حلول أزمة التغيرات المناخية.. استنباط أصناف جديدة السبيل لإنقاذ البشر

التغيرات المناخية
التغيرات المناخية والانتاج الزراعي

تواجه معظم الدول التي تقع بخط الاستواء حاليًا مشكلة التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة وغيرها من العوامل الأخرى كالملوحة وندرة المياه التي تؤثر بشكل كبير على الأراضي الزراعية، وبالتالي على المحاصيل التي يتم إنتاجها لتغطية احتياجات السكان من الغذاء، لذا يتم إتباع عدد من البرامج المحدثة والمطورة لتواكب التغيرات الطارئة.

 

التعامل مع التغيرات المناخية والإنتاج الزراعي

 

وكشف الدكتور رأفت خضر رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق ورئيس شعبة الإنتاج الحيواني والداجني بالمركز، أن التغيرات المناخية في الوقت الراهن تعتبر قضية أمن قومي، لذا تتعاون المنظمات والمراكز البحثية للقيام بالعديد من البحوث والدراسات اللازمة لمجابهة الظاهرة، مشيرا إلى وجود تعاون مستمر بين مركز بحوث الصحراء ومركز التميز المصري للزراعات الملحية، للعمل على استنباط أصناف ونباتات تتحمل الملوحة والحرارة المرتفعة والظروف القاسية الأخرى.

 

واضاف “خضر” في تصريحات خاصة لـ “ذات مصر”، إنه يجب أن يتم توجيه البحث العلمي بصورة جيدة لاستنباط هذه المحاصيل لمواجهة التغيرات المناخية من خلال استنباط الكثير من النباتات في المحاصيل الحقلية أو العلف في ظل درجة الحرارة المرتفعة التي يترتب عليها زيادة درجة التبخر وبالتالي زيادة التصحر وهناك مزيد من البحوث التي تجري حاليًا للاستفادة من المناخ.

 

وتابع رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق ورئيس شعبة الانتاج الحيواني والداجني بالمركز، أن هناك أمثلة عديدة للنباتات التي يتم استنباطها حاليًا للتعامل مع درجات الملوحة ونقص المياه والتغير المناخي ومنها على سبيل المثال القمح، والشعير، والذرة والتي تتحمل درجات مختلفة من الجفاف والملوحة.

 

ونوه “خضر” خلال حديثه أن النباتات والمحاصيل التي يتم استنباطها موجودة في جنوب وشمال سيناء وتوشكى وشرق العوينات والوادي الجديد، وهناك المحاصيل العلفية مثل نبات الدخن والأكاسيا، والخلط بين المحاصيل للاستفادة من المحصول الخضري وزراعة أنماط معينة من البقوليات كالبرسينم وبدائله منها الفونيكم الذي يحتوي على نسبة من البروتين المرتفع ويعتبر مقاوم للملوحة والجفاف ويمكن زراعته في الأماكن الصحراوية.

 

وأكد أنه يجب التفكير في التغيرات المناخية التي أصبحت واقع نعيشه ويتربط ارتباط وثيق بإنتاج النباتات وانتاجية الحيوان وبالتالي يتعلق في النهاية بالإنسان الذي يتغذى على النبات والحيوان، خاصة أن التغيرات تؤثر على المحاصيل الاستراتيجية وتخفض إنتاجية الحبوب، فتم التوجه حاليا للدورة الزراعية وعودتها مرة أخرى والزراعة التعاقدية وزراعة الذرة وفول الصويا والمحاصيل الزيتية، حيث تم إجراء الدراسات عليها واستباط الأصناف من البذور والنباتات الى أثبتت تحملها للظروف القاسية.

 

ومن جانبه، أكد الدكتور رضا محمد مدير معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هناك استراتيجية تم وضعها منذ عدة سنوات يتم العمل بها واستنباط محاصيل وأصناف جديدة ويتم زراعتها حاليًا بمساحات كبيرة في توشكى وشرق العوينات وجنة مصر ومستقبل مصر، ويوجد آلاف من الأفدنة تنتج محاصيل كل عام فعلى سبيل المثال في توشكى وشرق العوينات فإن درجة الحرارة هناك تتعدى الـ 40 لذا يتم اختيار أصناف محددة من القمح لزراعتها حتى يتم الحصول على إنتاجية ويتعامل المحصول مع ارتفاع درجة الحرارة هناك.

 

وأضاف “رضا” في تصريحات خاصة لـ “ذات مصر”، إنه يتم اختيار الوقت وتحديد المعاملات الزراعية لتجنب الأضرار التي يمكن حدوثها للمحصول بسبب الحرارة على مستوى وجه بحري لذا يتم العمل على استنباط أصناف تتحمل الظروف القاسية كما يحدث في أراضي مستقبل مصر وجنة مصر والتي تكون متأثرة إلى حد بالملوحة ولكنها تؤدي أداء جيد وينتج محصول وفير.

 

وتابع مدير معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هناك خريطة أرصاد شهرية تصدر كل شهر للتعامل مع المحاصيل ومعرفة التوقع المناخي لتحديد التعامل مع المحصول وتوقيت الري لتقليل الأضرار التي يمكن حدوثها من خلال تعريف المستثمرين أو الفلاحين بكيفية التعامل في هذه الأوقات التي يحدث فيها تغير مناخي وارتفاع كبير في درجات الحرارة للحفاظ على الانتاجية.