بعد إعلان الجيش فراره.. أين يمكن أن يهرب حميدتي داخليًا وخارجيًا؟

ذات مصر

اختفى قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، عن الأنظار بعد ساعات قليلة من الاشتباكات التي اندلعت في السودان، وأثيرت تساؤلات عديدة حول مكان اختبائه، والوجهات المحتملة لإقامته في الفترة الحالية، أو مستقبلًا.

صباح أمس، السبت، اندلعت أعمال عنف في السودان بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية المدججة بالسلاح، حيث اتهم كل منهما الآخر ببدء الاشتباكات.

الخلافات بين الجانبين تصاعدت بعد تحركات لقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم، وولايات عدّة، وقال الجيش إنها جرت دون موافقته، محذرًا من «مواجهة محتملة» مع الدعم السريع، واعتبره مراقبون إشارة علنية إلى «خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني».

الظهور الأخير لحميدتي

رئيس مجلس السيادة السوداني، وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حرص على الظهور في أكثر من مناسبة مع اندلاع الاشتباكات لبث الطمأنينة في نفوس الشعب السوداني، وأبناء الجيش، وإرسال رسائل حازمة لمعارضيه.

الجيش السوداني، نشر مقطع فيديو لرئيس مجلس السيادة، بعد ساعات قليلة من بدء الاشتباكات داخل إحدى القاعات يتابع فيها الاشتباكات الدائرة مع مليشيات الدعم السريع، ويصدر توجيهات لمواجهة الأزمة، وحرص البرهان بعدها على تفقد أحد مقرات الجيش في العاصمة الخرطوم.

على عكس البرهان اقتصر ظهور «حميدتي» منذ صباح أمس على إطلاق تصريحات صحفية دون الكشف عن موقعه أو حتى توضيح نطاق وجوده، وكان الظهور الأخير له على شاشة قناة تبث من الإمارات في اتصالي هاتفي، قيل إنه من العاصمة الخرطوم، وذكر دقلو أنه يتحدث من أمام باب القيادة العامة للجيش السوداني.

فرار حميدتي من مخبئه

حميدتي اختفى عن الأنظار وسط تساؤل عن مكانه، ليعلن الجيش السوداني، عبر صفحة القوات المسلحة بـ«فيسبوك»، اليوم الأحد، فراره من مخبئه في العاصمة السودانية الخرطوم.

ونشر حساب القوات المسلحة السودانية على مواقع التواصل صورة لأفراد من الجيش السوداني وهم يمسكون ببدلة عسكرية، تحمل اسم قائد قوات الدعم السريع عليها، وكتب معها: «هروب قائد الميليشيا المتمردة حميدتي من مخبئه، بعد هروب طاقم حراسته وجنوده المكلفين بتأمينه، وجارٍ الحسم».

إعلان الجيش السوداني جاء بعد ساعات قليلة من تمكنه من السيطرة على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في 7 مدن بالبلاد.‏

وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة السودانية، في بيان منشور على مواقع التواصل، إنه «تمت السيطرة والاستيلاء على قواعد ومقرات ميليشيا الدعم السريع المتمردة في مدن بورتسودان، وكسلا، والقضارف، والدمازين، وكوستي، وكادوقلي، ومعسكر كرري بشمال أم درمان».

أماكن اختباء حميدتي

تساؤلات كثيرة تطرح عن الأماكن والدول التي من الممكن أن يلجأ لها حميدتي بعد سيطرة الجيش السوداني على عديد من المناطق، فتبدو منطقة دارفور الواجهة الأقرب لقائد قوات الدعم السريع في ظل سيطرة قبيلته على المنطقة، والمناطق المتاخمة لها في تشاد.

خارجيًا، تبدو إثيوبيا خيارًا مناسبًا للرجل للهروب فيها، في ظل العلاقات القومية التي تجمعه برئيس الوزراء آبي أحمد، والدعم العسكري الذي يلقاه حاليًا من ميليشيات إثيوبيا في الفشقة، بالإضافة إلى الحدود السودانية التشادية.

دول عديدة تدعم حميدتي ويمكنها استقباله، في مقدمتها روسيا، والتي كان يزورها مطلع العام الماضي، وانتشرت عديد التقارير الإخبارية بشأن دعم مجموعة «فاجنر» العسكرية الروسية لقوات الدعم السريع، فضلًا عن الإمارات التي تلقت من مجموعة الجنجويد أطنانا من الذهب بملايين الدولارات خارج الإطار الرسمي للبلد.

في الختام، تبدو إسرائيل خيارًا متاحًا لحميدتي، فرفيق البشير طوال سنوات حكمه لا يخفي نواياه بخصوص التطبيع مع إسرائيل، منوهًا بأن بلاده تتطلع لإقامة علاقات مع كافة دول العالم بما فيها إسرائيل، لكن لجوءه إلى تل أبيب قد يعني انتحاره سياسيًا، في ظل الدعوات الشعبية في العالم العربية الرافضة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.