بعد حادثة سجن بدر 3.. ما حكم المنتحر في الإسلام وهل يعد كافرًا؟

ذات مصر

أعادت محاولة 5 سجناء في سجن بدر 3 الانتحار عبر قطع الشرايين، التساؤلات حول الحكم الشرعي للانتحار، ووضع المنتحر في الدين الإسلامي “كافر” مخلد بكبيرته في النار، أو مرتكب “كبيرة” سيعاقب عليه في الآخرة، ويبقى السؤال الأهم هل صعوبات الحياة مبرر على الإقدام على الانتحار بهذه الطريقة.

المجتمع المصري، شهد في الفترة الأخيرة العديد من حالات الانتحار والتي لاقت استنكارًا كانتحار شاب بسبب تعلقه بحبيبته، أو إقدام أب على الانتحار رفقة أسرته في ظل الصعوبات الاقتصادية، وغيرها، بالعديد من الوسائل التي باتت معروفة للجميع الآن.

حقوق المنتحر في الإسلام

الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، علق علي محاولات للانتحار بالقول في فتواه، إن الانتحار من الكبائر ومن يقدم على الانتحار  يموت بقدر الله، ومع هذا الفعل الشنيع فإنه لا يحرم من حقوق الميت بشكل طبيعي من حيث الصلاة عليه والتكفين والدفن  في مقابر المسلمين، بل أن بعض أهل العلم أوجبوا الدعاء له  كونه أقدم على ما يغضب الله.
وبدى أمين الفتوى بدار الإفتاء رحيما بالمنتحر خلال معرض رده على تساؤل، ما حكم المنتحر في الإسلام؟ بالقول: "المنتحر ليس كافرا ومن يزعم أنه كافرا فهو مخطئ، منوها بأنه لا أحد يعلم سبب الانتحار، فربما أصيب في عقله بشيء أو أصيب باضطراب في عقله تسبب في وصول لهذه الحالة المزرية التي دفعته للإقدام على هذا الفعل الشنيع.

نصائح لمن يقدمون على الانتحار 

وقدم الشيخ عويضة عددا من النصائح للمنتحرين أو من يحاولون الإقدام عليه، قائلًا: “من يقدم على هذه الكبيرة بذرائع مختلفة عليه أن يدرك أن الدنيا لن تتوقف بانتحاره وعليه أن يكون على يقين بأن ما قدره الله له خير”.
الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الديار المصرية دخل علي الخط بالقول، إن الانتحار حرامٌ شرعًا مؤثما دينيا؛ كما جاء في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة وإجماع العلماء حيث ؛ قال الله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» "النساء: 29".

وبحسب الدكتور عاشور فقد روى ثابت بن الضحاك رضي الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قوله "وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، متابعا: المنتحر متورط  في كبيرة من عظائم الذنوب.

ودلل على ذلك بما جاء  في حديث  أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سمًّا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها -أي يطعن- في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا" بشكل يظهر فداحة هذا الكبير التي نهي عنها الإسلام والأديان الأخرى.

الانتحار وايجاد المبررات 

وكانت دار الإفتاء، قد حذرت من خطورة كبيرة الانتحار من خلال عدة تدوينات على صفحتها في فيس بوك ونبهت لخطورة أيجاد أي مبررات أو ذرائع لهذه الجريمة بالقول إن ‏الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، مستدركة: “لا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وإيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مريض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين والعلماء وأهل الرأي”.
دار الإفتاء أكدت كذلك أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب ومع هذا فإن فعلته هذه لا تخرجه من الملة بل يظل على إسلامه، ويصلَّى على المنتحر ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين.
الأزهر الشريف كذلك تبني نفس الموقف الصارم من الانتحار رافضا التورط في هذه الجريمة مهما تراكمت الهموم والأحزان، حيث قال في فتوى له نشرت على صفحته الرسمية : "مهما تراكمَت الشدائد على نفسك، وتراكمت الظلماءُ في طرقك، وشعرت بضيقٍ شديدٍ، وأحسست بأن اليأس تملكك ويأكل بقايا الأمل في روحك، أَبشر بفرج الله إليك احذر من اليأس، فاليأس والقنوط استصغارٌ لسعة رحمة الله عز وجل ومغفرته، وذلك ذنب عظيم".

ودلل الأزهر الشريف علي قبح هذه الكبيرة بأنها إهدار للحق في الحياة، والذي يعتبر أقدس حقوق الإنسان على الإطلاق مشيرا إلي  الانتحار يعتبر جريمة دافعها الأساسي، ربما يكون اليأس والاضطرابات النفسية، وأن هذا اليأس مرجعه إلى الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو حزمة من اليأس ينبغي مواجهته بالركون إلى الله والإكثار من الصلاة.