اغتيال مُسلم شهدان: هل تتحمل إيران 50 يومًا من تهوُّر"ترامب"؟

ذات مصر
  لم تكد إيران تفيق من عملية اغتيال محسن فخري زادة، مدير البرنامج النووي الإيراني، قبل أيام في العاصمة طهران، حتى وقعت حادثة اغتيال القائد في الحرس الثوري الإيراني، مُسلم شهدان، الذي قتل يوم الاثنين مع 3 من أفراد حمايته على الحدود العراقية السورية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. وشهدان هو ثاني قائد من الحرس الثوري الإيراني يُغتال العام 2020، وكان الأول هو قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني، الذي قُتل بقصف جوي أمريكي بالقرب من العاصمة العراقية بغداد مطلع العام الحالي، وهو ما أثار علامات استفهام حول ضعف واختراق النظام الأمني والاستخباراتي الإيراني. [caption id="" align="aligncenter" width="1000"] الحرس الثوري[/caption] ويوجه النظام الإيراني أصابع الاتهام بنحو متزايد لإسرائيل على اغتيال عالم محسن زادة، في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وهذه هي ثاني عملية قتل رفيعة المستوى يُكشَف عنها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد الكشف عن اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 ومقتل العالم النووي محسن فخري زادة، ثم مسلم شهدان في نهاية الشهر الماضي. ويخشى مراقبون من انزلاق إيران في حرب مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أوشكت ولايته على الانتهاء، بعد أن فرضت الإدارة عقوبات مشددة على إيران، وعاقبت 6 شركات و4 أفراد بتهمة تسهيل شراء سلع ذات منشأ أمريكي إلى شركات شديدة الصلة بالقوات المسلحة الإيرانية، بهدف إرباك إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الذي كان تعهد باتخاذ سياسة متوازنة مع إيران، بالعودة للاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة ترامب سابقًا. وما ينذر باشتعال الأوضاع، أن اغتيال محسن زادة، جاء بعد زيارة من وزير الخارجية الأمريكية مايك بامبيو إلى المستوطنات الإسرائيلية في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. [caption id="" align="aligncenter" width="1000"] قاسم سليماني[/caption]

هل تنزلق إيران إلى حرب مع أمريكا؟

يستبعد الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني سامح الجارحي، انزلاق إيران في حرب مع الولايات المتحدة قبل تولي بايدن مقاليد الحكم، بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، ويقول لـ"ّذات مصر" إن طهران لن تكون لها ردة فعل قوية تجاه ما حدث، وأشار إلى واقعة اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني والذي لم ترد إيران على مقتله إلا بإطلاق بعض القذائف على قواعد عسكرية تخضع للاحتلال الأمريكي في العراق. ويرى الجارحي أن طهران تعول على إدارة بايدن، لإعادة الاتفاق النووي الإيراني، وهو نفس ما تذهب إليه الدكتورة ليلى نيقولا أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية. وتقول نيقولا لـ"ذات مصر" إن النظام الإيراني سيفوت الفرصة على ترامب في مجاراته في عمليات الاغتيال الأخيرة، لأن طهران أكثر وعيًا وإدراكًا من أن تنزلق إلى حرب مع رئيس انتهت ولايته، مضيفة أن "إيران لن تعطي ترامب السلاح الذي يمكن أن يستخدمه للفتك بها". [caption id="" align="aligncenter" width="1000"] ترامب[/caption]

إيران مخترقة؟

ويرى الجارحي أن استمرار نزيف دم القيادات الأمنية الهامة في إيران، يعطي مؤشرًا على أن طهران مخترقة أمنيًّا من جانب واشنطن وشركائها في المنطقة، وعَزا ذلك إلى استنزاف إيران قواتها العسكرية في دول الجوار مثل سوريا ولبنان واليمن، وهو ما جعل الدولة تعاني فراغًا أمنيًّا، جعل قيادتها صيدًا ثمينًا للولايات المتحدة ووكلائها. ويقول مدير المركز الأحوازي للدراسات الإستراتيجية، حسن راضي، إن اغتيال محسن فخري زادة يمثل ضربة قوية للنظام الإيراني، كاشفًا عن وقوع عملية اختراق أمني للأجهزة الاستخباراتية الإيرانية: "أجهزة استخبارات عدّة تخترق البرنامج النووي لإيران، وطهران لا تستطيع إخفاء هوية محسن فخري زادة وغيره من العلماء في المجال النووي". اتفاقًا مع الجارحي، تستبعد نقولا سيناريو الحرب الشاملة بين أمريكا وإيران خلال الفترة المتبقية من ولاية ترامب، وتقول إن أقصى أهداف ترامب هي مزيد من الضغط على طهران وتصدير أزماته الداخليه إلى الشرق الأوسط، وتعتقد نقولا أن إيران "لن تعطي الفرصة لترامب أو تسايره في نواياه في شن حرب شاملة". [caption id="" align="aligncenter" width="1000"] جنازة زادة[/caption] وكان موقع "إكسوس" الأمريكي قال إن الرئيس دونالد ترامب، سيتخذ حزمة من الإجراءات المشددة تجاه النظام الإيراني قبل انتهاء ولايته، وذلك حتى 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، ما ينذر بتصعيد أمريكي مع إيران خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حسب ما يرى مراقبون. وعن هذا، تقول الدكتورة ليلى نقولا إن هدف ترامب هو إثبات أنه لا يزال الرئيس الذي يملك كل الصلاحيات، وأنه لم يُهزم بعد، وفي نفس الوقت يريد أن يصعب مهمة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إذا ما أراد العودة للاتفاق النووي الإيراني.