«الأزهر»: وسائل التواصل تلعب دورًا في تغيير نمط الحياة والعادات وطرق التفكير

الدكتور محمد الضويني
الدكتور محمد الضويني

شدد وكيل الأزهر الشريف، الدكتور محمد الضويني، على ضرورة وجود خطاب إعلامي متجدد يعمل على نشر القيم الإسلامية في ظل الدور التي غدت وسائط التواصل الاجتماعي تلعبه في تغيير نمط الحياة والعادات وطرق التفكير، فضلا عن الإعلام الرقمي، والذي ألغى كل الحدود الزمانية والجغرافية، وفتح المجال واسعًا أمام حرية الرأي والتعبير، وتجاوز عصر الاحتكار والهيمنة على المعلومة، ومن أبرز مظاهر الإعلام الجديد الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار وكيل الأزهر خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية الإعلام بجامعة الأزهر، والذي يعقد تحت عنوان «الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات»، إلى أنه إذا كان عنوان المؤتمر يدور حول «الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات» فإن فيه إشارة إلى قوة العلاقة بين الإعلام بأنواعه وإدارة الأزمات المعاصرة، وأن أزمات العالم اليوم لم يخل منها مجال من مجالات الحياة: سياسة واقتصادا واجتماعا وثقافة، والتي أثرت في حياة الإنسان.

وأوضح أنه أصبح من المعروف أن التحدي الكبير الذي تواجهه الدول يتحدد بسلسلة من الأزمات التي تختلف في طبيعتها وأثرها، والتي تؤدي إلى خلق صعوبات ومشكلات وتهدد العقائد والقيم والأخلاقيات، والأموال والممتلكات؛ لذا فإن مواجهة الأزمات والوعي بها أمر ضروري لتفادي المزيد من الخسائر المادية والمعنوية.

وأشار الضويني إلى أن الإسلام وضع منهجا لعلاج الأزمات ومواجهة المحن، سار على هديه قادة الأمة على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان، لم تضعف الأمة، ولم تتكالب عليها الأمم إلا حين تخلت عن ذلك المنهج، يقول الله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}.

وأكمل: "شرع لنا الإسلام مبادئ عظيمة في مواجهة الأزمات والنوازل، هذه المبادئ التي توفر الحماية للفقير والمحتاج، فهي حصن الأمان لكل الأفراد والمجتمعات، والملاذ الآمن لكل ذي حاجة، تلك المبادئ التي لا تفرق بين أبناء الوطن، بل تشمل كل شخص يقيم في المجتمع أيا كان دينه أو معتقده".

وبيّن وكيل الأزهر، أن الإسلام قد أرسى هذه المبادئ العظيمة بهدف ترسيخ قيم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع الواحد، لتعزيز أواصر الترابط بينهم، وغرس معاني الود والتآلف فيما بينهم، ولا يخفى علينا أن التطورات التكنولوجية أحدثت نقلة نوعية وثورة هائلة في عالم الاتصال مست كافة مجالات الحياة.

وأشار الضويني إلى أنها أدت إلى إحداث تغيير جذري في أساليب نقل وتوزيع المعلومات وبات المتلقي فيها منتجا ومرسلا ومستقبلا في نفس الوقت، وهو ما يطلق عليه الإعلام الرقمي، والذي ألغى كل الحدود الزمانية والجغرافية، وفتح المجال واسعا أمام حرية الرأي والتعبير، وتجاوز عصر الاحتكار والهيمنة على المعلومة، ومن أبرز مظاهر الإعلام الجديد الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

ونبه وكيل الأزهر إلي  أن نظرة متأنية لواقع الإعلام الرقمي اليوم، يدرك أن هناك تفاوتا كبيرا في تناول الإعلام للحراك المجتمعي، وأن هذا التناول يؤثر بشكل كبير على القيم والمبادئ والأخلاق، ولا يخفى علينا أن أفكارا وخططا ومؤامرات تحاول النيل من قيمنا وأخلاقنا.

وتابع: «هذه الأخلاق والقيم ركيزة أساسية داخل كل مجتمع؛ إذ أنها تلعب دورا كبيرا في تماسك المجتمع وتدفعه للتقدم والرقي، من خلال خلق مجموعة من القوانين والنظم والسمات الفكرية والمادية التي تميز مجتمعا ما عن غيره، وتحدد نمط معيشته، خصوصا إذا كانت هذه القيم إيجابية».

ولفت وكيل الأزهر، إلى أنه بهذه الصورة يمكن القول إن وسائل الإعلام تلعب دورا أساسيا وجوهريا في تشكيل القيم الاجتماعية أو تغييرها، خاصة مع تسارع وتيرة الحياة، ووتيرة الاتصال الذي يواكب عصر ثورة المعلومات وتكنولوجيا الإنترنت.