«شعبة القصابين» لـ«ذات مصر»: الدولة السبب في أزمة اللحوم.. والجزار يعاني

اللحوم
اللحوم

سجلت أسعار اللحوم ارتفاعات كبيرة خلال الأيام الأخيرة تزامنًا مع احتفالات عيد الأضحى المبارك، متجاوزًا الـ400 جنيه للكيلو في بعض المناطق، وسط تساؤلات عن دور الحكومة في مواجهة الارتفاع الحالي، وإمكانية تخفيض الأسعار قبيل العيد.

أزمة اللحوم في مصر بلغت ذروتها مؤخرًا وتضررت بعوامل عديدة في مقدمتها انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار والذي دفع أسعار الأعلاف إلى مستويات قياسية، علاوة على ارتفاع التضخم والذي تجاوز 40% وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، فضلًا عن عدم قدرة مصر على استيراد اللحوم من السودان في ظل الحرب الدائرة هناك.

الدولة تسيطر على السوق

هيثم عبد الباسط نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة، قال لـ«ذات مصر»، إن سعر اللحوم وصل إلى 350 - 400 جنيه حاليًا، والمتضرر الأكبر من الأزمة حاليًا هم فردين الأول هو الجزار صاحب المنشأة والثاني المواطن البسيط، متابعًا: “الجزار أيضا يعتبر مواطن لديه عمال والتزامات كهرباء ولا يحقق ربحا من البيع ليوفي بالتزاماته المنزلية".

وأضاف: “سبب وجود أزمة وارتفاع الأسعار أن مصر دولة غير منتجة للحوم وغير منتجة للأعلاف، لذا تحتاج عملة صعبة لتوفيرها وهو ما لم تستطع الالتزام به حاليًا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب”، مشيرًا إلى أن الجزار أو المربي ليس سببًا في ارتفاع الأسعار، وأن الدولة هي المسيطر على السوق، في ظل خروج المربي الصغير من السوق نهائيًا تقريبًا.

وتابع نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة: "ثمن العجل في الخارج بأي دولة نستورد منها كأسبانيا أو كرواتيا أو غيرهما 700 دولار أي نحو 25 ألف جنيه وهناك قرارات بتوفير عجول لتأتي على الذبح الفوري، وهناك عجول دخلت البلاد منذ شهرين أو 3 أشهر قبل ارتفاع سعر الدولار فلماذا ترفع أسعارها بشكل مبالغ فيه؟".

مهنة «الجزارة» ستندثر قريبًا

وأردف: “الوضع الاقتصادي حاليا غير منضبط فالدولة عملت على ضخ كميات في المجمعات الاستهلاكية ولكن الجزار صاحب المنشأة يجب العمل على مساعدته لتخطي الأزمة وليستمر في عمله ويكون قائم اقتصاديا وعدم الوصول إلى “الإفلاس” والخروج للمجتمع كمجرم لذا يجب الجلوس مع الجزار والمستورد لثبيت السعر ووضع هامش للربح يرتضيه التاجر والمجزر للتماشي مع المستهلك”.

ونوه بأن وصول سعر اللحوم إلى 380 جنيهًا في القاهرة الكبرى والإسكندرية بسبب تنوعها بين ”استيك"، أو “عرق تربيانكو” أو غير ذلك، لكن يمكن أن يكون سعرها 300 جنيه في المحافظات الأخرى كالصعيد"، مردفًا: “تتباع بعبلها يعني اللحمة معاها سمين مش قطعة معينة.. وكل واحد وحسب طلبه".

وأكد هيثم عبد الباسط أن مهنة الجزارة لها تاريخ وطني كبير لكنها أصبحت تندثر رغم وجود كثير من الحلول المهم والواجب على الدولة اتباعها كزراعة الأعلاف على أراضينا، مردفًا في الشعبة 15 شخص توفى 3 والباقي خرج من الشعبة بعد تقديم استقالتهم بننفخ في قربة مقطوعة لأن عملنا تطوعي لكن عندنا جلد وصبر وبنجاهد ومش قادرين”.

نقيب الفلاحين يعلق على أزمة اللحوم

من جانبه، أشار حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إلى أن الدولة تتخذ العديد من الإجراءات لتوفير اللحوم والحد من ارتفاع الأسعار، منوهًا بأن الفترة المقبلة ستوفر لحوم من جيبوتي وأسواق أخرى، وأن أن الكميات المستوردة مع اللحوم البلدي الموجودة سيغطي الموسم مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

وأشار نقيب الفلاحين في تصريحاته لـ"ذات مصر"، إلى أن النقابة العامة للفلاحين ساهمت في توفير اللحوم لأعضائها رغم أن الكميات محدودة إلا أنها تحاول جاهدة عمل إضافة حتى وإن كانت بسيطة.

استيراد لحوم من جيبوتي

وكان الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، صرح بأن الوزارة تسعى إلى توفير اللحوم الحية من كافة الجهات بالتزامن مع قرب دخول عيد الأضحى المبارك، خلال الاحتفال باليوم العالمي للمترولوجيا تحت عنوان «دعم القياسات لنظام الغذاء العالمي».

وقال وزير التموين إنه سيجرى استيراد لحوم من جيبوتي قريبًا وذلك بالتزامن مع استمرار تدفق اللحوم السودانية، منوها، بأنه سيحدث انفراجة في اللحوم قريبًا، مضيفا أنه قريبا جدا سيتم استيراد لحوم من جيبوتي، بالتزامن مع استمرار تدفق اللحوم السودانية، وأنه ستحدث انفراجة في اللحوم قريبا.