جِراح الأطباء في مصر تواصل النزيف.. من ينقذ ملائكة الرحمة؟

أرشيفية
أرشيفية

يؤدي الأطباء في مصر مهمة مقدسة لإنقاذ حياة المواطنين، فهم ملائكة الرحمة الذين يعملون ليل نهار لخدمة البشرية في ظل أوضاع صعبة للغاية من انخفاض أجورهم، بالمقارنة مع بلاد العالم، وكذلك نقص العديد من الإمكانيات والمعدات الطبية التي يحتاجون إليها من أجل مواصلة مسيرتهم .

 

ويتعرض الأطباء في مصر للإعتداءات المتكررة في المستشفيات من جانب بعض المواطنين الذين يحملون الطبيب كل شىء من نقص في الأجهزة أو لقلة عددهم ، على الرغم من كونه لا ذنب له ويعمل بكل ما يستطيع من قوة كي ينقذ حياة المرضى، وفي أكثر من مرة يتعرض الطبيب للهجوم  والضرب المبرح في كافة المحافظات المصرية.

المئات من الأطباء قدموا أرواحهم لمواجهة فيروس كورونا 

 

وخلال أزمة كورونا ، دفع المئات من الأطباء حياتهم فداء للوطن منذ بداية الجائحة بمصر في شهر مارس عام 2020 ، وكان الجيش الأبيض على قدر المسؤولية، وأنقذ البلاد من هذا الوباء اللعين الذي حصد أرواح الملايين على مستوى العالم، وتمكنت مصر بفضل الله وهؤلاء الأبطال من مرور هذه الأزمة العصيبة.

طبيب ينشر صور له من دخل غرفة العمليات  

 

وعبر طبيب كبير في إحدى المستشفيات  التابعة لوزارة الصحة عن أسفه لما وصل إليها حال الأطباء في مصر وعدم اهتمام وزارة الصحة بأبنائها .

 

ونشر الطبيب على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك » صورا له من داخل غرفة عمليات وكتب عليها «ضريبة المهنة».

 

 

 

 

رواتب الأطباء ضعيفة للغاية

 

يحصل الطبيب المصري على أجور متدنية للغاية بالمقارنة ببقية دول العالم، الأمر الذي ادى إلى هجرة عدد كبير جدًا من الأطباء إلى الخارج وهو ما أثر على المنظومة الصحية في مصر، فعلى سبيل المثال فإن الطبيب المقيم في صربيا يتقاضى 600 يورو شهريًا ما يعادل 12 الف جنيه مصر.

 

كما يتقاضى الجراح في الصومال 5000 دولار شهريًا ما يعادل 91 الف جنيه مصري، وفي السويد الطبيب الممارس العام يتقاضى شهريًا 1600 دولار ما يعادل 30 الف جنيه مصري.

وعود متكررة من الحكومة بتحسين أوضاع الأطباء 

 

على مدار الأعوام الماضية وعدت الحكومة بتحسين أوضاع الأطباء في مصر للحد من هجرتهم ، إلا أن إحصائيات الواقع تؤكد استمرار عزوف الأطباء عن العمل داخل مصر نيجة أوضاعهم السيئة المستمرة.

تشكيل لدراسة تحسين أحوال الأطباء

 

وفي تدخل جديد للحكومة للتعامل مع هذه الأزمة أصدر الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، قرارا بتشكيل لجنة برئاسته، لدراسة تحسين أحوال الأطباء، على أن ترفع توصياتها لرئيس مجلس الوزراء، خلال 3 أشهر من تاريخ تشكيلها.

 

وتتولى اللجنة المشار إليها، وضع تصور للمعوقات التي تواجه عمل الأطباء، كما تضع تصورا للحلول الممكنة والمناسبة لمواجهة ذلك.

 

وقال الوزير إن اللجنة تضم الرئيس التنفيذي للقاح المصري، ورئيس لجنة الصحة في البرلمان، ووزراء سابقين؛ لأنهم سيكونوا الأقدر على معرفة متطلبات الأطباء، والعمل عليها.

 

الحكومة الآن أمام اختبار حقيقي لتحسين أحوال الأطباء على كافة المستويات، فإستمرار هجرتهم إلى خارج ينذر بكارثة وخيمة على حياة الملايين من الشعب المصري، فبدون الصحة لايوجد تنمية أو تقدم حقيقي، فهي مفاح الإنجاز وعمارة الأرض.