«الجمعيات».. من حيلة آمنة للإدخار إلى «كابوس» بسبب تراجع الجنيه

«الجمعيات الشهرية » دائما ما كانت الحيلة الآمنة لدى قطاع عريض من المصريين، لمواجهة الأزمات ولتدبير شئون البيت من زواج الأبناء، وسداد الديون، أو حتى شراء بعض الأشياء التي يحتاجها المواطن ولا يستطيع شرائها من راتبه الشهري.

ومع الأرتفاع الكبير في الأسعار، في النصف الثاني من 2022 والربع الأول من 2023، وتخفيض قيمة الجنية خلال الآونة الأخير أصبحت هذه الجمعيات تشكل عبئا كبيرًا على المصريين، فقد تحولت من وسيلة آمنة لمواجهة غلاء المعيشة إلى  «كابوس» من ناحية انخفاض القيمة المادية للنقود، فبعد أن كانت هي الوسيلة الأبرز لدى الأهالي لتجهيز عروس، أو لتأمين بند مصروفات قادم ملقى على عاتق الأسرة أصبحت تشكل عبئا  على الكثيرين فعند الحصول عليها يصعب على مالكها اشتراء ما كان يخطط له بسبب الأرتفاع الكبير في الأسعار.

في هذا التقرير يرصد «ذات مصر» التأثير البالغ على هذه الجمعيات نتجية معدل الزيادة في أسعار السلع الأساسية أو الكمالية المنزلية اللازمة لتجهيز عروس، وكيف تحولت الجمعيات إلى خطر كبير يواجه أصحابها بعد أن كانت حيلة المصريين للإدخار ولمواجهة الأزمات.

انخفاض معدل مقاومة الجمعيات للغلاء مع زيادة معدل التضخم

وبرصد أسعار أكثر الوجبات المصرية بساطة وتداولاً في كثير من البيوت المصرية في السنين الأخيرة وهي وجبة «المكرونة والفراخ»، التي ظلت تمثل أرخص أنواع البروتين المتاح للمصريين لفترات طويلة ، فنجد أنها ارتفعت بشكل دوري فقد  سجل سعر كيلو الفراخ البيضاء فى مطلع الربع الثالث من عام 2022 شهر يوليو حوالي 35 جنيه للمستهك، فى محلات بيع الدواجن، بينما سجلت في منتصف الربع الأخير من العام السابق فى فبراير حوالي 42 جنيها للكيلو، وقد تضاعفت أسعارها لتصل فى مع بداية الشهر الأخير في الربع الأول للعام الحالي إلي حوالي 80 جنيها للمستهلك ، أي بزيادة قدرها 100 % عن أسعارها في مطلع منتصف العام السابق.

ووصل سعر كيلو المكرونة حوالى 15 جنيه في مطلع النصف الأول من العام السابق، وواصل الأرتفاع بمنتصف النصف الأخير من العام السابق ليصل إلى حوالى 18 جنيهاً للكيلو، وزاد سعر الكيلو مع بداية الشهر الأخير للربع الأول للعام الحالي ليسجل حوالي 20 جنيهاً.

كما تشير معدلات ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي تم رصدها إلى وجود معدل تضخم يصل إلى 100% تقريباً، إلى وجود انخفاض العائد المادي للمشترك في نهاية الجمعية بمعدل 100% تقريباً.

التضخم في أسعار الأجهزة المنزلية

 كما رصدنا معدل التضخم في أسعار الأجهزة المنزلية ذات الأهمية لأى عروس يتم تجهيزها وهما الثلاجة والبوتجاز والغسالة، وحاولنا قياس مدى الأرتفاع في أسعار هذه السلع التي تمثل ركيزة أساسية فى نمط حياة المصريين المعيشي، لمعرفة مدى الضرر الذي يقع على المشاركين في هذه الجمعيات نتيجة دفعهم لأموال تستطيع شراء سلع بقيمة أكبر من الأموال التى يحصلون عليها، والتي لا يستطيعون الحصول علي نفس السلع بها نتيجة الغلاء.

وبخصوص أسعار الأجهزة المنزلية الأساسية أكد أشرف هلال رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية في القاهرة "مسؤول حكومي" في 7 فبراير الماضي، وجود زيادة بشأن السلع المنزلية تصل إلي 23 % في أسعارها نتيجة التعويم الأخير للجنيه ، موضحَا أن ذلك  نتيجة ارتفاع سعر الدولار، وزيادة سعر الفائدة، وتأخر خروج مستلزمات الإنتاج من الموانئ.

 وأضاف هلال في تصريحاته أن السوق يعاني حالة ركود كبيرة بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلكين، الذين أصبحوا يشترون الأجهزة الضرورية فقط، كما أن طرح الشهادات البنكية مرتفعة العائد، أثر بشكل سلبى على المبيعات.

وتشير معدلات الزيادة في أسعار الأجهزة المنزلية بمعدل تضخم يصل إلي الربع وفقاً لتصريحات " رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية" إلى وجود انخفاض في قيمة قسم الجمعية بمعدل الربع في هذا الملف.