هل يستعين حميدتي بميليشيات إثيوبية من الفشقة في مواجهة الجيش السوداني؟

ذات مصر

 منذ ارتفاع وتيرة العنف أمس بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وبين وبين ميليشيا «الدعم السريع» بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو«حميدتي»، طرحت الكثير من السيناريوهات عن التشكيلات العسكرية والحلفاء الذين سيستعين بهم حميدتي في حربه المفتوحة، خصوصا أن الجنرال السوداني يتمتع بعلاقات نافذة قد تقدم له يد العون.                                                

 أقرب السيناريوهات حدوثا استعانة الميليشيا بميليشيات آثيوبية من منطقة الفشقة الحدودية لمساعدتها في الصراع في مواجهة الجيش السوداني، في ظل ما يتردد عن حصوله على دعم من قبل ميليشيا الأمهرة المنتشرة في منطقة الفشقة الحدودية مع السودان، والتي كانت موالية لرئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد حتي قبيل أسابيع مضت، قبل أن تتوتر الأمور بينهم علي إثر توجه آبي أحمد لحل جميع الميليشيات في الأقاليم الأثيوبية ودمجها تحت مظلة الجيش الإثيوبي.

تباين مواقف البرهان وحميدتي بشأن الفشقة

نجح الجيش السوداني في استعادة أكثر من 90% من منطقة الفشقة الحدودية في منتصف 2022، لأول مرة بعد انسحابه منها قبيل 25 عاماً، وهو مارد عليه الجيش الإثيوبي بقيامه بإعدام 7 جنود سودانيون ومدنياً كانوا أسرى لديه.

ووفقاً لبيان للجيش السوداني صدر في حينه تعهد البرهان «أن هذا الموقف الغادر لن يمر بلا رد، وأن السودان سترد على هذا التصرف الجبان بما يناسبه، فالدم السوداني غال، دونه المهج والأرواح»، وقا بعمل زيارة وقتها إلى المنطقة الحدودية للتأكيد على الحق السوداني فيها.

بينما توجه نائب رئيس مجلس السيادة السوداني «وقتها» الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي، بعد النزاع بأشهر الى إثيوبيا، في زيارة هي الأولى لمسؤول سوداني لـ«أديس أبابا» بعد عملية قتل الجنود، واعتبرها محللون للشأن السوداني سعياً من حميدتي لبناء جسر مستقل له مع إثيوبيا خارج إطار المجلس الإنتقالي.

وهو ما اعتبره محللون الباعث الرئيسي لتوجهات «حميدتي» المناقضة لتوجهات المجلس الإنتقالي طيلة الأشهر الماضية في ظل سعيه لتقوية ظهيره العسكرى الميليشياوي على الأرض وإلى محاولة الحصول على دعم من الحكومة الإثيوبية  لدعمه غلى الأرض في مواجهته التي بدأها أمس مع الجيش السوداني.

الموقف الإثيوبي الرسمي

أعربت إثيوبيا على لسان رئيس وزرائها آبي أحمد عن قلقها  بشأن اندلاع اشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، ودعت الأطراف السودانية إلى «ضبط النفس، والتوقف عن القتال، والعودة إلى مسار الحوار».

فيما قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، في بيان اليوم إن«هذه الاشتباكات تخالف الأعراف والقيم السودانية العريقة لأنها تأتي في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي يجتهد فيه الشعب السوداني في الاعمال الصالحة والتقرب إلى الله عز وجل»، وأعلن أن بلاده مستعدة لدعم سلام الشعب السوداني الشقيق.

أهمية أرض الفشقة الخصبة للسودان وأثيوبيا

مثل الصراع بين السودان وإثيوبيا حول منطقة الفشقة الحدودية صراعاً تاريخياً ألقى بظلاله دوماً بين الأطراف الفاعلة في المشهد الداخلي السوداني.

وتنقسم الأراضي المتنازع عليها بين الخرطوم وأديس أبابا إلى 3 مناطق محددة، هي الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى والمناطق الجنوبية لهم، وتبلغ المساحة الإجمالية لها نحو مليوني فدان، وتقع بين 3 أنهر هي ستيت وعطبرة وباسلام، ما يجعلها خصبة لدرجة كبيرة، وتمتد لمسافة 168 كيلومترا مع الحدود الإثيوبية، وتقع عند ملتقى شمال غرب منطقة أمهرة الإثيوبية بولاية القضارف السودانية.                                             

خبير فى الشأن الأفريقى :الصراع ممتد

في هذا السياق، قال الدكتور حمدي عبد الرحمن الخبير المتخصص في الشأن السوداني، إن الصراع في السودان قائم بين  قوى عسكرية نظامية وأخرى غير نظامية ميلشياوية، وعلى الرغم من افتقارها للدبابات العسكرية والقوة الجوية فإن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو  قوة قتالية متمرسة تشتهر بتكتيكات الأرض المحروقة التي قد ترسل قرابة 70 ألف مقاتل.

ولم يستبعد المحلل السياسي احتمالية نشوب صراع ممتد يمكن أن يؤدي إلى تدافع قوى إقليمية ودولية إلى السودان، وهو ما قد يدفع بالمنطقة أن تجد نفسها في ورطة في الوقت الذي تغلق فيه ملفات اليمن وسوريا ينفتح باب آخر بدون حساب.

وأصاف عبد الرحمن أن حميدتي لديه طموحاته الرئاسية الخاصة عززها بإقامة علاقات وثيقة مع روسيا  وأطراف إقليمية أخرى من بينها أثيوبيا وأريتريا وإسرائيل في السنوات الأخيرة.

وحذر حسن من معركة صفرية سالبة ممتد يكون الخاسر الأكبر فيه السودان وأهله الطيبين، إذا استمر صراع الجبابرة، على حد وصفه، في السودان.