القرار الحاسم اليوم.. «عودة مشروطة» لسوريا للجامعة العربية بعد 12 عامًا

ذات مصر

تعقد جامعة الدول العربية، اجتماعًا هامًا لحسم مصير عودة عضوية سوريا للجامعة، بعد سلسلة من المباحثات استمرت عدة أشهر على مستوى وزراء الخارجية، شهدت خلالها العلاقات بين دمشق وعددًا من الدول العربية تطورًا ملحوظًا.
أعضاء الجامعة العربية، سيجتمعون اليوم الأحد، في القاهرة للتصويت على «إبطال تعليق عضوية سوريا»، وإعادتها من جديد، قبل قمة جامعة الدول العربية المقرر أن تستضيفها السعودية في 19 مايو المقبل، وسط تكهنات بأن العودة لن تكون مفتوحة لكنها ترتبط بشروط بشأن الصراع المسلح في البلاد.

مباحثات السعودية والأردن تحسم مصير دمشق

المتحدث باسم جامعة الدول العربية، جمال رشدي، أوضح أن الاجتماع المقرر اليوم سيبحث نتائج الاجتماعات الوزارية العربية المصغرة، التي عقدت في السعودية والأردن قبل عدة أسابيع لبحث عودة سوريا إلى الجامعة، متابعًا: «إذا كان التصويت لصالح العودة السورية للجامعة سيتم دعوتها للقمة العربية المقبلة في الرياض».

وبين الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، أن عودة سوريا إلى الجامعة في اجتماع الوزراء اليوم احتمال وارد جداً أن يحدث.

اتفاق عربي على عودة «مشروطة»

تقارير إعلامية، أشارت إلى أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا خلال اجتماع تشاوري على عوة «مشروطة» لدمشق، منوهةً بأن مشروع القرار سيصدر لاحقًا على استئناف مشاركة الوفود السورية، وأن الرئيس السوري بشار الأسد، من المحتمل جدًا أن يترأس الوفد السوري في القمة العربية.

يدعم صحة التقارير المتداولة، لقاء وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الرئيس السوري، منتصف الشهر الماضي، في أول زيارة لدبلوماسي سعودي كبير لدمشق منذ قطع العلاقات في أعقاب الأزمة السورية في عام 2011.

ورغم أن اللقاء لم يشر إلى القمة العربية، لكن الوزير السعودي أكد وقوف المملكة إلى جانب سوريا ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأمنها، مشددًا على أن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سوريا وإخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة، وأن يعود دور سوريا عربياً وإقليمياً أفضل مما كان عليه من قبل».

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن سوريا ستتمكن قريبًا من العودة إلى جامعة الدول العربية، مشيرًا إلى وجود عدد من التحديات التي تنتظرها في حل الصراع المستمر منذ أكثر من عقد في البلاد.

وأضاف الصفدي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية أن سوريا لديها ما يكفي من الأصوات بين أعضاء الجامعة البالغ عددهم 22 لاستعادة مقعدها، مشيرًا إلي أن عودتها ستكون مهمة من  الناحية الرمزية بينما سيمثل ذلك بداية متواضعة جدا لعملية طويلة وصعبة تنطوي على تحديات في مواجهة تعقيدات الأزمة المستمرة منذ 12 عامًا.

تصحيح العلاقات «السورية العربية»

بعض الدول مثل مصر والإمارات أعادت العلاقات مع دمشق، لكن دولاً أخرى مثل قطر ما زالت ترفض عودتها إلى جامعة الدول العربية ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي للنزاع في البلاد.

وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي زار «السعودية والجزائر وتونس» في الآونة الأخيرة إن عودة بلاده إلى جامعة الدول العربية "شبه مستحيلة قبل تصحيح العلاقات الثنائية". كما زار الوزير السوري، مصر مطلع الشهر الماضي، لأول مرة منذ أكثر من 10 أعوام.

أمريكا ترفض عودة سوريا

الموقف الأمريكي جاء رافضًا لاحتمالات عودة دمشق؛ حيث علق نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، بالقول أن «الولايات المتحدة لا تعتبر أن سوريا تستحق العودة إلى جامعة الدول العربية».

وأوضح المسؤول الأمريكي أن واشنطن لن تطبع العلاقات مع دمشق في ظل عدم إحراز تقدم فعلي  في حل الأزمة في البلاد، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تحث الشركاء الإقليميين مع الحكومة السورية أن يوجهوا تركيزهم على تحسين الظروف الإنسانية في البلاد.