تعرف على ميليشيا «الدعم السريع».. وقدراتها العسكرية في مواجهة الجيش السوداني

ذات مصر

تصاعدت في الساعات الماضية المواجهات المسلحة بين القوات المسلحة السودانية و«ميليشيا الدعم السريع» في السودان، حول المراكز الرئيسية للسيطرة والقيادة في السودان وأبرزها القصر الجمهوري، ومقر القيادة العامة واتحاد الإذاعة والتلفزيون السوداني.

فيما يلي تعريف بميلشيا «الدعم السريع» ورصد لقدراتها العسكرية في مواجهة الجيش النظامي:

طبعة جديدة من الجنجويد

تمثل الدعم السريع طبعة جديدة مما عرف بـ«ميليشيا الجنجويد» المسلحة التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور واستخدمها نظام عمر البشير الحاكم آنذاك في مساعدة الجيش في إخماد التمرد حينها. 

نمت الدعم السريع بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية، بينما نمت أعمال قائدها محد دقلو «حميدتي» التجارية بفضل زيادة نفوذه العسكري والسياسي أواخر حكم البشير.

مع مطلع 2015، شرعت قوات الدعم السريع بالاشتراك مع الجيش السوداني في إرسال قوات للمشاركة في الحرب في اليمن في صفوف القوات السعودية والإماراتية، ما سمح لـ«حميدتي» بإقامة علاقات مع القوى الخليجية.

بينما تم إقرار قانون فى 2017 يمنح قوات الدعم السريع صفة «قوة أمن مستقلة»، في أمر لطالما أقلق القوات المسلحة التي عبرت عن قلقها إزاء نمو قوات حميدتي «الغير رسمية».

شاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبشير فى إبريل 2019، ووقع حميدتي اتفاقا لتقاسم السلطة جعله نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان فى نفس العام.

زار حميدتي روسيا عشية غزو أوكرانيا وأبدى انفتاحه على بناء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر في السودان.

تصاعدت في الأشهر الأخيرة التوترات بين القوات المسلحة بقيادة البرهان وبين «الدعم السريع» بقيادة حميدتي، نتيجة الخلاف حول ترتيبات تسليم السلطة ووضع ميليشيا الدعم في السودان بعد استكمال عملية الانتقال الديمقراطي، وتسليم السلطة للمدنيين، وفقاً لما أعلنه البرهان في تصريحاته قبل أسابيع قليلة.

طالب الجيش السوداني والقوى الديمقراطية بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش، ومثلت المفاوضات بهذا الشأن مصدرا لتوتر تسبب في تعطل عملية توقيع الإتفاق الشامل التي كانت مقررة في في الأول من أبريل الحالى.

 

قوة الجيش السوداني مقارنة بميليشيا «الدعم السريع» 

تأتي القوات الجوية السودانية، في المرتبة رقم 47 بين أضخم القوات الجوية في العالم، وتمتلك 191 طائرة حربية تضم 45 مقاتلة، 37 طائرة هجومية، 25 طائرة شحن عسكري ثابتة الأجنحة، 12 طائرة تدريب.

بينما تأتي القوات البرية السودانية في المركز 63 عالمياً، وتشمل قوة تضم 170 دبابة، ، 6 آلاف و967 مركبة عسكرية ، ونحو 20 مدفعا ذاتيا، ونحو 389 من المدافع المقطورة ، ونحو 40 راجمة صواريخ .

ويأتي الأسطول السوداني في المرتبة 66 عالمياً، بقوة تضم 18 وحدة بحرية، بينما تقدر ميزانية دفاعه بنحو 287 مليون دولار، وفقا لموقع «غلوبال فاير بور».

ميليشيا «الدعم السريع»

الدعم السريع يقدر محللون عدد قواتها بنحو 100 ألف مقاتل لهم قواعد ومعسكرات منتشرة في أماكن عدة في البلاد.

تمتلك الحركة المسلحة ثكنات عسكرية داخل الخرطوم ومدن أخرى بالبلاد، كما أن لها مقار مختلفة بالسودان منها مقر تابع سابقاً لجهاز المخابرات السوداني ومقار تابعة لحزب المؤتمر الوطني المنحل وتتواجد بكثافة في إقليم دارفور والمناطق الحدودية مع دول الجوار الإفريقي.

لا يمكن بدقة تحديد  التسليح والعتاد العسكري لتلك القوات، بينما تظهر الاستعراضات العسكرية التي تنظمها بين حين وآخر امتلاكها مدرعات خفيفة وأعداداً كبيرة من سيارات الدفع الرباعي من طراز "لاندكروز بك آب" مسلحة، فضلاً عن أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.