الذهب «فلت عياره» محلياً.. و«دولار السوق السودا» يتحكم فى السعر

ذهب
ذهب

كشفت الارتفاعات المتتالية للمشغولات الذهبية فى مصر، عن تسعير عدد كبير من تجار الصاغة سعر الجرام وفقا لدولار السوق السوداء الذي  يتجاوز الـ37 جنيها، بالرغم من  تسجيل سعره فى البنوك 30.85 جنيه، ليفلت عياره فى السوق المحلية، حيث يكسب الجرام الواحد بالمقارنة ببيعه بدولة الإمارات على سبيل المثال أكثر من  500 جنيه.

وسجل سعر الجرام 24 أو البندقي الذي يفضله الأثرياء من أبناء الطبقات الراقية محليا قيمة 2366 جنيها، فيما سجل سعر الجرام  21 أو البلدي صاحب الشعبية الكبيرة بين جمهور المستهلكين  نحو 2070جنيه.

وبلغ سعر جرام 18 أو الأفرنجي الذى يتمتع ببريق رائع نحو 1774 جنيه. وهذه الأسعار دون قيمة المصنعية.

الذهب في الإمارات أرخص من مصر 

وفى دولة الإمارات يباع جرام الذهب عيار24 بسعر 246.75 درهم، ويسجل عيار21:  216 درهما، فيما بلغ سعر جرام  18 نحو 185 درهما. 

ويتم بيع الذهب فى السوق العالمية بسعر 63.93 دولار لعيار 24، ويبلغ سعر جرام 21 قيمة 55.93 دولار، بينما سجل جرام الذهب عيار 18بسعر 47.94 دولار.

ارتفاع أسعار الذهب جراء الأزمة المصرفية 

واللافت أن أسعار الذهب عادت للارتفاع من جديد، أمس الجمعة، مدعومة بالذي حصل عليه المعدن الأصفر جراء  الأزمة المصرفية التي ما زالت تطل برأسها من حين لآخر، حيث تسببت في حالة من عدم اليقين بالأسواق مما حفز المستثمرين نحو اللجوء للمعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا وقت الأزمات.

ولم تفلح حزمة الإنقاذ المقدمة لبنك «كريدي سويس» التي أعلنها الرئيس الأمريكى جو بايدن،  حيث هناك قلق لدى المستثمرين من  القدرة على حماية البنك من الانهيار.

كما أن أسهم المصارف الأمريكية الإقليمية عادت للهبوط رغم حزمة الإنقاذ بـ 30 مليار دولار التي قدمها أكبر 11 بنك في الولايات المتحدة لفيرست ريبابليك.

تراجع معدلات الشراء في مصر 

ولكن هناك أسباب عالمية قوية لارتفاع الذهب، بخلاف ارتفاعات السوق المحلية التي وصفت بغير المبررة،  الأمر الذي أدى إلى تراجع معدلات الإقبال على الشراء وانخفاض حجم المبيعات.

يأتي ذلك بالرغم من ثبات الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية خلال هذه اللحظات، بالتزامن مع عودة السوق السوداء للمشهد من جديد، لتتسع الفجوة من جديد بين السعر الرسمي والسعر الموازي، حيث قفز الدولار صوب مستويات الـ 36 جنيه بالسوق السوداء.

أسباب تراجع الإقبال على المعدن الأصفر في مصر

وحسب نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب والمجوهرات السابق بالاتحاد العام للغرف التجارية، فإن الإقبال على الذهب انخفض بشدة لعدة عوامل، من أهمها تردي الأوضاع الاقتصادية لدى الأسر المصرية، فهنا ك إرهاق كبير لميزانيتها من تعاقب المواسم وزيادة معدلات الإنفاق على الدروس الخصوصية والطعام.

وأوضح نجيب  أن عددا كبيرا من الزبائن استغل الزيادة التى شهدها المعدن النفيس خلال الفترة الماضية لبيع ما لديهم من مشغولات ومصوغات؛ خصوصا أن الفارق كبير فى السعر، ويصل إلى أكثر من 500 جنيه فى الجرام الواحد، بالمقارنة بعدد كبير من الدول العربية.

وأوضح أن أسعار الذهب في مصر مرتبطة بالبورصات العالمية، وأي تأثير في الأسعار العالمية يكون له تأثير على الأسعار بمصر.

أسعار الذهب ستستمر في الارتفاع خلال الفترة المقبلة

وتابع  بأن أسعار الذهب ستستمر في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، مثلما حدث خلال الـ3 سنوات الماضية، وأن لا أحد يتوقع أن الذهب سينخفض قريبا، ومهما انخفض فلن يوازي هذه الارتفاعات.

لا ينصح بالشراء أو البيع الآن 

ونصح  سكرتير شعبة الذهب المواطنين بعدم الشراء لارتفاع الأسعار، وعدم البيع حاليا، نظرا لحدوث ارتفاعات جديدة مرتقبة.

من جهته قال رفيق العباسي، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية السابق، في تصريح خاص لـ«ذات مصر»، إن سعر الذهب الخام ارتفع عالميا عدة مرات، حتى أصبحت أسعار المعدن الأصفر مرتفعة للغاية بالنسبة للمستهلك، الذي يعاني انخفاض مستوى الدخل وارتفاع الأسعار، فترتب على ذلك انخفاض معدل الإنفاق، فانصرفت أنظار المواطنين عن شرائه، رغم أنه كان سلعة مهمة لدى المواطنين وكانوا يستخدمونه مخزنا للقيمة.

إغلاق كثير من الورش 

وأشار إلى أن أخطر المشاكل هي ارتفاع أسعاره رغم الركود الحاد، وهو ما أدى إلى إغلاق كثير من الورش، ولجوء عدد منهم الى أنشطة تجارية أخرى، مؤكدا أن الذهب سلعة استراتيحية تتأثر بالسياسة والاقتصاد.