الانقسام السياسي يضرب إسرائيل ومخاوف من غضب العسكريين

ذات مصر

في سابقة هي الأولي منذ إعلان تأسيس الكيان الصهيوني في 1948، تصاعدت حدة الانقسام السياسي في إسرائيل إلى درجة غير مسبوقة، بين حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين عدد من المؤسسات السياسية في إسرائيل، علي رأسها السلطة القضائية والقوات المسلحة، على أثر قيام الحكومة مؤخراً باستصدار بعض التعديلات القضائية التي رآها كثيرون في الداخل الإسرائيلي إخلالاً بمبادئ الديمقراطية المتعلقة بالفصل بين السلطات، وبحق السلطة القضائية في ممارسة دورها الرقابي علي السلطة التنفيذية.

شرخ في السلطة التنفيذية ورفض قائد الجيش للإصلاحات

وحذر غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، منذ يومين، من خطر يحدق بإسرائيل، ودعا إلى وقف الإجراءات التشريعية الرامية إلى الحد من سلطات المحكمة العليا، وإعطاء الحكومة السيطرة على تعيين القضاة، قائلا: «إن أمن الدولة معرض للخطر بسبب انتشار المعارضة في الجيش».

ودعا الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، نتنياهو إلى وقف الإصلاحات التي ستحد من سلطة القضاء، كما يعتزم المحتجون، وقال هرتزوغ في بيان: «رأينا الليلة مشاهد صعبة للغاية. أناشد رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة وأعضاء الائتلاف، من أجل وحدة شعب إسرائيل، من أجل المسؤولية التي نحن ملزمون بها، أدعوكم إلى وقف العملية التشريعية على الفور».

وعلى أثر ذلك استدعى نتنياهو غالانت مساء أمس إلى اجتماع، وأبلغه بأنه لم يعد يثق به كوزير للدفاع، وأنه قرر سحب الثقة منه، ومن المقرر أن يجتمع كبار القادة العسكريين صباح الاثنين لبحث «التداعيات الأمنية» في أعقاب إقالة وزير الدفاع، ولم يبد نتنياهو أي رد علي تصريحات الرئيس الإسرائيلي.

 

موقف البيت الأبيض من الاحتجاجات

وحث البيت الأبيض الحكومة على احتواء الموقف الداخلي وعدم الإخلال بالمبادئ الديمقراطية، وقال في بيان له: «كانت القيم الديمقراطية دائماً، ويجب أن تظل، السمة المميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

وأضاف أن التغييرات الجوهرية في النظام الديمقراطي يجب «متابعتها بأوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي».

وحث البيت الأبيض قادة الحكومة الإسرائيلية على إيجاد «حل وسط» في أسرع وقت، مؤكدا أن الدعم الأمريكي لأمن إسرائيل وديمقراطيتها.

وتتواصل المظاهرات المستمرة منذ عدة أيام احتجاجا على قانون التعديلات القضائية، بالآلاف خارج منزل نتنياهو في القدس وفي مدن أخرى، وقام المتظاهرون بإغلاق الطرق السريعة وتقاطعات المرور، وفقا لتقارير إعلامية، في أعقاب إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، كما أعلن رؤساء الجامعات تعليق نشاطها، ودعا أرنون بار دافيد، رئيس اتحاد العمال، صباح الاثنين، إلى إضراب عام، يبدأ اليوم، في حالة عدم وقف المقترحات، وأعلن المحتجون تنظيم مسيرة أمام الكنيست الإسرائيلي اليوم.