«ممنوع مرور الطلبة».. اتهامات وتحقيقات بلا جدوى خلف أسوار «هندسة المنوفية»

ذات مصر

إعلان صادم على جدران كلية الهندسة بجامعة المنوفية، أثار حالة شديدة من الجدل والغضب، أعقبته تحركات وإعلان عن تحقيق داخل المكاتب المغلقة بالحرم الجامعي، قبل أن يتصاعد الموقف ويصل إلى البرلمان، لتسود حالة من الغليان بين أوساط أساتذة الجامعة، تقطع موجة الانتقادات الحادة، بصوت مضاد يدافع عن صاحب اللافتة التي فجرت موجة الهجوم، يكشف مفاجآت عما يدور داخل الغرف المغلقة.

أحدث المفاجآت المدوية فجرتها مصادر خاصة داخل جامعة المنوفية، بشأن لافتة منع مرور الطلاب أمام مكتب رئيس قسم القوى الميكانيكية بكلية الهندسة بجامعة المنوفية، الدكتور إسماعيل صقر، الذي هدد خلالها الطلبة بالتعرض للمساءلة القانونية، حال اختراق تعليماته، إذ كشفت المصادر أن كل ما يتردد عن إدانة الدكتور الجامعي، بعد إحالة الواقعة بالكامل للتحقيق «غير صحيح»، رغم تصعيدها لمجلس النواب.

الدكتور لن يعاقب

تؤكد المصادر أن التحقيق في الواقعة لن يضع صقر تحت طائلة القوانين الجامعية، مبررة بأن من حقه أداء عمله في أجواء هادئة، خصوصاً أن موقع مكتبه محاط بكثير من الطلبة، لافتة إلى أن التحقيق مصيره الحفظ.

وتحدث الدكتور هشام البدري، أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة المنوفية، عن معاناة يتعرض لها أساتذة الجامعات، موضحا خلال تعليقه على الواقعة: «بالنسبة لي كان من أهم ملاحظاتي على تصميم المبنى الإداري المستقل لحقوق المنوفية، عند استكماله، أنه لم يراعِ خصوصية العمل الأكاديمي، فقد وضع مكاتب الأساتذة في صف، تواجهه قاعات متوسطة للدراسة في الصف المواجه، في كل الطوابق».

اتهامات للطلاب بالانفلات الأخلاقي والسلوكي

وأضاف البدري: «لم يتوفر للأساتذة جو هادئ للعمل، وأصبحت الطرقات مكاناً لهزار الطلاب وضجيجهم الشديد، مع انفلات أخلاقي وسلوكي ولفظي مفرط نعرفه جميعاً»، متابعا: «لذلك أتصور أن ما كتبه الزميل في المنشور المرفق كان ناشئاً عن هذه المشكلة».

يشار إلى أن البدري، كان قد أحيل للتحقيق في جامعة المنوفية، عام 2019، بعد تقدم عدد من أساتذة كلية الحقوق بالجامعة، بشكوى ضده، متهمين إياه بالتعدي عليهم بالسب والقذف عبر «فيسبوك»، بعد توجيه اتهامات لهم بالسماح بـ«الواسطة» داخل الكلية، لكنه لم يمتثل للتحقيق، وقرر رئيس الجامعة عرض أمره على مجلس التأديب حينها.

مجلس النواب يدخل على الخط

وكان  النائب كريم طلعت السادات، عضو مجلس النواب عن محافظة المنوفية، قد أعلن تقدمه بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، موجها إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بشأن منع طلاب قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة بشبين الكوم، من المرور من أمام مكتب رئيس القسم.

وأوضح السادات في طلب الإحاطة أن التصرف المشار إليه لا يليق بأستاذ جامعي، بمثابة قدوة لطلابه، مطالبا بضرورة توضيح ملابسات هذا المنشور، والكشف عن مدى حقيقته، متسائلا: «لماذا يقوم مربي الأجيال بهذا التصرف داخل الحرم الجامعي؟ وما الذي يقوم به الطلاب يجعلهم عرضة للمساءلة القانونية، إذا مروا من أمام مكتب رئيس القسم؟».