دلالات انضمام تركيا للنادي النووي.. خطط أردوغان لم تنته

ذات مصر

بعد عقود طويلة من الانتظار، انضمت تركيا أخيرا إلى النادي النووي، بافتتاحها محطة "أكويو" للطاقة النووية في منطقة غولنار.

تركيا تنضم للنادي النووي

المحطة التي أعلن افتتاحها اليوم، بدأ العمل بها بناء على قرار مشترك بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 3 أبريل 2018، لبناء محطة أكويو للطاقة النووية.

وتعد "أكويو" أول محطة للطاقة النووية قيد الإنشاء في تركيا، ويتضمن المشروع أربع وحدات طاقة مع مفاعلات "VVER-1200" من الجيل 3+ بتصميم روسي، وستكون قدرة كل وحدة طاقة 1200 ميغاوات.

وسيسمح المشروع بانضمام تركيا إلى الدول التي تمتلك طاقة نووية مدنية، وتبلغ كلفة المشروع 20 مليار دولار وقدرته 4800 ميغاواط ويتضمن بناء 4 مفاعلات في قرية "أكويو" المطلة على البحر المتوسط.

وظهرت مسألة الحاجة إلى استخدام الطاقة النووية في تركيا لأول مرة، على جدول الأعمال في أوائل سبعينيات القرن الماضي، في عام 1970، تم إنشاء هيئة الكهرباء التركية "تيك"، ومنذ عام 1972، باشرت إدارة الطاقة الذرية بالعمل داخل الهيئة.

أردوغان والسلاح النووي

تتواكب هذه الخطوة مع مخططات أخرى أكثر خطورة، حيث سبق أن صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العام 2019 عن حق بلاده صراحة في امتلاك أسلحة نووية وليس طاقة نووية سلمية، الجوار، رغم التزام تركيا بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي وقعتها عام 1980، بالإضافة لكونها ضمن الموقعين على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.

في هذا الإطار، يرى محللون أن تركيا تريد مجاراة الدول المتسابقة لدخول النادي النووي في إطار البحث عن موطئِ قدم لها بين الدول القوية التي تستخدم تلك الأسلحة رادعا لأي اعتداء يمكن أن يواجهها، إضافة للاستخدامات السلمية التي من الممكن توظيفها في إنتاج الطاقة.

خطط أردوغان لم تنته 

ووفق مقال نشره "فيليز يافوز" خبير الطاقة النووية التركي، فإن مسألة مساعي تركيا لامتلاك سلاح نووي وتصنيع قنابل نووية لم تتخط كونها ادعاءات وتحليلات إعلامية محلية وأوروبية، إلا أنه أمر غير مستبعد، وحق مشروع لتركيا لتأمين وضعها إقليميا، وسط تنامي الخطر من إيران وإسرائيل.

وحسب تقرير صادر عن مركز "أنكاسام" لدراسة الأزمات والسياسات التركي، الرأي السابق، طلب أردوغان بالفعل لفي عام 2015، من قطاع التسليح الوطني تطوير صواريخ بعيدة المدى، إذ إن مثل هذه الصواريخ يصعب التحكم بأهدافها، كما يمكِن استخدامها في حمل أسلحة الدمار الشامل.

يتطابق هذا مع ما نشرته لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، في عام 2018، بأن أنقرة قد تحصل في 2023، على قنبلة نووية من صنع تركي.

تصنيع رؤوس نووية

في تقريرها، أكدت الصحيفة القريبة من دوائر صناعة القرار الروسية، أن أردوغان يدرس إمكانية تحويل تركيا إلى صانع رئيسي للسلاح النووي، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تسعى تركيا لذلك، حيث سبق أن قامت بخطوات مماثلة مع باكستان خلال الفترة من 1982 وحتى 1984.

بحسب التقرير، بدأت أنقرة الاستعداد لامتلاك السلاح النووي بطريقة غير مباشرة، حيث عملت على تطوير 117 طائرة تركية من طراز "إف-16"، في عام 2015، لتقدر على حمل صواريخ ذات رؤوس نووية.

رغم الخطط الأردوغانية للانضمام للنادي النووي وطموحه المرتفع بامتلاك رؤوس نووية، لكن من المؤكد أن الدول النووية الكبرى لن تسمح لتركيا بالدخول لناديهم المغلق على 9 دول فقط، وهم الولايات المتحدة، روسيا، الصين، إنجلترا، فرنسا، الهند، باكستان، إسرائيل، وكوريا الشمالية، حيث ينظر لتركيا أردوغان بأنها دولة لا يمكن الوثوق بها.