسرى، ووقف الحرب على غزة، وهو إتاحة الوقت اللازم لقيامه بهذه الاغتيالات، وما قد يترتب عليها أو يأتي بعدها! ونراها دعوة صريحة للحرب يطلقها عمليًّا الكيان الصهيوني بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية لفرض إرادته بالقوة، والاعتداء الاستراتيجي الشامل على لبنان وسوريا واليمن وإيران.

وأكد البيان أن هذا الكيان العنصري يعطي رسالة للعالم مفادها أن فساده نصًّا وسلوكًا، وخرقه لمبادئ القانون الدولي، بدءًا من حروب الإبادة، وقتل الأطفال والنساء، والعقاب الجماعي، وهدم المنازل والمدن والمدارس والمتاحف والمستشفيات ودور العبادة الإسلامية والمسيحية، والاعتداء على المدنيين، لم يكن له القدرة على القيام به إلا من خلال الحماية الكاملة من الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها، وبمباركتهم، وبدعمهم المادي و"اللوجستي" والتخابري المطلق، وهذا ليس ببعيد عمّا جاء في خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي من دعوته إلى تدشين حلف عسكري في المنطقة، وفي تأكيده العملي عبر اعتداءاته على الدول المجاورة بأن أمنه يمر بأمن العواصم العربية كلها. أما التصريح الأمريكي بالدفاع عن الكيان الصهيوني في حال تعرضه للردّ من لبنان أو إيران، فتصريح فاضح يعلن أنّ الولايات المتحدة الأمريكية طرفٌ مباشرٌ ومنحازٌ في الاعتداء الصهيوني على غزة، وأنها لم تعد مؤهلة على أي مستوى للقيام بأي إسهام عادل وفاعل في قضية فلسطين. وسيظل الوضع على ما هو عليه إذا ظلت حالة عدم الاكتراث سائدةً لدى الدول الداعمة للكيان الصهيوني..

وتابع أن هذه العربدة الإسرائيلية تحتم الدعوة الحقيقة الملحة إلى توحيد الفصائل الفلسطينية كلها على قلب رجل واحد، وتحت قيادة واحدة، وأن القيام الفوري بذلك أصبح ضرورة "وجود" تاريخية لا غنى عنها، ذلك لأن المعركة ليست مع حماس والمقاومة وحدها، ولكنها مع الشعب الفلسطيني كله، كما أن المعركة ليست مع الشعب الفلسطيني فحسب، ولكنها مع الشعوب العربية كافة.

من جانبه، قال الشاعر والمفكر علاء عبد الهادي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، أن المعركة لم تكن يومًا بين إسرائيل وحماس، ولكنها بين مقاومة تدافع عن أرضها وفوقها، واحتلال عنصري بغيض، وهذه مسألة جوهرية في فهم الصراع، وأن الكيان الصهيوني قد فشل في القضاء على حماس، ولكنه نجح في تأسيس أجيال جديدة من المقاومة الحقيقة على المستويات كافة، وأهمها المستوى الثقافي، فلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا، أجيال لن تتوقف حتى تقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأن الكيان الصهيوني قد هُزمَ سياسيًّا بعد حرب السابع من أكتوبر، وذلك مع السقوط المدوي لأسطورة التفوق الإسرائيلي، هذا مع استمرار تهاوي المرويات والسرديات الإسرائيلية على المستوى الدولي -الشعبي بخاصة- في سابقة هي الأولى على مرّ تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى محاصرة مشروعات التطبيع المجانية في المنطقة، وإسقاط ادعاءاتها كافة، بفضح هذا الكيان الغاصب وممارساته الفاشية، وهذه ثمرة عزيزة من ثمار المقاومة.