أزمة السودان| مفاوضات «غامضة» في السعودية.. ونيران الحرب ما زالت «مشتعلة»

ذات مصر

بدأت الأزمة السودانية، فصلًا جديدًا في محاولة لرأب الصدع وإنهاء الحرب الدائرة بين الجيش السوداني، وميلشيا الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وبعض المناطق، منذ نحو 3 أسابيع، لكن الوضع على الأرض يشير إلى تزايد الصراع ومحاولة كل طرف فرض سطوته على البلاد.

تستضيف المملكة العربية السعودية ممثلون عن طرفي الحرب لإجراء محادثات في إطار مبادرة «أمريكية - سعودية» لإنهاء القتال الدائر في البلاد، وعودة الاستقرار، والتوصل لحل نهائي للازمة، وسط تطلع دولي وإقليمي ومحلي لما ستسفر عنه المفاوضات.

السعودية تطرح.. والبرهان وحميدتي يوافقان

واشنطن والرياض، أعلنتا تدخلهما بين طرفي الصراع قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، لتلقى الدعوة موافقة الطرفين، فأعلنت القوات المسلحة موافقتها، مشيرةً إلى أن وقف إطلاق النار جاء لدوافع إنسانية.

وأشار الجيش في بيان رسمي، إلى أن «الهدنة جاءت مشروطة بالتزام المتمردين بوقف كافة الأعمال العدائية والالتزام بمتطلبات استمرارها».

في الوقت نفسه، أعلن «حميدتي» مشاركة جماعته في المباحثات بالسعودية، منوهًا بأنه يأمل أن تحقق الهدف المرجو منها، وهو فتح ممر آمن للمدنيين.

ولاقت الدعوة السعودية الأمريكية دعمًا من عدد من الدول العربية في مقدمتها «مصر وقطر والإمارات والبحرين».

تأييد مدني للمباحثات

ولاقت الاستجابة السودانية، تأييدًا من جانب القوى المدنية، والتي أعلنت ترحيبها بأي خطوة من شأنها وقف القتال على الأراضي السودانية، واستئناف المسار الديمقراطي للبلاد مرة أخرى، وصولًا إلى الحكم المدني.

ورحبت قوى «الحرية والتغيير» المدنية ببدء المحادثات في جدة بين أطراف الأزمة، معربةً عن أملها في الوصول لقرارات شجاعة تنتصر لصوت الحكمة، وتوقِف القتال، وتنهي المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني.

مفاوضات بلا مصالحة

الحديث حول المفاوضات أحاطه الغموض، بعد تصريح مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني، السفير دفع الله الحاج، في مقابلة تلفزيونية، بأن أولوية الجيش هي  حسم المعركة، وأن القبول بالمبادرة السعودية الأميركية لا يتعدى أن يكون لمناقشة ومراقبة آلية الهدنة.

وأشار الحاج إلى أن المجلس الانتقالي لن يلتقي في جدة بشكل مباشر مع وفد  الدعم السريع، مشددًا على أنه لا توجد نية تتعلق بموضوع المصالحة.

ووسط الآمال المتعلقة بالمباحثات، أخذ الجانبان في تبادل الاتهامات بينهما بخرق كل منهما للهدنة، مع اشتعال الاشتباكات في عدد من المناطق وتزايد أعداد الوفيات والإصابات، وحالات النهب لعدد من المؤسسات.

الحرب لم تتوقف

وعلى عكس المعلن استمرت المعارك بين الجانبين على الأرض، فتعرض أمس موكب السفير التركي في السودان، إسماعيل تشوبان أوغلو لإطلاق نارمن قبل مجهولين، لتعلن أنقرة نقل سفارتها في السودان من الخرطوم إلى مدينة بورتسودان الأكثر أمنًا.

كما أعلن الجيش السوداني في بيانه، أمس، عن محاولة ميليشيا الدعم الهجوم على قيادة قوات الدفاع الجوي، مشيرًا إلى وقوع اشتباكات مع الدعم السريع باتجاه صينية برى في العاصمة الخرطوم.

وأشار الجيش إلى استمرار ميليشيا الدعم في أعمال نهب البنوك التجارية والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، مشيرًا لنهبهم بنك التضامن الإسلامي  وبنك المال بالخرطوم، ومقر الإدارة العامة للمرور.

في الوقت ذاته، أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس السبت، ارتفاع ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى 479 حالة وفاة بين المدنيين 2518 حالة إصابة، مشيرةً إلى أن الاشتباكات لا تزال جارية لليوم الـ21 على التوالي، وأسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم.