تجار ومنتجون يرصدون مصير الأسعار خلال الأسبوع الأول من رمضان.. الزيادات مستمرة

ذات مصر

كشف تجار المواد والسلع الغذائية، أن شهر رمضان 2023 يشهد أعلى معدل ارتفاع في الأسعار وحدوث ممارسات وحجب وتخزين للسلع انتظارًا لخفض قيمة الجنيه خلال الفترة المقبلة، وهو ما يهم قطاع عدد كبير من الأسر المصرية، حيث أن أي زيادة تشكل ضغطا جديدا عليها في مثل هذه الأوقات الموسمية والتي يكثر فيها الطلب.

 الارتفاعات المتتالية في الدولار والتخوفات من التعويم القادم أربك الأسواق وكشف عن مصير الأسعار في الأسبوع الأول من رمضان للسلع والمواد الغذائية، ويقول حازم المنوفي رئيس شعبة المواد الغذائية بالإسكندرية، إن الزيادات مستمرة في الأسعار حتى الأسبوع الأول من شهر رمضان.

وأضاف لـ«ذات مصر»، أن أسعار الأرز سجلت ارتفاعًا في الأسواق المصرية، مسجلة من 26 إلى 30 جنيهًا بعد زيادة سعر الطن لمستوى يتراوح بين 26 ألفًا وحتى 30 ألفًا.

ويقول النائب مجدي الوليلي عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، إن الزيادة في الأسعار مستمرة، وأنه يجب مواجهة الموضوع بمنطقية، مكملًا: «السلع التي يتم طرحها من فول وعدس حاليًا هي بضائع تحملت أعباء إضافية من غرامات وأرضيات في الجمارك».

يشار إلى أن سعر كيلو الفول سجل 30 جنيهًا بدلا من 24 جنيهًا، والعدس البلدي وصل إلى 49 جنيهًا بدلًا من 39 جنيهًا خلال الأيام الماضية.

وأضاف الوليلي أن احتياجات السوق المحلية من الفول يتم استيرادها بنسبة 97%، والعدس كذلك بنسبة 85%، منوهًا بأنه يجب الاتفاق على إيجاد حلول منطقية لأن هناك زيادة في الأسعار حتمية، وتلك الزيادات مرتبطة بالدولار.

 

وقال الوليلي إن الإفراجات الجمركية مازالت بطيئة، ومازال سعر الذرة الصفراء مرتفع مما يؤثر على الألبان والأجبان والبيض والفراخ، مضيفًا: «مش بحب أذوق الأمور، يجب تغيير ثقافة الاستهلاك».

وأضاف الوليلي: «مفيش حلول سريعة ويجب وضع في الاعتبار أن هناك مشكلة في تدبير العملة وبالتالي البضائع تتأخر ويجب تنظيم الأمور ووضع ضوابط لخروج البضائع لعدم ارتفاع سعرها بنسبة 50% نتيجة الغرامات».

وفي السياق كشف تجار بشعبة الحاصلات الزراعية بالغرف التجارية التقتهم "ذات مصر"، عن حدوث أزمة في أسواق الفول والعدس على غرار أزمة الأرز طالما تتجاهل الحكومة عمل مشروع قومي من أجل رفع إنتاج محصول ا لفول على وجه الخصوص.

وقال التجار الذين التقت بهم "ذات مصر ": "هناك اضطراب شديد في الوقت الراهن من ارتفاع الأسعار العالمية للمنتجات الغذائية خاصة الفول والعدس والأرز والقمح الذي أدى إلى ارتفاع تلك الأسعار بالسوق المحلي".

وأشاروا إلى وجود فئة من المضاربين الذين يقومون بتخزين كميات كبيرة من المحاصيل لتعطيش السوق يمنعون تحفيض الأسعار إلى معدلاتها الطبيعية، مطالبين الأجهزة الرقابية بتفتيش المخازن الحبوب المغلقة خاصة المنتشرة في القرى بغرض محاربة المحتكرين الذين لا يملكون سجلات أو بطاقات ضريبية مما يسئ الى سمعة التاجر المنتظم.

وأكدوا أن مصر من أكبر مستهلكي الفول في العالم مما يستلزم زيادة إنتاجيته وتعديل السياسات الزراعية وزيادة رقعة المساحات المزروعة من البقوليات، مشيرين إلى وجود مؤشرات لارتفاع آخر إذا حدث تعويم جديد خلال شهر رمضان.

من جهته، قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية في القاهرة، إن أسعار الدواجن البيضاء يتوقع ارتفاعها الأسبوع الأول من رمضان بسبب زيادة الإقبال على الشراء، قبل أن يعود حجم الطلب إلى وضعه الطبيعي بعد ذلك.

وأوضح رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية في القاهرة، أنه يجب أن تكون هناك رقابة صارمة على منافذ بيع الدجاج المستورد، لمنع بيعه داخل محال الطيور الحية، على أنه طازج.

وفيما يتعلق باللحوم المستوردة، أشار أحمد صقر نائب رئيس غرفة الإسكندرية إلى استيراد 120 ألف طن دواجن، مبينًا أن هناك مشاكل كبيرة في هذه الصناعة عدم توفر العلف وغلو أسعاره والأدوية البيطرية وعدم الأخذ بسياسة الاقتصاد التعاوني وهو دمج الشركات الصغيرة في شركات كبري لآن الشركات الكبري تستطيع تحسين الجودة.

وتابع: «الأمر يستوجب إعادة النظر في هذ القطاع لأننا مقبلين على ارتفاعات في أسعار اللحوم الحمراء لإن الصين لديها عجز 8 ملايين طن يجب استيرادهم، بالإضافة إلى أن صناعه الدواجن هي أفضل استثمار حتى 2050.

من جهته، كشف فتحي كامل عضو غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، أن "مصر تستورد لبن بودرة مجفف بقيمة تتراوح ما بين 500 مليون دولار إلى مليار دولار بشكل سنوي، بالإضافة إلى الى الأعلاف وار تفاع الدولار وصعوبة تدبيره ما يمثل مشكلة لهذه الصناعة، التي يمثل نسبة المكون المستورد منها نحو 90%. 

يذكر أن حجم إنتاج اللبن في مصر حالياً يقدر بـ5 ملايين طن سنويًا، منها مليون طن تنتجه المزارع الكبرى وتورده لمصانع الألبان، وهنا لا مشكلة في ذلك، أما المشكلة فتكمن فيما ينتجه المربون الصغار والمقدرة بـ4 ملايين طن، والتي تجد صعوبة في تصريفه

وقال إن صناعة الألبان تشهد تحديات ومشكلات وهناك تخوفات شديدة من العام الجاري 2023، مشددا على أن استعدادات المصانع لشهر رمضان لازالت غائبة حتى الآن وذلك لأول مرة.

وأكد أنهم يواجهون مشكلة كبري أيضا في مواد التعبئة والتغليف، وأنها لا يتم التعامل معها بنفس مستوي الخامات المتعلقة بالغذاء رغم أهميتها للصناعة حيث يعبأ اللبن في عبوات كرتونية مستوردة وكذلك الجبن باختلاف أنواعها.

وشدد على أنه يجب علي الدولة أن تضع في اعتبارها أن مواد التعبئة والتغليف الخاصة بالمنتجات الغذائية في نفس مستوي الخامات، وأن يتم منحها أولوية في الإفراج وإلا سيتوقف السوق عن إنتاج الجبن والعصائر واللبن المعقم.