خبراء لـ«ذات مصر»: تعامل تركيا ومصر بالعملتين المحليتين مفيد بشروط

ذات مصر

تبحث مصر وتركيا التعامل بالعملتين المحليتين للبلدين في التبادل التجاري بينهما، ويستعد وزير التجارة والصناعة المصري، أحمد سمير، لمناقشة عدة قضايا اقتصادية، والاقتراح المقدم من جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك «تومياد» بالتعامل بالعملة المحلية.

رحب عدد كبير من المستوردين ورجال الاعمال بدراسة استبدال الدولار بالجنيه المصري مع تركيا واعتبروها خطوة جيدة.

وكان محافظ البنك المركزي احسن عبد الله، كشف في وقت سابق، عن دراسة البنك "استحداث مؤشر للجنيه المصري" يقيس أداء العملة المصرية مقابل سلة من العملات وعناصر أخرى مثل الذهب، سعيًا "لتغيير الثقافة والفكر بشأن ارتباط سعر الصرف بالدولار".

وقال عبد الله خلال مؤتمر اقتصادي: "إحنا عايزين نبقى شايفينه (نرصد الدولار) قصاد (مقابل) كل العملات.. عملتنا زادت مثلا أمام الليرة التركي 100 %.. زادت أمام الإسترليني واليورو.. لكن الناس مبتشوفش (لا ترى) ده كله (كل هذا)"، مضيفًا: "إحنا مش دولة مصدرة للبترول عشان يبقى عندنا سعر (صرف) مربوط بالدولار".

ومنذ مارس الماضي، سجل الجنيه المصري تراجعًا أمام  الدولار،  ويجري تداوله حاليا عند مستوى  37 جنيهًا في السوق السوداء وفقًا لمتعاملون في سوق الصرف.

حل جزئي لمشكلات مصر

ويرى أحمد شيحة  رئيس شعبة المستوردين، أن مصر تستورد من تركيا سلع ومنتجات متنوعة بقيمة 8 مليار دولار ما يعزز من قيمة الجنيه وبالتالي يحافظ على استقرار الأسعار، مشيرًا إلى أن “فك الارتباط يحافظ على قيمة الجنيه بعد أن حقق ارتفاعًا ملحوظا نتيجة الضغط عليه”.

ويرجع زيادة سعر الدولار إلى  "الطلب الكبير على العملة الأمريكية ونقص المعروض بالسوق المصري وارتفاع سعر صرف الدولار عالميا"، منوهًا بأن ذلك ستحافظ  على قيمة العملة المحلية مما يفيد في اتخاذ القرارات الاقتصادية في المستقبل، نظرًا لإمكانية ربط الجنيه بعملات أخرى وكذلك الذهب.

وشدد الخبير الاقتصادي، حسن هيكل، على ضرورة ان تمتد تلك الخطوة إلى عملات أخرى وأهمها اليورو على اعتبار أن دول الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر في الوقت الحالي، متابعًا: “هذه الخطوة لن يكون لها دور ملحوظ في تخفيف الضغط على العملة المحلية أو تقليل الطلب على الدولار، في الوقت الراهن”.

وأفاد في تصريحات خاصة لـ«ذات مصر»، بأن الدولار لايزال الأكثر تربعًا على العرش كونه عملة قليلة التذبذب بنسبة كبيرة مقارنة بالليرة التي تعاني حاليا.

وذكر الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، أن هذه الخطوة لن تؤثر على الدولار وإنما ستفيد مصر التي تعاني من تراجع مدخلاتها من الدولار، متابعًا: «توجد مساع من عدة دول عالمية لمحاربة الدولار، فضمت الصين في ديسمبر الماضي الروبل لسلة عملاتها المتداولة في التعامل مع روسيا، وقررت إيران استخدام الليرة واليوان والروبل والوون الكوري الجنوبي واليورو بدلا من الدولار بالتعاملات التجارية لها، فضلًا عن استخدام اليوان بدلًا من الدولار في تجارة النفط وفقا لاتفاقية أبرمت معها عام 2012.